كما أثارت قطر العالم بأخبارها، أراد أميرها حمد بن خليفة آل ثاني أن يكون خروجه من الحكم مثيراً ومغايراً بتنازله طوعاً عن الحكم لابنه. في 7 دقائق من البث الحي المباشر على شاشة التلفزيون القطري، أنهى الشيخ حمد عهداً من الحضور السياسي العربي والعالمي، قائلاً إنه حان الوقت لكي يتسلم جيل جديد السلطة بعدما بقي على رأس الدولة 18 عاماً. وقال الشيخ حمد، الذي انقلب على أبيه للسيطرة على الحكم، «منذ أن ترعرعت على أرض قطر، والله يعلم أني ما أردت السلطة... في ذاتها ولا سعيت إليها من دوافع شخصية، بل هي مصلحة الوطن أملت علينا أن نعبر به الى مرحلة جديدة. ولقد حان الوقت لأن نفتح صفحة جديدة أخرى في مسيرة وطننا، يتولى فيها جيل جديد المسؤولية بطاقاته المتوثبة»!! وأضاف «إنني اليوم أخاطبكم كي أعلن أنني أسلم مقاليد الحكم للشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأنا على قناعة تامة بأنه أهل للمسؤولية، جدير بالثقة وقادر على حمل الأمانة وتأدية الرسالة».
وعرض التلفزيون القطري في وقت لاحق لقطات للمهنئين الذين توافدوا لتمني دوام الصحة للشيخ حمد وتهنئة الشيخ تميم في الديوان الأميري.
ولم يحدد الأمير في كلمته متى سيحدث هذا الانتقال، لكن مسؤولاً قطرياً قال إنه فور الإعلان عن التغيير يصبح سارياً.
ولم يورد الشيخ حمد في كلمته أي ذكر لرئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الذي بات في حكم «المسؤول القطري السابق».
وكان في طليعة المتوافدين الى الديوان الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي الذي صافح طويلاً الأمير السابق والأمير الجديد.
وذكرت مصادر متطابقة أن «الشيخ تميم سيشكل حكومة جديدة» بعد هذا الخطاب، على أن يشمل ذلك خصوصاً خروج رئيس الوزراء النافذ حمد بن جاسم آل ثاني.
وتكثر التكهنات في الدوحة حول اسم رئيس الوزراء المقبل، ويتم تداول اسم وزير الداخلية عبد الله بن ناصر آل ثاني، واسم نائب رئيس الوزراء أحمد بن عبد الله آل محمود، وهو من خارج الأسرة الحاكمة، ووصوله الى هذا المنصب سيشكل سابقة في دول الخليج. كما تبقى مسألة تعيين ولي عهد جديد غير واضحة، ولا سيما أن الابن الذكر الأكبر لتميم يبلغ من العمر خمس سنوات فقط.
وسربت بعض المصادر أمس تشكيلة حكومية مزعومة يستحدث فيها منصب نائب للأمير يتولاه عبد الله بن حمد آل ثاني، على أن يتولى ولاية العهد حمد بن تميم بن حمد آل ثاني. أما رئاسة الوزراء فستكون من نصيب عبد الله بن ناصر آل ثاني، على أن يصبح خالد العطية وزيراً للخارجية، وعبد الرحمن بن حمد بن جاسم آل ثاني وزيراً للإعلام.
وسارعت دول الخليج الى تهنئة الأمير الجديد. وكان أمير الكويت صباح الأحمد الصباح أول القادة المهنئين شخصياً للشيخ تميم، فيما أبرق سائر حكام الدول الخليجية مهنئين ومباركين لانتقال السلطة. وأعرب الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز عن الأمل في أن يواصل الأمير الجديد مسيرة والده.
وفي طهران، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية «بالتأكيد سنراقب هذه التطورات وننتظر المزيد من التفاصيل... الهدوء والاستقرار في تلك الدولة والمنطقة بأسرها مهمان جداً للجمهورية الإسلامية الإيرانية».
(الأخبار)