في اجتماعهما السنوي أمس، أضحى التناغم الأوروبي الخليجي أوضح. جمعهما رفض «التدخّل الأجنبي في سوريا». يريدان الإسراع في الحلّ السياسي تزامناً مع رفع وتيرة تسليح المعارضة ودعمها على كافة الأصعدة. واتفق الطرفان على مخاطر استمرار الاقتتال السوري على المنطقة، داعين إلى إيجاد تسوية سياسية تقي من مخاطرها، فيما واشنطن ترى أن «الوضع في سوريا بات خطراً جداً» ودعا الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي جميع الأطراف إلى إيجاد تسوية سياسية «عاجلة» للأزمة السورية تقي المنطقة من «تطورات خطيرة». وأفاد بيان للاتحادين، في ختام اجتماعهما السنوي في المنامة أمس، أن «الوزراء دعوا كافة الأطراف للمساهمة الإيجابية الفاعلة لتحقيق هذا الهدف (التسوية)، وتعهدوا ببذل كافة الجهود التي تساعد على خلق الشروط الملائمة لإنجاح عقد مؤتمر جنيف 2».
وأكد البيان «أهمية توافق المجتمع الدولي لإيجاد حلّ سياسي شامل ينهي الأزمة السورية ويوقف نزيف دماء الشعب السوري ويحقق تطلعاته المشروعة، ويحفظ لسوريا أمنها ووحدتها، ويقي المنطقة تداعيات خطيرة محدقة بها».
ودان الوزراء «مشاركة ميليشيات حزب الله والقوى الأجنبية الأخرى في العمليات العسكرية في سوريا»، وعبّروا عن «بالغ قلقهم تجاه الاحتياجات الإنسانية للشعب السوري» داخل بلاده وفي المنطقة.
وناشد الوزراء «المجتمع الدولي التعهد بتقديم المزيد من المساعدات للسماح بحرية وصول المعونات الإنسانية والحماية داخل سوريا وللاجئين السوريين في دول الجوار».
وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي قد رأوا، خلال اجتماع تشاوري في المنامة ليل السبت الأحد، أن تدخّل حزب الله في سوريا «يعوق» انعقاد مؤتمر «جنيف 2»، داعين إلى «وضع حد لهذا التدخل الذي سيكون معيقاً للجهود المبذولة لعقد المؤتمر».
وأضافوا، في بيان، أنّ المجلس «أعرب عن قلقه العميق من انعكاسات الأزمة السورية على الأوضاع في لبنان أمنياً وسياسياً»، وجدّدوا مطالبتهم الحكومة اللبنانية بـ«الالتزام بسياسة النأي بالنفس ومنع تدخل أي طرف لبناني فيها».
ورحّب المجلس بـ«نتائج اجتماع أصدقاء سوريا» وما «تضمنته من توجيه أنواع الدعم للمعارضة السورية، لتمكينها من مواجهة الهجمات والجرائم الوحشية التي يقوم بها النظام وحلفاؤه».
في موازاة ذلك، طالب وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، أوروبا بـ«البدء الفوري بتنفيذ قرار رفع الحظر عن تسليح المعارضة السورية، خاصة في ضوء المستجدات الخطيرة في سوريا»، محذراً من أن «التأخر في تسليح المعتدلين سيعزز من قوة المتطرفين في الساحة السورية».
وفي كلمة ألقاها خلال مؤتمر المجلس الوزاري المشترك، رفض «القلق الغربي من وصول السلاح إلى أيدي المتطرفين»، معتبراً أن «واقع الحال ومنطق الأمور يؤكدان أن إضعاف قوى الاعتدال هو الذي من شأنه تقوية قوى التطرف». ولفت إلى أنّ «المعارضة السورية لم تعد تقاتل نظاماً فقد شرعيته، بل أصبحت أيضاً في حرب ضروس ضد محتل أجنبي».
وانتقد الفيصل موسكو، معتبراً أنها «تتجاوز القانون بتسليح دمشق»، مشدداً على أن «من الضروري صدور موقف دولي يمنع تزويد النظام السوري بالسلاح ويطالب بإخراج القوات الأجنبية المحتلة من سوريا».
بدوره، أكد وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن ما يشهده الوضع السوري من أحداث يتطلب وقفة جادة لإنقاذ الشعب السوري من المأساة غير المسبوقة التي يعيشها في هذه المرحلة من تاريخه.
وقال آل خليفة، خلال افتتاحه الاجتماع المشترك، إنّ الوضع يتطلب وقفة جادة بعد «تأكد استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية وتدخل حزب الله».
وحثّ الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني على العمل على سحب مقاتلي حزب الله من سوريا في سبيل إيقاف الحرب الأهلية هناك.
من جهة ثانية، أوضح وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أنه يتطلع إلى لقائه بنظيره الروسي سيرغي لافروف، لأن «الوضع في سوريا بات خطراً جداً».
في موازاة ذلك، طالب «الائتلاف» المعارض «مجموعة أصدقاء سوريا» بفرض منطقة حظر جوي وتوجيه ضربات عسكرية مدروسة إلى ما وصفه بمفاصل القوة العسكرية للنظام.
وشدّد، في بيان له، على أن «التطورات الخطيرة والهجمة الوحشية على مدينة حمص ستنعكس سلباً على الجهود الدولية المتعلقة بـ«جنيف 2»، لأنها تهدد أي حل سياسي وتضعه في مهب الريح، وتعني إلغاء كل ما يتعلق» بالمؤتمر.
إلى ذلك، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن اقتناعه بعدم إمكانية تسوية الأزمة السورية إلا عبر الوسائل السياسية، معرباً عن أمله بتنفيذ المبادرة الروسية _ الأميركية بشأن عقد مؤتمر «جنيف 2». من ناحية أخرى، لفت وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إلى موقف طهران المبدئي إزاء الأزمة السورية، مؤكداً بعيد لقائه أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لتهنئته بتبوئه منصبه، ضرورة الالتفات إلى مطالب الشعب السوري بالتوازي مع حفظ سيادة الأراضي السورية ووحدتها بهدف توفير المناخ المؤاتي للخروج من الأزمة القائمة والدفع باتجاه انطلاق الحوار الوطني بين السوريين.
بدوره، حذّر مساعد وزير الخارجية، أمير عبد اللهيان، البحرين من اتخاذ إجراءات متسرعة ضد سوريا أو إجراءات غير مدروسة حيال حزب الله.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)