في وقت واصلت فيه مقاتلات العدوان السعودي غاراتها على المناطق اليمنية حاصدة المزيد من أرواح المدنيين، أدلت الأمم المتحدة بشهادة جديدة حول المجازر التي ترتكبها السعودية في اليمن، مستنكرة «قتل المواطنين في سوق شعبي». وجاء ذلك بعدما فند المتحدث باسم المنظمة الدولية مزاعم تحالف العدوان بشأن ضبطه شحنة أسلحة على متن سفينة إغاثية تابعة لبرنامج الأغذية العالمي.
وعقد مجلس الأمن الدولي، يوم أمس، جلسة تناولت الأوضاع الإنسانية في اليمن بعد أكثر من 11 شهرا على اندلاع العدوان السعودي على هذا البلد. وتخللت الجلسة كلمة لوكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين، قال فيها «إن الحاجة الملحة في اليمن الآن هي لحماية المدنيين الذين يواجه الملايين منهم التفجيرات وأعمال القصف المتواصلة وغالبا العشوائية من أطراف النزاع كل يوم». وأشار أوبراين إلى «مقتل 30 شخصا وإصابة 40 في ما بدا أنه قصف جوي على سوق مزدحم في محافظة صنعاء الشهر الماضي»، أي المجزرة التي ارتكبتها مقاتلات التحالف السعودي في سوق نهم الشعبي قبل خمسة أيام.
جاءت تصريحات أوبراين بعدما دحضت الأمم المتحدة مزاعم التحالف السعودي حول ضبطه شحنة أسلحة إيرانية في ميناء جيزان في 11 شباط الماضي. وأكد المتحدث باسم المنظمة، فرحان حق، أن الأمم المتحدة كانت على علم مسبق بمسار السفينة ونوع الشحنة التي تحملها، مضيفا أن السفينة كانت «تحتوي على علب التونة والإمدادات الطبية ومعدات خاصة بتكنولوجيا المعلومات في طريقها إلى مركز المساعدات الإنسانية التابع للمنظمة الدولية في عدن».
كذلك أشار مدير «مكتب تنسيق المعونات الإنسانية» التابع للأمم المتحدة، جون غينغ، إلى أن المنظمة أبلغت السعودية تفاصيل شحنة «مينبورت سيدار» قبل إبحارها، ومع ذلك جرى تحويل مسارها من ميناء الحديدة إلى جيزان واحتجازها. وشدد غينغ على أن «الأمم المتحدة لا تقبل أي شروط على تقديم المساعدات من أحد مهما بلغت الحاجة إلى تلك المساعدات».
وعقب ساعات من تصريحات حق وغينغ، سمحت السعودية لـ«مينبورت سيدار» بإفراغ شحنتها في الحديدة، ولكنها أبقت على معدات الاتصالات في ميناء جيزان بذريعة أنها «مشابهة لتلك التي يستخدمها الحوثيون ولم يعلن عنها برنامج الأغذية العالمي»، وفق تعبير المتحدث باسم تحالف العدوان أحمد عسيري.
في غضون ذلك، ذكرت «منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة» (الفاو) أن أكثر من نصف سكان اليمن يعانون انعدام الأمن الغذائي بينهم 7.6 ملايين نسمة يعانون انعدام الأمن الغذائي الشديد. ولفتت المنظمة، في تقرير، إلى أن 10 محافظات تقع ضمن مرحلة الطوارئ في انعدام الأمن الغذائي الحاد وفقا لنتائج تحليل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي حتى حزيران 2015.
ميدانيا، واصلت مقاتلات العدوان غاراتها على غير منطقة في اليمن، واستهدفت أمس المناطق الشرقية لمدينة تعز، ما أدى إلى استشهاد مواطِنين اثنين وإصابة آخرين وتضرر عشرات المنازل، كما استهدفت الطائرات السعودية مدينة صعدة ومديريات حيدان وسحار ورازح متسببة في دمار في منازل المواطن وممتلكاتهم التي تعرضت كذلك لعشرات الصواريخ والقذائف المدفعية من الجانب السعودي من الحدود.
بالتوازي، لقي 15 مسلحا من الميليشيات الموالية للسعودية مصرعهم على أيدي الجيش و«اللجان الشعبية» في محافظة الجوف شرق اليمن. وأفاد مصدر عسكري بأن من بين القتلى «رئيس عمليات لواء النصر وأحد قادرة المرتزقة في صبرين». وكانت القوات المشتركة قد تمكنت من قتل عدد من عناصر القاعدة والمقاتلين الموالين لعبد ربه منصور هادي واغتنام عتاد عسكري أثناء عملية لها في جبل مسيعد في تعز.
(الأخبار، رويترز)