حلب | تراجعت حدة المعارك في حلب. «عاصفة الشمال» التي أطلقها الجيش خفتت رياحها، كما عملية «صدى القصير» المعارضة لم تعد مسموعة. «الصوت» كان أوضح في ريف دمشق وحمص ودرعا. انخفضت حدة المعارك في محافظة حلب هذا الأسبوع، وخيّم خبر إسقاط مروحية كانت تقل موظفين من دائرة الامتحانات في مديرية حلب على المشهد الذي لم تتغير تفاصيله. اشتباكات متقطعة بين الجيش والمعارضة المسلحة، ومحاولات للتقدم تنتهي بالسيطرة على مبان عدة هنا وهناك. لكن السخونة عادت إلى محور الشيخ سعيد _ خان طومان جنوب حلب، حيث شهدت تلك المنطقة معارك عنيفة تصاعدت بعد ظهر أمس، سقط خلالها ستة مسلحين من عناصر «كتائب الريف الغربي» التي تتولى القتال في ذلك المحور، وفق مصدر معارض. وأضاف المصدر أن قوة مدرعة من الجيش تحاول التقدم باتجاه موقع مستودعات خان طومان التي انسحبت منها قبل شهور.
وشهدت المدينة القديمة في حلب معارك بالقرب من خان الشونة، وفندق الكارلتون، والقصر العدلي، ومحيط القلعة. وقال مصدر مطلع لـ«الأخبار» إنّه «تمّ تدمير ثلاثة مدافع هاون والقضاء على مجموعة مسلحة حاولت التقدم عبر خان الشونة».
وفي محور حيّي الشيخ مقصود والأشرفية اندلعت اشتباكات بين المسلحين وقوات الدفاع الوطني في محيط ثكنة الجيش الشعبي، سقط خلالها 7 من المسلحين، بينهم أكراد ينضوون في «الجيش الحر».
وشهدت مدينة أعزاز شمالي حلب تظاهرة مناهضة لافتتاح مقر «دولة العراق والشام الإسلامية»، ورفع فيها لافتات «إخواننا المهاجرين أتيتم لتنصرونا لا لتحكمونا»، ولافتات أخرى تطالب بعدم تجوّل انتحاريي الأحزمة الناسفة في المدينة.
وقال حسن عجيلي، أحد قاطني أعزاز، لـ«الأخبار» إنّ «تفاقم المظاهر المسلحة وإرهاب الأهالي دفعا بعض المعارضين إلى الاحتجاج على فتح مكتب لتنظيم القاعدة في المدينة، نتيجة السمعة السيّئة للعناصر المسلحة الموالية له».
وتبنّت مجموعة مسلحة تطلق على نفسها اسم «كتيبة البراء بن مالك» مسؤولية إسقاط مروحية كانت تحاول الهبوط في بلدة نبّل شمالي حلب، وهي تقل موظفين من مديرية تربية حلب .
ووجّهت المجموعات المسلحة تحذيراً أخيراً لأهالي بلدتي نبّل والزهراء المحاصرتين قبل شنّ عملية عسكرية واسعة حتى يتمّ «التحرير بدون نقطة دم واحدة»، وذلك بـ«تسليم القتلة والشبيحة من قوات النظام والأسلحة المسلمة ما عدا الأسلحة الفردية، وإعلان الانشقاق عن النظام والتعهد بعدم التعامل معه ببيان مصوّر يبث على الإنترنت وتبادل الأسرى بين الطرفين، ليتم بعد ذلك فك الحصار وإدخال اللوازم الدوائية والغذائية».
في موازاة ذلك (الأخبار، سانا)، واصل الجيش السوري تقدمه من مدينة عين عيسى، التي سيطر عليها أخيراً، باتجاه الرقة، باسطاً سيطرته على قرى عدة في الطريق العام.
واستهدف تجمعات للمسلحين على هذه الطريق العام، ما أدى إلى مقتل عدد كبير من المسلحين، منذ بدء العملية قبل 3 أيام، أغلبهم ينتمون إلى «لواء أحفاد الرسول».
وفي دير الزور، استهدفت وحدة عسكرية تجمعاً للمسلحين في مدينة الموحسن، فقتلت العشرات، عرف منهم أحمد السخني، «أمير جبهة النصرة»، والملقب ببن لادن.
في هذه الأثناء، نفذت وحدات من الجيش، أمس، سلسلة عمليات نوعية في الغوطة الشرقية وريف دمشق الجنوبي.
وتركّزت هذه العمليات في محيط وحدة المياه في مدينة حرستا وفي مزارع العب في منطقة دوما، وفي جوبر وعربين.
وفي الغوطة الشرقية، واصل الجيش ملاحقته المسلحين في المزارع المحيطة ببلدتي البحارية والقاسمية، بينما اشتبك مع آخرين في منطقة الفاخورة على امتداد جبال حلبون في ريف دمشق الشمالي.
في المقابل، أفادت تنسيقيات المعارضة عن «قصف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون على أحياء برزة والقابون»، لافتة إلى وقوع اشتباكات عنيفة في بساتين برزة.
وفي ريف حماة قتل 3 مواطنين وأصيب آخرون، أمس، جراء تفجير انتحاري بسيارة مفخخة قرب المركز الثقافي في بلدة الصبورة.
وأفاد مصدر وكالة «سانا» أنّ «انتحاريين فجرا نفسيهما بسيارة بيك آب مفخخة بنحو 1,5 طن من المتفجرات، ما أدى إلى استشهاد 3 مواطنين وجرح 18 آخرين بينهم نساء وأطفال». كذلك قتلت طفلة بانفجار عبوة ناسفة زرعت قرب مدينة الشباب في القامشلي.
إلى ذلك، اشتبكت وحدة من الجيش مع مسلحين هاجموا إحدى النقاط العسكرية بالقرب من بلدتي الرامي ومحمبل، القريبتين من طريق إدلب _ اللاذقية، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من المسلحين. كذلك دارت اشتباكات عنيفة قرب بلدة بسنقول القريبة من طريق إدلب _ اللاذقية.
في سياق آخر، ذكر مصدر أردني أن نقيباً في سلاح الجو التحق عبر تركيا بمقاتلي «جبهة النصرة». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن أحد أقارب النقيب تأكيده لهذا الخبر. وذكر قيادي سلفي في الأردن، فضّل عدم الكشف عن اسمه، أن «النقيب أحمد عطا الله المجالي (29 عاماً) كان قد تعرف إلى عدد من أبناء التيار السلفي، وكان على اتصال معهم قبل أسبوع من فراره للجهاد مع جبهة النصرة».