بخطى ثابتة، يواصل الجيش السوري تقدمّه البطيء في ريف دمشق ومحافظة حمص، في وقت أعيد فيه الكلام على كيفية شحن 3500 طن من الأسلحة بمساعدة وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية وبتمويل قطري وسعودي إلى المعارضة السورية. وحقّق الجيش السوري، أمس، تقدماً نوعياً في عملياته المستمرة في دمشق ومحيطها، عبر سيطرته على جزء كبير من حيّ جوبر، كمعمل الصابون، والمواصلات، وثكنة الموسيقى، والمسالخ، والأفران، ودوار البولمان، وسيريتل ومحيطها، و75 في المئة من دوار المناشر.
وفي الغوطة الشرقية وريف دمشق الشمالي الغربي والجنوبي، واصل الجيش عملياته في حيّ برزة، حيث يسيطر على شوارع عديدة فيه. كذلك، تمّ استهداف مركز للمعارضة المسلحة في عدرا البلد، ما أدّى إلى مقتل عدد من المسلحين، كما دمّر مستودعاً للأسلحة شرقي دوار الجرة في مدينة دوما، بينما لاحقت وحدات عسكرية في ريف دمشق الشمالي الغربي عدداً من المسلحين في حيّ عين جابر وقرب معمل الثلج في مدينة الزبداني.
وفي ريف دمشق الجنوبي، نفذ الجيش سلسلة عمليات نوعية في بلدتي حجيرة والذيابية.
إلى ذلك، اشتبكت وحدات من الجيش مع مجموعات مسلحة في محاور عدة من مدينة داريا، ما أدى إلى مقتل عدد من أفرادها، بينما لاحقت وحدات أخرى أفراد مجموعات في خان الشيح والمزارع المحيطة بها، وشارع الزهور في منطقة سكيك، وبيت جن. في سياق آخر، أصيب عدد من المواطنين بجروح، بينهم ثلاثة أطفال، جراء سقوط قذيفة هاون أطلقت، صباح أمس، على حيّ التضامن.
وذكر مصدر في قيادة الشرطة لوكالة «سانا» أنّ «إرهابيين استهدفوا بقذيفة هاون منازل المواطنين في شارع نسرين، ما أدى إلى إصابة عشرة مواطنين بجروح نقلوا على اثرها إلى مستشفى دمشق، أربعة منهم في حالة حرجة».
من جهتها، أعلنت تنسيقيات المعارضة أنّ «قصفاً بالمدفعية الثقيلة استهدف بلدة كفربطنا في ريف دمشق، ما أدى إلى سقوط 11 شخصاً، بينهم طفلتان وأكثر من 22 جريحاً». وأضافت أنّ «مناطق في دوما تعرضت لقصف بالهاون، ما أدى إلى مصرع رجل، كذلك قتل مواطن من بلدة المليحة جراء إصابته في قصف على بساتين البلدة، وطال القصف أيضاً المنطقة الغربية في مدينة داريا ومدينة الزبداني ومناطق في بلدات يلدا، وزملكا، وسط اشتباكات على أطراف بيت سحم من جهة طريق المطار».
في موازاة ذلك، أحرز الجيش السوري تقدماً كبيراً في ملاحقته للمسلحين في حيّ باب هود في حمص، محكماً سيطرته على عدد من الأبنية في الحيّ.
وأفاد مصدر عسكري أنّ الجيش «دمّر وكراً لمتزعمي المجموعات الإرهابية في حيّ البلدية في بلدة الحصن في ريف تلكلخ، وأوقع من فيه قتلى، من بينهم عبد الباسط حداد ومحمود عبدو الطلي».
في المقابل، أشارت تنسيقيات المعارضة إلى أنّ «القصف بالهاون والمدفعية الثقيلة تجدّد على أحياء حمص القديمة، حيث تركز على باب هود، وسط اشتباكات على عدة جبهات». وأوضحت التنسيقيات أنّ «القصف على الأحياء رافقه دوي انفجارات، كما قتل شخصان في الحولة وجرح آخرون في تلبيسة في ريف المحافظة، جراء قصف على البلدتين».
في سياق آخر، نقلت صحيفة «ذي تلغراف» البريطانية عن لورد آشدون، القائد الديمقراطي والليبرالي السابق والممثل السامي الدولي للبوسنة، تأكيده أنّ «حوالى 35000 طن من الأسلحة أرسلت إلى المعارضة المسلحة»، حيث قال «إنهم لا يحتاجون إلى السلاح. لقد أرسل 35000 طن من الأسلحة عبر كرواتيا وبمساعدة وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية، وبتمويل قطري وسعودي، حيث ستذهب في الغالب حصرياً إلى الجماعات الجهادية». وتابع آشدون «أعرف من أين تأتي هذه الأسلحة. إنها أسلحة من مخلفات الحرب البوسنية، ويجري شحنها الآن بدفعات كبيرة عن طريق الموانئ والمطارات الكرواتية، ويمكنني إخباركم أنّ القوات الفاسدة في البلقان تكسب مبالغ طائلة من جراء ذلك».
الممثل السامي الدولي للبوسنة وصف المعارضة المسلحة بأنها «مجموعة من الناس غير ملائمة مطلقاً لإرسال السلاح إليها». وأشار إلى أنّه لا يعرف أيّ حادثة كانت فيها زيادة الأسلحة هي طريق للسلام، مؤكداً «أنّ سوريا هي الخط الأمامي في صراع أوسع، جوهره محاولة لبناء أغلبية سنيّة جهادية ترمي إلى قتال الشيعة. كل هذا هو عبارة عن تحضيرات يصوغها البعض متعمّدين صنع صراع ديني واسع النطاق».
ويرى السياسي البريطاني أنّه لا يزال يوجد طريق دبلوماسي جدي بالفعل، وأنه «إذا كان الموقف أن كلاً من السعودية وقطر يموّّلان الآن نفس الجهاديين الذين نقاتل ضدهم، فلم لا نستخدم الضغط الدولي من أجل إقناعهما لوقف ذلك ومنعه».
(الأخبار، سانا)