تمكنت الجماعات المسلحة من دخول ضاحية الراشدين جنوب غرب مدينة حلب بعد قتال ضارٍ على محاور عدة جنوبي المدينة، تمتد من خان العسل ومزارعها وحتى الضاحية المتاخمة لأكاديمية الأسد للهندسة العسكرية، استخدم فيه المسلحون الذين قدم معظمهم من ريف محافظة إدلب آليات مدرعة. وعمد الجيش السوري إلى قصف المواقع التي اتخذها المسلحون مراكز لهم في الضاحية، حيث سقط العشرات منهم بين قتيل ومصاب أثناء تجمعهم في معمل خاص لصناعة المثلجات استخدموه مقراً لهم، وفق مصدر مطلع. وتواصلت الاشتباكات والقصف طيلة ليل الأربعاء وحتى ظهيرة أمس، على امتداد منطقة الراشدين جنوباً حتى خان العسل، حيث استهدف القصف تجمعاً للمسلحين غربي بلدة الزربة بالقرب من طريق حلب ــ دمشق. وأدّى دخول المسلحين إلى ضاحية الراشدين إلى نزوح كثيف بين الأهالي، وقال مصدر في محافظة حلب لـ«الأخبار» إنّه «حصلت حالة نزوح للمواطنين من ضاحية الراشدين إثر هجوم للمسلحين حيث غادرها أكثر من 2000 شخص، تجمّع نحو 200 شخص في إحدى الحدائق العامة، وسيتم توفير المأوى الموقت لهم».
واستمر قطع طريق حلب ــ دمشق لليوم الثاني، ما انعكس على إمدادات الوقود والغذاء للمدينة، ليقفز سعر ليتر البنزين إلى 350 ليرة سورية، وهو أربعة أضعاف سعره الرسمي. بالمقابل، تواصل وحدات من الجيش تقدمها في منطقة خان العسل حيث تحتشد كتائب مختلفة من ريفي حلب وإدلب. وفي محور غربي حلب، تجدّدت الاشتباكات في جبل شويحنة، ومعارة الأرتيق، وكفر حمرة، والمنصورة، والليرمون، وكان أعنفها قرب معمل بركات في معارة الأرتيق، حيث قتل أكثر من 13 مسلحاً، وفق مصدر في «قوات الدفاع الوطني».
وفي شمال حلب، تواصلت الاشتباكات والقصف المدفعي في محيط السجن المركزي، ومحيط مستشفى الكندي، حيث قتل خمسة من المسلحين أثناء محاولتهم التسلل إلى مرأب المستشفى. كذلك، استهدفت نيران الجيش حاجزاً للمسلحين في مدخل المدينة الصناعية بالشيخ نجار، وتجمعاً لهم قرب محطة «خولندي». وفي مدينة حلب، قال مصدر معارض إنّ «مدفعية الجيش السوري استهدفت مقراً للجيش الحر بالقرب من جامع العلاء بن الحضرمي في حيّ الصاخور، ما أوقع سبعة قتلى وجرحى».
بالمقابل، واصلت الجماعات المسلحة إمطار الأحياء الآمنة بقذائف الهاون، حيث سقطت قذائف في السليمانية، وميسلون، والميدان، والأشرفية، والسريان، وجمعية الزهراء، والحمدانية، وحلب الجديدة.
في موازاة ذلك، واصلت وحدات الجيش عملياتها في تدمر وعدد من أحياء حمص وريفها. وذكر مصدر عسكري أنّ وحدة من الجيش أحكمت سيطرتها على عدد من الأبنية في حيّ باب هود في مدينة حمص القديمة. وأضاف المصدر أنّه تم تدمير مراكز للمسلحين قرب مستشفى الأمل في جورة الشياح، وقرب مدرسة خديجة الكبرى في حيّي القصور والخالدية. وعلى محور تلبيسة ــ السعن في ريف حمص الشمالي، أشار المصدر إلى أنّ الجيش دمّر رشاشات ثقيلة لمجموعة مسلحة، في حين قضت وحدة منه في عملية نوعية على مسلحين قرب قرية الغجر بريف الرستن.
وفي ريف دمشق، استهدفت وحدات الجيش مقراً للمسلحين في بلدة حجيرة، بريف دمشق الجنوبي. كذلك، نفّذت وحدة ثانية عملية غرب الشيفونية التابعة لدوما، أسفرت عن مقتل محمود البرغوث متزعم مجموعة في «كتائب شباب الهدى». وفي القابون، عثر الجيش على معمل لتصنيع العبوات الناسفة ونفق بطول 250 متراً، يمتد من بناء الأراكيل في منطقة القابون الصناعية باتجاه جوبر.
إلى ذلك، انفجرت عبوة ناسفة لاصقة بسيارة معاون وزير العمل راكان إبراهيم، في منطقة البرامكة في دمشق، ما أدّى إلى إصابته بجروح نقل على اثرها إلى المستشفى.