دمشق ـــ الأخبار نسخة طبق الأصل، مع تعديل بسيط عما كان يحصل أيام الرئيس الراحل حافظ الأسد، لكن الظروف الأمنية المتردية منعت الاحتفاء الذي كان يرافق المؤتمر القطري لحزب البعث أيام زمان. يوم أمس، عقد مؤتمر شبيه بتلك المؤتمرات التي كانت توظف لها كل الإمكانيات، لكن هذه المرة بشكل مصغر جداً وبعيداً عن عدسات الكاميرات. حوالى 300 عضو بارز في حزب البعث العربي الاشتراكي اجتمعوا في أحد فنادق دمشق الكبرى.
مصادر شاركت في الاجتماع قالت لـ«الأخبار» إنه «تضمن كلمة للأمين القطري وأسئلة واستفسارات حول عمل الحزب في المرحلة الماضية»، مشيرة إلى أن القيادة الجديدة هدفها «تنشيط العمل الحزبي خلال السنة المقبلة حتى تتحسن الأوضاع للتجهيز لمؤتمر قطري عام، يحضره من يحق لهم اختيار القيادة الجديدة من أعضاء المؤتمر الـ 800 من مختلف المحافظات السورية والفاعليات الشعبية».
وعن خروج فاروق الشرع من التشكيلة الجديدة، قالت المصادر إن «الشرع لم يعد له دور في قيادة الحزب، ولكن بالنسبة إلى العمل السياسي ومنصبه نائباً لرئيس الجمهورية فهذا الأمر يتعلق بقرار رئاسي لا علاقة له إطلاقاً بالعمل الحزبي».
وتوقعت المصادر تعديلاً وزارياً وشيكاً يطال بين 3 و5 وزراء، مرجحة أن يشمل الوزارات الخدمية والاقتصادية، لا الوزارات السيادية.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن الرئيس الأسد أكد خلال ترؤسه اجتماع اللجنة المركزية الموسع لحزب البعث أنه «يجب على الحزب أن يطور نفسه من خلال الالتصاق بالواقع وتعزيز ثقافة الحوار والعمل الشعبي التطوعي، ووضع ضوابط جديدة ومعايير دقيقة لاختيار ممثلي الحزب، بما يمكنهم من العمل لتحقيق مصالح الشرائح الأوسع من عمال وفلاحين وحرفيين... وتعميق التفاعل مع المواطنين لتجاوز المنعكسات السلبية للأزمة».
وقالت مصادر الأخبار إن الأسد أكد في كلمته «أننا نخوض معركة طويلة، لكننا على يقين بأننا المنتصرون فيها، ولو كان العكس لكانت حُسمت لصالح الآخرين». وشدد الأسد، الذي تحدث عن ضرورة إجراء «مراجعة نقدية مسؤولة وعميقة»، ملمحاً إلى «تقصير في الأداء الحزبي»، على «الحوار الداخلي» وعلى أن «الأساس الفكري يجب أن يكون المدماك الأساس لأي خطوات مقبلة». وأشار إلى ما يجري في مصر، مؤكداً أن «سوريا عمق لمصر عبر التاريخ»، كاشفاً عن أن «الأصدقاء في أوروبا والمنطقة يتزايدون».
واقع البلاد فرض نفسه بقوة على حدث يوم أمس. اكتفى المؤتمر بانتخاب قيادة قطرية جديدة بالكامل، لا تتضمن أياً من أعضاء القيادة السابقة، بمن فيهم نائب الرئيس فاروق الشرع، فيما بقي الرئيس السوري بشار الأسد في منصب الأمين القطري العام: هلال هلال أميناً قطرياً مساعداً، خلفاً لمحمد سعيد بخيتان. وهلال (مواليد 1966)، شغل منصب عضو قيادة فرع حلب خلال الدورة السابقة، والدورة الحالية. وكان من أبرز الأعضاء الجدد الدكتور وائل الحلقي رئيس الوزراء الحالي. كما انتخب وزير الكهرباء عماد خميس عضواً قيادياً، وهو من مواليد ريف دمشق سنة 1961.
أما شعبان عزوز (مواليد حلب 1953)، فقد شغل منصب رئاسة الاتحاد العام لنقابات العمال. وبرز أيضاً اسم المحامي محمد جهاد اللحام، رئيس مجلس الشعب، كواحد من الأعضاء الجدد. كذلك الأمر بالنسبة الى يوسف الأحمد، السفير السوري الحالي لدى الجامعة العربية ومصر.
ويفترض أن يلتئم المؤتمر اليوم لتوزيع المهمات في صفوف القيادة الجديدة، وفيها 7 متفرغين من أصل 17. وكانت القيادة السابقة تضم 12 عضواً.