في موقف لافت أثار الكثير من التساؤلات، وصفت ايران أمس تدخل الجيش المصري لعزل الرئيس السابق محمد مرسي بأنه «غير مقبول»، في وقت أكد فيه الاتحاد الأوروبي مواصلة «التحاور مع شركائنا المصريين»، بينما وصفت أنقرة ما حدث بالمذبحة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس عراقجي: «المهم هو إعطاء الأهمية للطموحات المشروعة للشعب المصري»، مضيفاً: «إن تدخل الجيش في السياسة غير مقبول ومبعث قلق». وحذّر عراقجي من تزايد الانقسامات في المجتمع المصري، قائلاً: «يقيناً، هناك أصابع خارجية تعبث، والغرب والنظام الصهيوني (إسرائيل) لا يريدان مصر قوية».
رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي، رأى أن اعتقال قادة الإخوان المسلمين في مصر «يثير أنصار الاخوان المسلمين للنزول إلى الساحات، ولا يوجد هناك طريق إلا التفاهم؛ لأن استمرار الأوضاع الحالية يضرّ بمصر والمنطقة»، مشيراً إلى أن على «الإخوان أن يقبلوا بانتخابات مبكرة».
أما البيت الأبيض، فقد أعلن أن الإدارة لن تُجري اقتطاعات فورية في المساعدة العسكرية الأميركية لمصر. ورداً على سؤال عمّا إذا كان على المدى القصير ستُخفض المساعدة المالية الأميركية للجيش المصري، أجاب المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني: «نرى أن هذا الأمر لن يكون في مصلحتنا».
ودعت وزارة الخارجية الأميركية الجيش المصري إلى ممارسة «أقصى درجات ضبط النفس في الرد على المحتجين، كذلك نحثّ جميع المحتجين على التظاهر سلمياً». وقالت المتحدثة باسم الوزارة جين باسكي، في مؤتمر صحافي: «ندين بشدة أي عنف، إضافة إلى أي تحريض على العنف».
في هذا الوقت، قال مايكل مان، المتحدث باسم وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون: «إننا ندرس بنحو متواصل مساعدتنا لمصر، ويمكن أن نغيّر موقفنا تماشياً مع تطورات الوضع الميداني»، مؤكداً أن الأوروبيين سيواصلون اتصالاتهم مع جميع الأطراف في مصر، بمن فيهم الإخوان المسلمون من خلال بعثتهم هناك.
بدوره، قال وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، على صفحة تويتر: «باسم القيم الإنسانية الأساسية التي ندعو إليها، أدين بشدة المذبحة التي وقعت في مصر أثناء صلاة الفجر».
عربياً، نقلت وكالة الأنباء القطرية عن مسؤول في وزارة الخارجية قوله إن «قطر تدين بشدة مثل هذه الأعمال المؤسفة التي تؤدي إلى إزهاق أرواح الأبرياء وزعزعة الأمن والاستقرار وترويع الآمنين»، ودعا «المصريين إلى التحلي بضبط النفس في هذه المرحلة الدقيقة التي تستدعي التآزر وتدعيم الوحدة الوطنية وإيجاد حلول سريعة بعد معالجة أي خلاف بينهم بالحوار، حفاظاً على أمن بلدهم وسلامته واستقراره وحماية مواطنيهم».
وفي الخرطوم، تظاهر نحو مئتي إسلامي سلمياً أمس أمام سفارة مصر دعماً للرئيس المصري المعزول محمد مرسي.
(أ ف ب، رويترز، الأخبار)