اقتحم مستوطنون متطرفون، أمس، المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة وسط حراسة شرطية مشددة، في تعمد واضح لانتهاك حرمته في أول أيام شهر رمضان. وقال المنسق الإعلامي لمؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود أبو العطا، إن نحو 90 مستوطناً من الأطفال والنساء والرجال اقتحموا منذ ساعات الصباح المسجد الأقصى على شكل مجموعتين، ونظموا جولة في أنحائه، وخصوصا في المنطقة الشرقية. وأضاف أن «الاحتلال الإسرائيلي تعمد انتهاك حرمة الأقصى والشهر الفضيل من خلال هذا الاقتحام، خاصة في ظل تواجد المئات من المصلين وطلاب العلم داخل المسجد». وأوضح أن «الأقصى يشهد حالة من الغضب والتوتر الشديد بسبب الاقتحام»، مشيرا إلى تواجد مكثف لشرطة الاحتلال على بوابات المسجد.في هذا الوقت، وفي ظل أجواء توحي بفشل الجولات المكوكية لوزير الخارجية الأميركي، جون كيري، الى المنطقة، من أجل احياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين المتوقفة منذ ايلول 2010، يبلغ رئيس الحكومة العبرية بنيامين نتنياهو أعضاء حزبه خلال اجتماع قريب عن جمود عملية التسوية وعدم استعداده للذهاب أبعد في العملية السياسية.
وقالت صحيفة «معاريف»، إن اللجنة المركزية لحزب «الليكود»، الذي يتزعمه نتنياهو، ستعود الى الحياة بعد تغييبها لفترة من الوقت من قبل نتنياهو نفسه، مشيرة الى أن وعد نائب وزير الخارجية الاسرائيلي، داني دانون، في مواقفه ضد طريقة ادارة نتنياهو للحزب قد تحقق بإيقاظ مؤسسات الحزب المغيبة. وأشارت الى أن هذا الاجتماع سيكون بمثابة اللقاء الأول منذ فترة طويلة بين رئاسة الحزب واللجنة المركزية. وقالت إن نتنياهو سيبلغ خلال الاجتماع رسالة لأعضاء الحزب تؤكد أنه لن يغير مواقفه ولن يذهب الى أي مكان جديد بشأن العملية السلمية، وأن مواقف الحزب لن تتغير. كما أنه سيسعى إلى تجنيد قيادات في الحزب لدعم أشخاص يرشحهم هو لرئاسة البلديات في اسرائيل ليخوضوا الانتخابات ضمن قوائم حزب «الليكود».
وفي السياق، أجرت وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني، المسؤولة عن ملف التسوية، زيارة الى موسكو حيث التقت نظيرها سيرغي لافروف. وأكد المسؤولان في نهاية اللقاء على ضرورة تهيئة الأجواء الملائمة لاستئناف المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
وقال بيان للخارجية الروسية «أعير الاهتمام الرئيسي خلال اللقاء لآفاق تفعيل التسوية الشرق أوسطية مع التركيز على الجهود المبذولة للخروج من المأزق المديد في عملية التفاوض بين الإسرائيليين والفلسطينيين».
وأضاف أن الوزيرين «اتفقا على التمسك بحل الدولتين على اعتبار أنه قادر على تلبية الأماني الحقيقية للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني بدرجة أكبر»، وأنه «جرى التأكيد على أهمية تهيئة الأجواء الملائمة لإعادة إطلاق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، ما يتطلب خطوات متبادلة من الطرفين».
على المستوى الفلسطيني، أعلن وزير الأسرى، عيسى قراقع، أن «الأسرى في السجون الإسرائيلية يهددون بخوض إضراب مفتوح عن الطعام مطلع أيلول المقبل فى حال فشلت جهود وزير الخارجية الأميركي جون كيرى في إعادة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين».
وبيّن قراقع أن «نحو 500 أسير سيخوضون الإضراب في مرحلته الأولى مطالبين بالإفراج عن الأسرى القدامى والمرضى الأطفال والنساء، على أن تتسع دائرة الإضراب في ما بعد». وأوضح أن الأسرى يطالبون من خلال خطوتهم بوقف الاعتقالات بالضفة الغربية ووقف سياسة الاعتقال الإداري، إلى جانب تحسين ظروفهم المعيشية اليومية داخل السجون. كما لفت إلى أن الأسرى المضربين عن الطعام فى السجون الإسرائيلية دخلوا «مرحلة الخطر الشديد».
وتابع: «الأسير الأردني المضرب عن الطعام عبد الله البرغوثي دخل في مرحلة خطر شديد، خاصة وأنه يعانى من ارتجاج في الجزء العلوي من جسده، ويرفض تناول المدعمات ويهدد بالتوقف عن شرب الماء».
وقال إن البرغوثى يرفض فك إضرابه قبل وصوله إلى بلده الأردن، مطالباً الصليب الأحمر والمنظمات الدولية والجامعة العربية بالتدخل للإفراج عن الأسرى بشكل عاجل.
(الأخبار)