سيناء | استنفار أمني في شمال سيناء أدى إلى مقتل الطفلة البدوية آية السيد (٧ سنوات) برصاص قوات الجيش في حضن أبيها وخالها قبيل إفطار أول أيام رمضان بدقائق. رواية الجيش التي نشرتها الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري على موقع «فايسبوك» قالت إنها كانت محاولة لاغتيال اللواء أركان حرب أحمد وصفي، قائد الجيش الثاني الميداني، وقد تم إحباطها في مدينة الشيخ زويد شمال شرق سيناء. لكن مع تناقل رواية مقتل الطفلة، عادت المصادر العسكرية وصرّحت لوسائل الإعلام بأن من وصفتهم بالإرهابيّين قد استخدما الطفلة كدرع بشرية في تنفيذ هجومهما، معلنة اعتقال أحدهما (خال الطفلة) ومصادرة السيارة لاحتوائها على مسدسين غير مرخصين.
تأتي هذه الحادثة في ظل توالي الاعتداءات المسلحة على عدة مواقع عسكرية وشرطية خلال الأيام التالية لعزل الرئيس محمد مرسي، بعضها استهدف مهبط طائرات الأباتشي في مطار العريش لمنعها من الإقلاع، بالتزامن مع قصف مكثف لمعسكر الأمن المركزي في محمية الأحراج بمدينة رفح. وقد سقط جنود قتلى وأصيب آخرون في هجمات متزامنة على عدة نقاط تفتيش تابعة للجيش، وهو ما حدا بقائد الجيش الثاني الميداني إلى التوجه لتناول الإفطار أول أيام رمضان مع الضباط المرابطين في مواقع الاشتباكات لمتابعتهم وشدّ أزرهم.
وبالعودة الى حادثة إطلاق النار وما قيل إنه اعتداء على وصفي، أكد شهود عيان لـ«الأخبار» أنه لم يحدث أي إطلاق نار على سيارة القائد العسكري المذكور، وأن التطور الدامي في الموقف سببه أن والد الطفلة حاول أن يتفادى نقطة التفتيش في منطقة «أبو طويلة» في مدينة الشيخ زويد، فاستهدفته قوة الحراسة بالذخيرة الحية، فأصابته وقتلت ابنته.
وعن سبب هروب البدو من الكمائن ونقاط التفتيش، فهذا أمر مفهوم في ضوء الانتهاكات الأمنية الواسعة التي كانوا يتعرضون لها في عهد حسني مبارك. فقد اعتاد البدو تفادي الكمائن لأقل الأسباب، معرضين بذلك حياتهم للخطر. وقد تكرر سيناريو قتل الهاربين من نقاط التفتيش كثيراً على مدار العامين الماضيين في سيناء، وراح ضحيته كثير من أبناء البدو من الشمال والجنوب، كان أغلبهم من قبيلة «القرارشة» في جنوب سيناء. وبالنسبة إلى السلاح المضبوط في السيارة المنكوبة، فقد أكد الشهود العيان أنه لم يستخدم في الحادث، إضافة الى أنه لا يتعدى كونه سلاحاً شخصياً خفيفاً. وردّاً على رواية الجيش بأن «الإرهابيَّين استخدما الطفلة كدرع بشرية»، أكد سكان محليون لـ«الأخبار» استحالة اصطحاب طفلة أثناء عملية إطلاق نار لأسباب عرفية وثقافية، علماً بأن ركاب السيارة من أبناء قبيلة «الرميلات» وليس لهم ارتباط معروف بالمجموعات المسلحة في المنطقة الحدودية.
وقد عكست الحادثة الأخيرة الارتباك الشديد الذي تمثل في إعلان صفحة المتحدث العسكري روايةً رسميةً ثم حذفها من موقع «فايسبوك» تحت ضغط من نشر الرواية المحلية على لسان عدة صحافيين محليين ونشطاء.
بدوره، رأى القيادي الإخواني محمد البلتاجي أن الاضطرابات في سيناء لن تهدأ إلا بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي، وهو ما اعتبره البعض دليل إدانة وتهديداً بالعنف والإرهاب.
في هذا السياق، سمحت «إسرائيل» للقوات المسلحة المصرية بزيادة عدد المركبات والقوات وبالتحليق بطائرتي أباتشي غير مسلحتين للاستطلاع في المنطقة (ج) الحدودية بخلاف المنصوص عليه في الملحق الأمني لمعاهدة السلام المصرية ـــ الإسرائيلية، وذلك خشية أن تتطور الأزمة في مصر إلى تهديد مفتوح للحدود الإسرائيلية.
كذلك نفى مصدر مطّلع في مكتب الإرشاد في التنظيم الدولي للإخوان لـ«الأخبار» تورط حركة «حماس» في الاضطرابات ، وأكد إلحاح رموز حمساوية على قادة الإخوان أن يتخلوا عن فكرة استخدام العنف في التظاهرات ولو تحت دعوى الدفاع عن النفس.