بالتزامن مع اشتداد وتيرة المعارك في حلب وحمص، ينفّذ الجيش السوري سلسلة عمليات نوعية في ريف دمشق وريف إدلب، في وقت نشرت فيه صحيفة «ذي غارديان» البريطانية تحقيقاً حول بلدة تسيطر عليها «جبهة النصرة» في محافطة الحسكة. ونفّذت قوات الجيش السوري عمليات في الغوطة الشرقية وريف دمشق الجنوبي والجنوبي الغربي، في وقت أحرزت فيه إنجازات ملموسة في ريف إدلب. وأبطلت وحدة من عناصر الهندسة في الجيش مفعول عبوتين ناسفتين مزروعتين بالقرب من شركة «تويوتا» على الطريق الدولي دمشق _ حمص، إضافة إلى مصادرة كاميرات لمراقبة ورصد العابرين على هذه الطريق.
وفي ريف دمشق الجنوبي، نفذ الجيش عملياته في بلدتي حجيرة وداريا والذيابية، حيث تمّ تدمير مركز للمسلحين قتل فيه الأردني نادر عبد اللطيف.
في المقابل، أفادت تنسيقيات المعارضة بأنّ «مدينة معضمية الشام وبلدة دير العصافير بريف دمشق تعرضتا للقصف، ما أدى إلى سقوط ضحايا بينهم أطفال، إضافة إلى عدد من الجرحى». وأوضحت أن «انفجارات وقعت في زملكا، تبين لاحقاً أنها تفجيرات لهدم منازل مطلة على المتحلق الجنوبي»، حيث بثّ ناشطون تسجيلات مصورة قالوا إنها «لمنازل على المتحلق تهدم بتفجيرات».
كذلك، أفادت عن تعرض حيّ القابون «لقصف من القوات النظامية بقذائف الهاون والمدفعية»، في حين تستمر «عمليات القصف والاشتباكات على محاور مخيم اليرموك والحجر الأسود في جنوب العاصمة».
في موازاة ذلك، أصبحت قريتا رأس المقطع ومعظم أجزاء قرية كفر شلايا (ما عدا الجهة الجنوبية) في ريف إدلب بحوزة الجيش السوري، في إطار المعارك الشرسة التي يخوضها على طريق أريحا _ اللاذقية.
كذلك، نفّذ الجيش السوري عدداً من العمليات في معترم، وبسنقول، وبسطامون، والمغارة، ومعرة النعمان، وحاس.
وفي حلب، دارت اشتباكات عنيفة في أحياء الأشرفية، والشيخ مقصود، ومحيط مطار حلب الدولي، والسجن المركزي. كما شهد حيّ صلاح الدين اشتباكات أدّت إلى مقتل 25 مسلحاً، في وقت أطلق فيه «الجيش الحر» قذائف الهاون على أحياء ميسلون والسليمانية. وفي ريف حلب، استهدف سلاح الجوّ رتلاً للمسلحين قرب بلدة تل رفعت، بالإضافة إلى استهدافه مخبأ للمسلحين في بلدة أعزاز.
من جهة أخرى، سيطر مقاتلو المعارضة، أمس، على قرية البجارية، التي تقع على بُعد كيلومترات من مدينة القامشلي في محافظة الحسكة. وكانت «قوات الدفاع الوطني» تسيطر على القرية منذ أشهر طويلة.
في سياق آخر، نشرت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية تحقيقاً يظهر كيف أنه «وسط كل الانفلات، في سوريا نظام اسمه جبهة النصرة».
وتروي الصحيفة كيف أنّ مقاتلي «النصرة» قد أقاموا نظاماً خاصاً بهم في منطقة الشدادي في الحسكة شرق سوريا، حيث يحكمون السيطرة على موارد الغذاء والوقود والمياه.
وتشير إلى شعور قادة التنظيم المرتبط بـ«القاعدة» بالفخر لأنّهم تمكنوا من إقرار نظام صارم من توزيع حصص الغذاء، وكيف أن الأمن مستتبّ في المدينة، في ما يعتبرونه نواة لإقامة خلافة إسلامية سورية.
وتروي الصحيفة البريطانية كيف أنّ ما يحدث في الشدادي يخالف كثيراً ما اعتاد المقاتلون الإسلاميون إقامته في مناطق أخرى، حيث يلجأون إلى المناطق الفقيرة المحرومة والجبلية النائية لإقامة «الخلافة»، لكن منطقة الشدادي تتمتع بحقول القمح الواسعة وموارد النفط وحقول الغاز، وأساطيل من السيارات المسروقة من الحكومة السورية.
ويختم المقال بالقول «يقوم مقاتلو النصرة بحفظ الأمن بتطبيق الشريعة الإسلامية على أيدي عدد من القضاة الذين جرى تعيينهم أخيراً، لكن سكان المدينة يشكون من سيطرة جبهة النصرة على جميع نواحي الحياة، إلى درجة أنه يمكن أن يسيطروا حتى على الهواء لو استطاعوا إلى ذلك سبيلاً».
(الأخبار)