في الوقت الذي يتركز فيه الاهتمام العالمي على ما يجري في مصر وسوريا، حاول رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو توجيه جانب منه نحو البرنامج النووي الإيراني وجعله في رأس سلم اهتمامات المعسكر الغربي وداخل الولايات المتحدة. وكرر نتنياهو اتهام إيران، خلال افتتاح جلسة الحكومة الأسبوعية، بأنها تواصل العمل على توسيع منظومة التخصيب وتحسينها، وفي موازاة ذلك تطور مفاعل البلوتونيوم على مسارين لتوفير المواد المستخدمة في القنبلة النووية، إضافة إلى تطويرها الصواريخ البالستية. وفي مقابلة مع شبكة «سي بي اس»، قال نتنياهو «هناك رئيس جديد في إيران (حسن روحاني). إنه ينتقد سلفه لأنه كان ذئباً في زيّ ذئب. إن استراتيجيته تقضي بأن يكون ذئباً في زيّ حمل، بأن يبتسم فيما يصنع القنبلة» النووية. وأضاف نتنياهو «نحن أقرب (إلى إيران) من الولايات المتحدة. نحن أكثر تعرضاً (للخطر). وعلينا إذن أن نتعامل مع مسألة كيفية التصدي لإيران، ربما قبل الولايات المتحدة»، مشيراً الى أن الإيرانيين «يقتربون من الخط الأحمر. لم يتجاوزوه بعد.. وينبغي إبلاغهم من دون أي التباس أن هذا الأمر لن يكون مسموحاً به».
وكان المعلق السياسي في صحيفة «هآرتس»، باراك رابيد، أكد أن نتنياهو رأى في انتخاب حسن روحاني رئيساً لإيران «أنباءً غير سارة» ويمثّل تهديداً حقيقياً على الضغط الدولي الذي تبلور ضد إيران في السنوات الأخيرة. ونقل عن موظف إسرائيلي رفيع قوله إن الأجواء في مكتب نتنياهو كانت «تقترب في تلك اللحظات من الهستيريا».
وضمن السياق نفسه، أضاف رابيد أن الموضوع الإيراني كان درة التاج في أجندة نتنياهو منذ الأزل، وبقوة أكبر في الانتخابات الاخيرة، وأن مستوى سلبية ردّ فعل نتنياهو على انتخاب روحاني دفع بعض المحافل السياسية الى التندر بالقول «في حال أعلنت إيران غداً تنازلها عن البرنامج النووي والتخلي عن الإرهاب، فسيعلن رئيس الوزراء الحداد، ويلبس السواد ويعفر رأسه بالتراب».
مع ذلك، فإن موظفاً إسرائيلياً رفيع المستوى أكد أن نتنياهو ومستشاريه لا يرفضون إمكانية أن يكون جزءاً من الخطوة فتح قناة محادثات بين البيت الابيض وطهران، وأن هذا التقدير يكمن وراء سلسلة المشاورات التي جرت في الأسابيع الاخيرة بين واشنطن وتل أبيب، وأن مستشار الأمن القومي يعقوب عميدرور أدار المحادثات مع الأميركيين.
في هذه الأجواء، نقل مسؤولون رفيعو المستوى في الادارة الأميركية سلسلة من رسائل الطمأنة إلي إسرائيل، منذ انتخاب روحاني، حول المحادثات المتوقع استئنافها في بداية أيلول المقبل. وبحسب رابيد، أكد موظفون أميركيون على صلة بالمسألة الإيرانية لنظرائهم الاسرائيليين في مكتب نتنياهو، أنه بالرغم من أن الولايات المتحدة ترى في انتخاب روحاني تطوراً إيجابياً، لن يحظى الإيرانيون بتنازلات من القوى العظمى قبل أن يتخذوا خطوات مسبقة بأنفسهم.