القاهرة | غادر المندوب الأميركي وليام بيرنز، القاهرة قبل أيام، خاوي اليدين، رغم كل الاتهامات التي توجه الى الولايات المتحدة بدعم «الإخوان المسلمين»؛ فلا هو استطاع أن يجتمع بكل الأفرقاء، ولا أن يحثهم على حل الأزمة بالتواصل. غير أن المندوبة الأوروبية كاثرين أشتون، التي وصلت القاهرة بعد ساعات من مغادرة بيرنز، نجحت في كسر عناد «الإخوان»، ودفعتهم الى الإعلان لأول مرة عن التفاوض لحل الأزمة، بعدما رفضوا أي مبادرة للتصالح، قبل إعادة رئيسهم إلى الرئاسة. أشتون، التي انهت زيارتها بعدما التقت ممثلين عن الإخوان وعن الأحزاب السياسية، وضمنها جبهة الإنقاذ وحملة «تمرد»، دعت الى الإفراج عن مرسي، معربةً عن أسفها لأنها لم تتمكن من رؤيته. الموقف الإخواني يأتي في موازاة تظاهرات مليونية تعد لها المعارضة السابقة اليوم تحت شعار «النصر والعبور»، فيما يتوقع أن يسير أنصار الرئيس المعزول بدورهم تظاهرات مضادة. وكشفت مصادر عسكرية لـ «الأخبار» عن خطة أمنية تهدف الى اجهاض مخطط «الأرض المحروقة» الذي حدد له «الإخوان» اليوم الساعة الصفر.
وقالت جماعة «الإخوان» المسلمين إنها اقترحت من خلال وسيط من الاتحاد الأوروبي، إطار عمل لمحادثات ترمي إلى حل الأزمة السياسية في مصر في أول إعلان رسمي من الجماعة يتحدث عن عرض للتفاوض منذ عزل مرسي.
وقال المتحدث باسم «الإخوان»، جهاد الحداد، الذي مثل الجماعة في محادثات سابقة توسط فيها الاتحاد الاوروبي، إن الاقتراح طرح على المبعوث الأوروبي برناردينو ليون قبل الزيارة، التي قامت بها مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد كاثرين أشتون، وفق ما ذكرت وكالة «رويترز».
والاقتراح، كما وصفه الحداد، لا يزال في مراحله المبكرة. ولم يذكر تفاصيل مكتفياً بوصفه أنه مجرد «إطار عمل» لفتح قناة حوار. غير أنه أكد تمسك الاخوان بمطلب الرجوع عن «انقلاب» الثالث من تموز.
وقال الحداد انه من غير الواضح من سيمثل الجانب الآخر، سواء كان الجيش الذي عزل مرسي أم سياسيون. وأضاف «نريد طرفا ثالثاً. ليس واضحاً من سيكون الطرف الثالث. هل هو الجيش؟ هل هي جبهة الانقاذ الوطني». وأضاف ان «الاخوان المسلمين مستعدون للتفاوض على أي قضية سياسية، بما في ذلك إجراء انتخابات رئاسية مبكرة» لانتخاب بديل لمرسي. ولم تمض ساعات على الإعلان عن نية الإخوان التفاوض لحل الأزمة، حتى نفى القيادي في الجماعة الإسلامية عمرو دراج، الذي التقى أشتون، وجود أي شكل من أشكال الوساطة الخارجية لحل الأزمة السياسية في مصر، بما في ذلك وساطة الاتحاد الأوروبي. وقال «لم نطلب الوساطة الأوروبية ولا نتصور إطلاقا أن يكون حل المشكلة من خلال وساطة خارجية مهما كانت».
كذلك، نفى مصدر دبلوماسي مصري مسؤول وجود وساطة أوروبية، مؤكدا أنه ليس مقبولا تدخل أية أطراف خارجية في شأن داخلي بحت، وأن هناك أطراً يجري التعامل معها الآن عبر خارطة الطريق ومبادرة شيخ الأزهر وحزب «النور».
أما المبعوث الأوروبي فأكد من جهته أنه عرض أن يبذل الاتحاد الأوروبي «مساعي حميدة» للمساعدة على حل الأزمة، لكنه قال إن تعبير «وسيط» يضخم من دوره.
وأحجم ليون، الذي تحدث هاتفيا من على متن الطائرة التي تقله في طريق عودته من القاهرة الى بروكسل، عن الخوض في تفاصيل بشأن أي اقتراح تلقاه، لكنه قال ان الطرفين أصبحا أكثر انفتاحا على الحوار.
وقال ليون «من المبكر للغاية الحديث عن مبادرات. لقد استمعنا فقط إلى الطرفين وما هي مواقفهما، وان كانت توجد أي مساحة ممكنة للانفتاح لدعمها. نعتقد أن هذا الأمر ينبغي أن يكون حوارا مصريا بدون أطراف أجنبية».
وأقر ليون بأن مواقف الجانبين متباعدة. وقال «الجانبان يتمسكان بموقفيهما بشدة، لكن في نفس الوقت نعتقد انهما ليسا منغلقين تماما أمام إمكان إعادة التواصل. لذا لا أقول إننا غادرنا القاهرة متفائلين، لكن يمكن أن أقول على الأقل إننا لسنا متشائمين».
وقبل مغادرتها، أكدت آشتون أن الاتحاد الأوروبي يساند على نحو كبير الشعب المصري، ويريد أن يرى مصر تسير باتجاه الديموقراطية بسلاسة. وقالت إنها أبلغت المسؤولين في مصر ضرورة الإفراج عن مرسي والسياسيين الآخرين ما لم تكن هناك تهمة موجهة إليهم. وأشارت إلى أن المسؤولين أكدوا لها أن مرسي بخير، موضحة أنها كانت تود أن تلتقيه، لكنهم أكدوا لها أنه يعامل معاملة جيدة.
في غضون ذلك، كشفت مصادر عسكرية مطلعة لـ «الأخبار» أن القوات المسلحة بالتنسيق مع وزارة الداخلية وإدارة الحرس الجمهوري وضعت خطة «القبضة الحديدية» للحفاظ على الاستقرار الداخلي عشية الدعوات النارية إلى تطبيق خطة «الارض المحروقة»، التي أعلن عنها «الإخوان».
التقارير التي رفعتها الاجهزة الاستخبارية لمكتب القيادة العامة للقوات المسلحة تكشف «نوايا اقتحام مبنى ماسبيرو بعد رصد عناصر من أعضاء جماعة الاخوان يلتقطون صورا له من جهاته الاربع مع تأكيدات على أقدامهم على الاعتصام امامه في محاولة منهم للضغط على الحكومة المصرية»، وفق ما أكدت المصادر.
خطة التأمين تعتمد على الانتشار فى كل الجهات وبأعداد غير محددة، رفضت مصادر «الاخبار» الافصاح عنها، على أن يجري توزيعهم على مبنى ماسبيرو فى كل القطاعات، ليتولى عدد منهم إدارة الأجهزة المهمة. أما خطة الانتشار فى مطار القاهرة الدولي، فسيجري توزيع العناصر البشرية من أسلحة الارهاب الدولي وفرق 777 و 999 و الصاعقة والمظلات وفرقة خاصة للمفرقعات بكامل إدارته والمهابط الخاصة بالطائرات حتى مصاعد الركاب، بعد ورود أنباء دقيقه عن استهدافه بقنابل هُرّبت خلال العامين الماضيين إلى داخل القاهرة.
الى ذلك، يستعد معتصمو ميدان التحرير لإحياء فعاليات تظاهرات مليونية اليوم، التي دعت إليها حملة تمرد وجبهة 30 يونيو تحت عنوان «النصر والعبور» للاحتفال بالجيش المصري.
وعلق معتصمو ميدان التحرير لافتة كبيرة على المنصة الرئيسية كتبوا عليها «الشعب يحتفل بجيشه فى ذكرى انتصاره.. العاشر من رمضان يوم الانتصار». وفي سيناء، أكد مصدر عسكري أن الساعة الصفر لتطهير سيناء قد بدأت، متوقعا بدء العملية اليوم، حيث يوافق ذكرى العاشر من رمضان.