تعاون الحكومة السورية والمعارضة لطرد الإرهابيين من أولويات «جنيف 2» بالنسبة إلى موسكو التي دعت شركاء المعارضة الرافضة المشاركة في المؤتمر للضغط عليها للتنازل عن موقفها، في وقت رأى فيه المعارض هيثم مناع أنّ واشنطن أوكلت مهمة إدارة الملف السوري إلى المخابرات السعودية. وشدّد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، على أنّ «توحيد جهود الحكومة السورية والمعارضة لطرد الإرهابيين من سوريا يجب أن يكون من أولويات مؤتمر جنيف2»، مشيراً إلى أنّ «روسيا تواصل جهودها لتنظيم المؤتمر في أقرب وقت ممكن».
وانتقد لافروف، خلال لقائه نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل، «رفض المعارضة المشاركة في المؤتمر»، داعياً شركاء روسيا إلى «الضغط على (الائتلاف) المعارض من أجل التخلي عن موقفها الرافض للمشاركة»، كما دعا دمشق إلى «مواصلة الجهود من أجل إشراك كافة قوى المعارضة في المؤتمر».
من جهته، أشاد جميل «بدور موسكو في إعداد البيان الختامي لقمة الثماني ورفضها بعض البنود غير المقبولة التي سعى الغرب إلى إدراجها فيه»، كما قدّر «دور روسيا في تقديم المساعدات إلى سوريا».
وأعرب عن أمله بـ«التوصل إلى اتفاق مع روسيا بخصوص منح سوريا قرضاً قبل نهاية العام الحالي»، معتبراً أن «الحديث عن حجم القرض الروسي سابق لأوانه».
وعن صفقة تصدير صواريخ «أس _ 300» إلى سوريا، لفت جميل إلى أنّ كل «الاتفاقات بين موسكو ودمشق بشأن تصدير صواريخ أس _ 300 تبقى سارية المفعول».
في موازاة ذلك، أشار رئيس «هيئة التنسيق الوطنية» في المهجر، هيثم مناع، إلى أنّ «الولايات المتحدة أوكلت مهمة إدارة الملف السوري إلى المخابرات السعودية». وأضاف، في تصريحات إلى وكالة «يونايتد برس انترناشونال»، أنّ «هناك فتوراً واضحاً من قبل الجانب الأميركي في ما يتعلق بالتزاماته حيال عقد مؤتمر «جنيف2».
ورأى أنّ «المصيبة الكبرى هي أنّ الولايات المتحدة التي تعتبر الطرف الغربي الفاعل تركز الآن على المباحثات الإسرائيلية ــ الفلسطينية والأوضاع المصرية، ولم تعد تعتبر الملف السوري عاجلاً».
وقال «نعرف السقف السياسي لهذه المخابرات (السعودية)، والمشكلة، استناداً إلى هذا الوضع، أن انعقاد مؤتمر «جنيف 2» سيكون شكلياً ولتسجيل مواقف فقط بدلاً من العمل على تغيير مسار الأوضاع في سوريا نحو عملية انتقال تحقق المطالب الشعبية»، موضحاً أن «الموقف الغربي يعيش حالة صراع بين معطيات الميدان على الأرض وما يطرحه حليفه الائتلاف المعارض من خطاب».
ولفت مناع إلى أن «هيئة التنسيق المعارضة تسعى لعقد لقاء تشاوري من أجل وضع برنامج سياسي مشترك للمرحلة المقبلة جراء فتور الموقف الأميركي حيال مؤتمر جنيف 2».
في السياق، لفت المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق، في اجتماع له، إلى أنّ الشائعات التي نقلتها أجهزة إعلام عربية ودولية عن وفاة عضو مكتبها التنفيذي عبد العزيز الخير في المعتقل أحدثت قلقاً كبيراً حول مصيره ومصير رفيقيه اياس عياش وماهر طحان. وطالبت الهيئة السلطات الرسمية بالكشف عن مصير الخير ورفاقه ومصير الكثير من المعتقلين والمخطوفين، وبالسماح للصليب الأحمر الدولي ولعوائلهم بزيارتهم.
كذلك دانت تصاعد الحملة الأمنية والاعلامية التي تستهدف الهيئة ورموزها، والتي شملت أخيراً اعتقال عضوي المجلس المركزي للهيئة عدنان الدبس والفنان التشكيلي يوسف العبدلكي ورفيقهما توفيق عمران، وقبلهما الناشط الصديق بدر منصور.
وبالنسبة إلى الأحداث في مناطق الجزيرة وعين العرب وعفرين، رأى عضو الهيئة، رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي صالح مسلم، أنّ الأنباء التي تتحدث عن تشكيل حكومة أو إعلان دستور في مناطق الأكراد السوريين ليست إلا اقتراحات من بعض الهيئات، وليست قرارات متخذة باسم الشعب الكردي، مؤكداً الحرص على وحدة سوريا أرضاً وشعباً، وأنّ الإجراءات المنوي اتخاذها هي إجراءات إدارة ذاتية ديمقراطية موقتة من أجل خدمة الحياة اليومية لسكان تلك المناطق.
في سياق آخر، حمّل وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر، خلال لقائه رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دمشق، ماغنيه بارت، المجموعات المسلحة مسؤولية الأوضاع الإنسانية الكارثية جراء قطعها للطرقات ومنعها وصول الإمدادات إلى المناطق المحاصرة.
(الأخبار)