حلب | بالتزامن مع تمكّن الجيش السوري من فرض سيطرته على حيّ الراشدين، تمكنت مجموعات من المسلحين من السيطرة على مساحات كبيرة من بلدة خان العسل والمزارع المحيطة بها لتخلط الأوراق مجدداً في المشهد الحلبي. وبثّت مواقع معارضة صوراً لجثث قالت إنها لضابط وجنديين سوريين قتلوا في معارك خان العسل، فيما أكد مصدر في «جيش الدفاع الوطني» لـ«الأخبار» أنّ عشرات المسلحين قتلوا في مزارع خان العسل، نتيجة المعارك التي شهدتها المنطقة في الـ 48 ساعة الأخيرة، ونتيجة قصف شاحنات محملة بالذخائر والأسلحة كانت متوجهة لمؤازرة المجموعات المسلحة فيها انطلاقاً من الأتارب والهوتي.
وتعتبر خان العسل ضاحية كبيرة تغلب المزارع و«الفيلات» على نسبة كبيرة من مساحتها، وفيما تحتفظ القوات السورية بسيطرتها على قسم من القرية، سيطرت المجموعات المسلحة على القسم الأكبر، وخاصة في مزارعها الجنوبية والغربية.
وقال مصدر عسكري إنّه «تمّ تطهير منطقة الراشدين من المسلحين، وستُعلَن منطقة آمنة».
بالمقابل، أكّد مصدر معارض أنّ عملية «المغيرات صبحاً» نجحت في السيطرة على كامل خان العسل وقطع طريق حلب _ دمشق، وأن معركة «القادسية» لتحرير الأحياء الغربية ستتواصل حتى نهاية شهر رمضان.
وفي محور جنوب حلب، خرقت محاولة تسلل نحو قرية عزيزة من ناحية باب النيرب هدوءاً استمر لأسابيع في تلك المنطقة، حيث اشتبكت وحدة من الجيش السوري مع مجموعة حاولت التقدّم إلى المنطقة عبر شاحنات مزودة برشاشات. وفيما يستمر الهدوء في هذا القطاع، استهدفت نيران الجيش مقرّين للمسلحين في بلدة الوضيحي جنوبي حلب.
وفي المحور الغربي، استهدف القصف تجمعات للمسلحين في الليرمون وقافلة سلاح وذخائر كانت متوجهة من الحدود التركية في باب الهوى نحو قرية دارتعزة، وأحبطت محاولة تقدم للمسلحين من كفرحمرا باتجاه ضهرة عبد ربه.
وفي المحور الشمالي، يستمر السجن المركزي ومطار منغ في جذب المجموعات المسلحة لاقتحامهما، بينما تعجز «جبهة النصرة» عن ذلك، رغم عشرات المحاولات، حيث تواصل مدفعية الجيش وسلاح الجو استهداف مقارّ المسلحين في محيطهما، وكان آخرها في البلاكا وقرية حيلان ومعمل الزجاج وقرية منغ، موقعة خسائر فادحة في صفوفهم.
المعارك والعمليات تواصلت في حلب المدينة، حيث استهدف القصف تجمعات للمسلحين قرب قسم شرطة الكلاسة، وحديثة الأنصاري شرقي، وساحة المكاتب في الصاخور، فيما عادت الاشتباكات إلى محور العامرية _ صلاح الدين، حيث أُحبطت محاولة تقدم للمسلحين باتجاه الشوارع الآمنة من صلاح الدين.
ويسيطر الهدوء منذ أكثر من شهرين على جبهة شرقي المدينة، التي تضم المطارين العسكري والمدني، إذ توقفت الهجمات عليهما وعلى مخيم النيرب.
في سياق آخر، قال مصدر في «جيش الدفاع الوطني»، في بلدة نبّل، إنّ عشرات الموظفين لم يقبضوا رواتبهم منذ شهور بعد صدور قرار بعدم تسليم الرواتب إلا لصاحب العلاقة، فيما لا يتمكن هؤلاء من مغادرة البلدة والعودة إليها بسبب الحصار الذي يفرضه المسلحون منذ أكثر من عام. بالمقابل، قال مصدر في محافظة حلب إنّ «تفسيراً متشدداً لنصوص القانون جعل بعض المحاسبين الماليين في وزارتين فقط، هما التعليم العالي والصحة، يوقفون دفع رواتب الموظفين من البلدتين (نبّل والزهراء) نتيجة عدم الالتحاق بالعمل ووجوب حضور صاحب العلاقة شخصياً وفق التعليمات الوزارية، وسيُعالَج الخلل قريباً».
في موازاة ذلك، بسط الجيش، صباح أمس، سيطرته على قرية المقبرة القريبة من مدينة الحسكة بعد معارك عنيفة. كذلك، واصل تقدمه في بلدة حجيرة في ريف دمشق، ونفذ سلسلة عمليات في الريف، أهمها في جنوب شرق حرستا، وعدرا، وعربين، ومزارع العب، ودير سلمان، وببيلا، وجبال بلدة خلدون.
إلى ذلك، اغتال مسلحون معارضون إمام مسجد القرير، الشيخ أسامة الأعسر، في بلدة البيضا بريف بانياس.