تواصلت ردود الفعل على الهجوم الذي طاول داراً للمسنين في عدن يوم الجمعة، ولا سيما من قبل حركة «أنصار الله» التي أدانت الهجوم، منطلقةً منه إلى إعلان ضرورة التوجه نحو حوار يمني ــ يمني على الفور، في ظلّ الأوضاع الأمنية في المحافظات الجنوبية؛ في الوقت الذي كشفت فيه تقارير صحافية عن نية الحكومة اليمنية المستقيلة إعلان «أنصار الله»، «جماعة إرهابية» وكذلك «حزب الله»، ورفض أي مفاوضات مع الحركة اليمنية والالتزام بالحلّ العسكري فقط.
وبحسب موقع «المشهد اليمني»، أصدر الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي «توجيهاته للحكومة لتصنيف جماعة الحوثيين كجماعة إرهابية»، ونقل الموقع عن «مصادر صحافية» توقعها بشأن تأجيل الإعلان إلى ما بعد جولة المفاوضات المقبلة التي يتوقع عقدها في منتصف آذار الجاري برعاية الأمم المتحدة «كفرصة أخيرة».
رأت السعودية أن أي قرار لمجلس الأمن حول الوضع الإنساني يخدم الحوثيين

وتضمنت التوجيهات أيضاً، إعلان «حزب الله» «جماعة إرهابية»، أسوةً بإعلان مجلس التعاون الخليجي، «ووضع قائمة سوداء بأسماء القيادات العسكرية والدينية والحزبية والشركات والمؤسسات التي تتعاون مع الحزب في اليمن».
في هذا الوقت، رفضت السعودية فكرة إصدار مجلس الأمن الدولي قراراً جديداً حول الوضع الإنساني في اليمن، بعدما بدأت الدول الأعضاء بحث مشروع قرار سيركز على «استهداف المؤسسات الطبية من قبل المتحاربين». ورأى السفير السعودي لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي أول من أمس «أن مثل هذا القرار ضروري في هذه المرحلة». وفي حين أكد السفير الأنغولي اسماعيل غاسبر مارتينيز، الذي يرأس مجلس الأمن هذا الشهر، أن الدول الأعضاء «اعتبرت الوضع الإنساني خطراً جداً»، قال العليمي إن مارتينيز «تجاوز مهماته كرئيس للمجلس»، وأنه «عبّر عن موقفه الشخصي».
وأضاف من جهة أخرى أن المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ ومسؤولين عن العمليات الإنسانية للأمم المتحدة «متفقون مع الرياض على عدم جدوى تدخل جديد لمجلس الأمن»، مؤكداً أن صدور قرار جديد لمجلس الأمن من شأنه «تعزيز جانب الحوثيين في رفضهم الانصياع لقرار مجلس الأمن الرقم 2216».
وتعليقاً على الهجوم على دار المسنين في مديرية الشيخ عثمان في عدن، وأسفر عن مقتل 16 من العاملين في الدار والمسنين، قال المتحدث باسم حركة «أنصار الله»، محمد عبد السلام، إن «رقعة التطرف القاعدي الداعشي في اتساع مطرد نتيجة سبعة أشهر من وقوع الجنوب تحت سيطرة القوى الأجنبية المحتلة»، مشيراً إلى أن الحكومة (المستقيلة) تبدو عاجزة عن حماية نفسها، وعن توفير الأمن للمواطنين. وتابع عبد السلام عبر موقع «فايسبوك»، أن «الحكومة لم تستطع إدارة شؤون المواطنين في نطاق محدود (الجنوب)، فكيف يعوّل عليها لتقدّم شيئاً لبلد بأكمله؟». ورأى أن الجريمة الوحشية التي شهدتها دار المسنين «تؤكد مسؤولية العدوان ومرتزقته عن كل ما يجري في الجنوب، مؤكداً في ظلّ هذا الواقع «حاجة البلد إلى حوار سياسي يمني ــ يمني يصل بالبلاد إلى شاطئ الأمان وفق رؤى وطنية محددة».
وكان المسلحون قد خطفوا من الدار الذي تديره راهبات «جمعية الأم تيريزا» في عدن، كاهناً هندياً يدعى توم أوزهوناليل، وفقاً لمسؤول أمني اتهم تنظيم «داعش» بالهجوم. وأكدت وزيرة الخارجية الهندية سوشما سواراج خطف الكاهن، مؤكدة سعي بلادها للإفراج عنه.
وعلى المستوى الميداني، أطلق الجيش و«اللجان الشعبية»، يوم أمس، صاروخاً باليستياً من طراز «توشكا» على تجمع لقوات «التحالف» والمسلحين في منطقة صحن الجنّ في مأرب. وللمرة الثالثة خلال أسبوع، أطلقوا صاروخ «قاهر 1» البالستي على تجمع للمسلحين في منطقة بئر المرازيق في محافظة الجوف.
في سياق متصل، كثف طيران «التحالف» غاراته على عدد من المحافظات خلال الساعات الماضية، تركزت على مديرية خولان ومنطقتي مسورة والفرضة في مديرية نهم في صنعاء وعلى مديرية صرواح وجبل هيلان في مأرب، إضافةً إلى مديرية الغيل في محافظة الجوف بغارات عدة، إلى جانب ضرب مدينة حرض القديمة في محافظة حجة.
كذلك، شهدت تعز ثلاث غارات على الطريق العام الرابط بين المدينة ومناطق القاعدة وغارة، كما استهدفت قرى سكنية في مديريتي جبل حبشي وماوية، فيما أصيبت امرأة بجروح في غارة شنها الطيران على منطقة عزان في مدينة ذوباب.

(الأخبار، أ ف ب)