القاهرة | «اللعبة كلها معتمدة على أجهزة المخابرات». بهذه المعلومات، أكدت مصادر «الأخبار» العسكرية أن الأجهزة المعلوماتية، سواء كانت المخابرات العامة أو الحربية، تعمل على قدم وساق ولا تدّخر جهداً في رصد المعلومات وتحليلها ونقل مضمونها الى الجهات العليا.
وتؤكد المصادر أن «جهاز المخابرات العامة استعاد كامل هيئته التي سرّحها الرئيس المعزول محمد مرسي، والتي يبلغ تعدادها نحو 1000 عقيد وعميد وقائد في الإدارات المختلفة المسؤولة عن الشؤون والجماعات الإسلامية المسلحة بالقاهرة وبالدول الأخرى». ولفتت الى أن «خبرات هؤلاء القادة صبت في مصلحة الأمن القومي الوطني، وخصوصاً بعدما عاش معظمهم تحت التهديد، إما بالقتل أو بالنفي إلى خارج البلاد لطمس التاريخ الأسود للجماعات المسلحة».
تقول المصادر العسكرية لـ«الأخبار» إن «القوات المسلحة أعلنت النفير العام في مصر لمواجهة الإرهاب الأسود قبيل ثلاثة أيام من خطاب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، الفريق أول عبد الفتاح السيسي، الذي ألقاه صباح أمس، أثناء تخريج دفعة الكلية الجوية والكلية البحرية»، مطالباً فيه المصريين بضرورة الوجود في الميادين المصرية يوم الجمعة المقبل لتفويض الجيش المصري بالتصدي لما سماه العنف والإرهاب الذي يهدد الأمن القومي المصري.
وذكرت المصادر نفسها أن «الصفحة الرسمية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة أصدرت بياناً صغيراً جداً في توقيت قاتل، في تمام الساعة السابعة من مغرب يوم الاثنين الماضي، لتذكّر المواطنين بأن القوات المسلحة لن تنسى ثأر الدماء المصرية»، جاء فيه «رحم الله شهداءنا الذين فقدناهم اليوم في حادث وادي النطرون، وكذلك شهداء الغدر والإرهاب في شمال سيناء والذين سقطوا برصاص الإرهاب الأسود وبدعم من مؤيدي الإرهاب الذين انكشفوا أمام الشعب المصري بأكمله... ولا عزاء للشامتين والحاقدين والكارهين للثورة والذين أظهروا الشماتة في الموت لينكشف الوجه القبيح لهذا التيار ومن يؤيده ويدعمه. لقد صبرنا كثيراً على كل التجاوزات، عسى الله أن يهدي القوم الظالمين. هم لا يفهمون إلا اللغة التي تعلموها ونشأوا عليها، لا يعلمون كلمة مصر ولا معنى الوطن ولا حب القوات المسلحة التي هي من كل بيت في مصر. لا تستهينوا بصبر هذا الشعب، فلكل شيء نهاية. أما الإرهاب الأسود في سيناء الحبيبة، فقد اقتربت ساعة الحساب ولن تأخذنا شفقة أو رحمة بكل من ارتدى عباءته، مصرياً كان أو غير مصري».
وبحسب المصدر العسكري، فإن «ما يصدر عن هذه الصفحة لا يمكن أن يغفل ولا يجوز وضعه في مصاف البيانات العسكرية الروتينية التي تصدر عن المؤسسة العسكرية»، في إشارة منه الى البيان الذي صدر على الصفحة نفسها وحمل عنوان «الرسالة الأخيرة» التي وجهت قبل تنفيذ «خطة رد الكرامة» التي جاءت لتحرير الجنود السبعة المختطفين في 21 أيار الماضي.
بدوره، أكد اللواء محمد مختار قنديل أن جهوزية القوات المسلحة في كل القطاعات والأفرع على أعلى مستوى، والانتشار الذي بدأته الوحدات المختلفة قبيل 30 حزيران بثلاثة أيام نجح في دحض محاولات تخريبية كثيرة وأجهض عمليات تهريب سلاح من وإلى القاهرة والمحافظات، الى جانب هدمه الأنفاق الممتدة بين مصر وغزة.
وقال إن «المنطقة المركزية مستعدة بجنودها وعتادها لدعم قواتها المنتشرة في القاهرة والمنيا وبني سويف والجيزة وضواحيها، كذلك فإن المناطق الشمالية والغربية والجنوبية والجيشين الثاني والثالث مستعدة بأعلى كفاءة قتالية لمحاصرة البؤر الإجرامية المسلحة».
كما أكد الخبير الاسترايتجي، اللواء جمال مظلوم، أن «وحدات الصاعقة والمظلات ومكافحة الإرهاب الدولي وفرق 777 و999، الى جانب العديد من الأسلحة غير المعلن عنها سيكون لها دور الريادة في تأمين مليونية دعم مكافحة الإرهاب الأسود»، مؤكداً أن خطة القبضة الحديدية تحكم مقاليد الأمور وتضع مصر في حزام أمني وعسكري شائك لا يجوز الاقتراب منه.
الى ذلك، يتوقع أن تبدأ حملة أمنية للقبض على القيادات الإخوانية كافة، ويستدل على ذلك من كلام المسؤولين العسكريين، بحيث يؤكد اللواء محمود قطري أن ضباط الأمن الوطني والمخابرات العامة والمباحث والمعاونين والضباط وضعوا خططاً استراتيجية محكمة لملاحقة «الإرهابيين من المسلحين، سواء كانوا مصريين أو يحملون جنسيات أخرى، فضلاً عن توفير كامل المعلومات للقبض على كل القيادات التي تنتمي إلى التيار الإسلامي الذي يدعو إلى العنف، كما كونوا فرقاً لمحاصرة الأماكن التي تجمع الخارجين عن القانون، بالتزامن مع حملة الجيش والشرطة للتخلص من الإرهاب الأسود».
إذاً، هي خطة عسكرية مكتملة الأركان للتخلص مما يعتبر «إرهاب أسود» ويتمثل في جماعة «الإخوان المسلمين»، عبر محاصرة «أماكن تجمعهم»، وملاحقة «قياداتهم التي تحرّض على العنف» والقبض عليها، وتوزيع الفرق العسكرية لإجهاض أي هجوم من قبلهم. خطة يشترك فيها الجيش والشرطة وأجهزة المخابرات والمعلومات المختلفة.