بعد التوجّه الأخير لـ«الائتلاف» المعارض بقبول المشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، ما كان يشكّل عقبة رئيسية أمام انعقاده، من المتوقّع أن يلتقي عرّابا المؤتمر سيرغي لافروف وجون كيري قريباً لبحث آخر تطورات الأزمة السورية، خصوصاً مسألة «الجهاديين» الذين سجّل لأحد رؤوسهم، زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، تسجيل صوتي جديد يهاجم فيه حزب الله «الذي انكشف في سوريا». وكشفت مصادر دبلوماسية غربية عن لقاء جديد سيجمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنظيره الأميركي جون كيري في الولايات المتحدة خلال أيام، هدفه الأساس التشاور حول الأزمة السورية وتبادل وجهات النظر حول مؤتمر «جنيف2». وأوضحت المصادر لوكالة «آكي» الإيطالية للأنباء أنّ «ملف الجماعات الجهادية وخطرها على الشرق الأوسط والمنطقة عموماً سيكون على رأس هذه المشاورات».
في موازاة ذلك، أكد زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري أنّ تدخّل حزب الله في الصراع في سوريا محاولة لتعزيز الهيمنة الإيرانية على البلاد.
وقال الظواهري، في تسجيل صوتي، «لقد كشفت الانتفاضة الجهادية في سوريا المسلمة الوجه القبيح لرأس المشروع الصفوي الرافضي في الشام حسن نصرالله، وأسقطت الأقنعة التي طالما تستر وراءها، وتبين للأمة المسلمة أنه مجرد أداة في يد المشروع الصفوي الرافضي الذي يسعى في فرض سلطان الولي الفقيه صاحب التناقضات على أمة الإسلام».
في إطار آخر، أكد وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية، علي حيدر، أنّ الشعب السوري سينتصر في نهاية الأزمة، لأنه يملك جيشاً كالجيش العربي السوري.
وأضاف حيدر، خلال تفقده لحيّ الخالدية في مدينة حمص، أمس، أن الجيش السوري قادر على القضاء على الإرهابيين في المدن السورية كافة، مشيراً إلى أنّ الأهم بعد دحر الإرهابيين العمل على بناء النفوس بجهود السوريين والذهاب إلى مصالحة وطنية شاملة لعودة المحبة والوئام.
من جهته، أكد محافظ حمص، طلال البرازي، أن المحافظة ستقوم قريباً بدعوة الأهالي للعودة إلى حيّهم للاطلاع على واقع منازلهم ومحالهم بهدف تقدير الأضرار وإجراء الضبوط وفق الأنظمة المحددة، موضحاً أنه ستكون هناك لجان مختصة بالتدقيق وتقدير الاضرار للمباني والآليات والمحال التجارية والقضايا الأخرى.
في السياق، قتل المسؤولان في ملف المصالحة في ريف دمشق، رئيس بلدية الزبداني ماجد تيناوي وعضو لجنة المصالحة الوطنية في ريف دمشق غسان الحاج حمود، أمس، برصاص مسلحين في مدينة الزبداني.
إلى ذلك، وفيما غادر أفراد الكتيبة النمساوية في قوة الأمم المتحدة (الأندوف) في الجولان المحتل، أبقت الفيليبين على كتيبتها العاملة لستة أشهر أخرى. وغادر أمس الجنود الـ44 العاملين في الكتيبة النمساوية، لينتهي بذلك وجود النمسا منذ حوالى أربعين عاماً.
وقال وزير الدفاع النمساوي، غيرالد كلوغ، إنّ «حياد جنود حفظ السلام لم يعد غير قابل للتشكيك من قبل الشركاء على الأرض، وضمان الامداد والأمن للجنود لم يعد مؤكداً»، موضحاً أن المهمة لا يمكن أن تستمر في هذه الشروط.
بدوره، أعلن وزير الخارجية الفيليبيني، ألبرت ديل روزاريو، أنّ بلاده من المرجح أن تبقي على قواتها لحفظ السلام في مرتفعات الجولان لمدة ستة أشهر أخرى بعد أن حصلت على تأكيدات من الأمم المتحدة بشأن سلامة جنودها البالغ عددهم 342 جندياً في منطقة وقف إطلاق النار.
وقال روزاريو إنّ مانيلا راضية عن الإجراء الذي اتخذته الأمم المتحدة بضمان سلامة قوات حفظ السلام الفيليبينية بتعهدات بتزويدها بمعدات حماية وأسلحة تشمل مركبات مدرعة.
ميدانياً، دمّرت وحدات من الجيش السوري مراكز للمسلحين في الغوطة الشرقية وقرى وبلدات في ريف دمشق، وأحكمت سيطرتها على عدد من كتل الأبنية في حيّ القابون، فيما أوقعت وحدات أخرى قتلى ومصابين بين صفوف المسلحين خلال عملياتها المتواصلة ضد تجمعاتهم، و«أعادت الأمن والاستقرار إلى قرية تلة المراغة في حلب»، كذلك، عثر على أنفاق في حيّ جورة الشياح في مدينة حمص، حسبما نقلت وكالة «سانا».
من جهة ثانية، دعا البابا فرنسيس الأول إلى «الصلاة من أجل الأب باولو دالوليو اليسوعي»، إثر توارد أنباء عن اختطافه في مدينة الرقّة شمال سوريا.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، سانا)