تونس | لم تقدم المؤسسة العسكرية التونسية حتى مساء أمس أي معلومات رسمية عن طبيعة العملية الواسعة التي يقودها الجيش براً وجواً على معاقل الإرهابيين بدعم من القوات الخاصة للحرس الوطني، التي تعد من أفضل الفرق الأمنية في تونس. لكن تسربت معلومات من خلال تقارير إعلامية عن تمكن قوات الحرس من القبض على ثلاثة عناصر مجهولي الهوية، ومن توقيف ١٢ سلفياً كانوا متحصنين في مسجد التوبة في مدينة القصرين، الذين يشتبه في ضلوعهم في إسناد الإرهابيين في الجبل لوجستياً.
وكانت المواجهات قد اندلعت في قرية أولاد نصر أسفل جبل الشعانبي قريباً من قرية فوسانة مساء أول من أمس، وقد تبين أن من بين 12 سلفياً ألقت عليهم قوات الأمن القبض عنصران كانا في وقت سابق في المنطقة الجبلية بالشعانبي، وعنصراً ثالثاً ينتمي إلى مجموعة عملية سليمان نهاية عام ٢٠٠٦ التي عرفت اول مواجهة مباشرة بين السلفيين والدولة.
من جهة أخرى، تمكنت قوات الحرس من اكتشاف مغارة جبلية جرى تخزين كمية من السلاح فيها قريباً من مدينة الكاف، كما تعرض جندي في ضاحية باردو بالقرب من العاصمة لاعتداء بالعنف بواسطة سلاح أبيض جرى الاحتفاظ به في المستشفى في حالة خطيرة.
وأوقفت قوات الشرطة في اعتصام « الرحيل» أمام مقر المجلس الوطني التأسيسي في باردو، شخصاً ينتحل صفة وكيل في الجيش ويرتدي ملابس عسكرية مزيفة.
وتبين انه مجرم حق عام هارب من العدالة.
على الصعيد السياسي، وفيما تدور مفاوضات الربع ساعة الأخير، أمهل الاتحاد العام التونسي للشغل الحكومة أسبوعاً لاستقالتها وتأليف الحكومة الجديدة التي تطالب بها كل الأحزاب والقوى السياسية باستثناء حركة النهضة وحزب المؤتمر من اجل الجمهورية المتمسكين « بالشرعية».
وتواصلت المفاوضات أمس بين الأمين العام للاتحاد حسين العباسي وزعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، من دون ان تتسرب أية معلومات عن هذا اللقاء.
من جهة أخرى، رأت المعارضة ان المساعي التي يقوم بها الرئيس المؤقت محمد منصف المرزوقي، غير ذي جدوى نظراً إلى انعدام صلاحياته وفشل الحوار الذي دعا إليه في الأسابيع الأخيرة.
ودخل الاتحاد الأوروبي على الخط، إذ يزور تونس الآن وفد من الاتحاد التقى الخصوم السياسيين من النهضة والمعارضة. وبالتزامن مع هذه المفاوضات، واصلت «النهضة» تعبئة أنصارها انطلاقاً من المساجد، إذ وزعت مناشير تدعو فيها المواطنين إلى التظاهر في كل المدن والقرى دفاعاً عن «الشرعية». وخصص خطباء المساجد خطبة الجمعة ليوم أمس لمهاجمة المعارضة وشيطنتها باعتبارها «شرذمة من اليسار الكافر».
كذلك دعت حركة النهضة أنصارها إلى إعلان التعبئة العامة للدفاع عن «الشرعية مساء اليوم السبت في ساحة القصبة أمام قصر الحكومة.
ويزداد يوما بعد آخر إقبال المواطنين على اعتصام « الرحيل» في ضاحية باردو الذي تنظمه الجمعيات والقوى الشبابية بدعم من جبهة الإنقاذ الوطني.
وأعلنت جبهة الإنقاذ تنظيم مسيرة شعبية كبرى غداً الأحد تحت عنوان «مسيرة ليلة القدر»، التي ستكون بمثابة إعلان سقوط الحكومة حسبما صرح به بعض النواب المنسحبين من المجلس التأسيسي.
واليوم يلتقي رئيس الحكومة علي العريض الأحزاب والجمعيات والمنظمات الوطنية في حوار مفتوح «من أجل إطلاعهم على جهود الحكومة في مكافحة الارهاب وتدعيم الحوار الوطني».