دعا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، أمس، الى التعاون بين البرلمان والحكومة لوضع حدّ للأزمات السياسية المتتالية، محذراً من «استدراج الفتنة» التي قال إنها يمكن أن تشق صفوف الكويتيين. وقال الشيخ صباح، في كلمته خلال افتتاحه أعمال مجلس الأمة الجديد، «لا حاجة لي للتأكيد على حتمية التعاون بين المجلس والحكومة، لكي يتحقق الإنجاز المأمول، ويأتي الإصلاح المنشود». ورأى أن «ما نلتقي ونتفق عليه أكثر بكثير مما قد نختلف حوله. لكني على يقين ثابت بأن الاختلاف لا يتجاوز حدود الاجتهاد حول سبل تحقيق الإصلاح وما ينفع الوطن والمواطنين».
وأعرب الشيخ الصباح عن «الثقة التامة بأننا ككويتيين قادرون على حل قضايانا ومعالجة أمور بيتنا بأنفسنا»، مضيفاً «لعل أوجب ما ينبغي إدراكه هو صيانة حرمة هذا البيت وألا نسمح بتدخل الغرباء للعبث بمقوماته وخصوصياته».
وشدد على أن «علينا ألا نسمح بأن تكون بلادنا ساحة لصراعات ومعارك الغير وتصفية حساباتهم، والحذر كل الحذر من استدراج الفتنة البغيضة التي تشق صفوفنا وتنال من وحدتنا وتضعف قوتنا».
من جهته، أكد رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر الصباح التصدي لكل القضايا، بما يضمن النهوض بالوطن والارتقاء به. وقال رئيس الوزراء إن الدستور الكويتي رسّخ دولة القانون، مؤكداً أن الحكومة ستحرص على تحقيق تطلعات المواطنين واتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع تصور يدفع عجلة التنمية وأن ذلك سوف يظهر في القريب العاجل، وقال إن الفترة المنقضية شهدت معوقات عرقلت سبيل الإنجاز الحكومي.
وشدد على حرص الحكومة على تعزيز التعاون مع مجلس الأمة وفق الأطر الدستورية للتصدي لمختلف القضايا المطروحة وبما يضمن ممارسة كل سلطة لاختصاصاتها الدستورية، وأضاف إن هناك عدداً من الملفات والقضايا والعناوين الرئيسية لاهتمامات الحكومة وأولوياتها والتي سيتناولها برنامج عمل الحكومة، موضحاً أن هذا البرنامج سيعكس تطوير منهجية العمل الحكومي والتركيز على الجهاز الإداري للدولة ودفع عملية التنمية والسعي إلى الانطلاق بخطة طموحة ومتطورة تحمل في أولوياتها تعزيز الشراكة الإيجابية الفعالة للقطاع الخاص في تنفيذها.
بدوره، أعلن رئيس مجلس الأمة الجديد، مرزوق الغانم أنه سيبدأ صفحة جديدة مع الجميع يتسامى فيها على كل الجراح، متعهداً فيها بأن يكون منصتاً لكل رأي ومتفهماً لكل زميل وصوتاً صادقاً للشعب الكويتي «الذي اعتز بتمثيله».
وأكد الغانم، في كلمة له في جلسة مجلس الأمة بعد إعلان فوزه برئاسة المجلس، أن الكويت دخلت مرحلة جديدة، داعياً جميع أعضاء مجلس الامة إلى تقديم الدعم والمعونة له.
وانتخب الغانم رئيساً لمجلس الأمة الكويتي بحصوله على 36 صوتاً متقدماً على الرئيس السابق للبرلمان علي الراشد الذي حصل على 18 صوتاً.
والغانم سياسي محافظ ينتمي إلى فئة التجار، وهو ابن شقيقة الرئيس الأسبق للمجلس جاسم الخرافي.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)