المنامة | مع بزوغ ملامح نجاح حركة «تمرد» المصرية التي أطاحت الرئيس محمد مرسي الشهر الماضي، بادر نشطاء بحرينيون إلى إعلان حملة للتمرد ضد النظام القبلي الحاكم في البحرين والتخلص من الدكتاتورية، ليرفعوا أصواتهم مجدداً: «نحن هنا، ولا نزال في منظومة دول ثورات الربيع العربي».
وكما انطلقت «ثورة 14 فبراير» في البحرين عام 2011، استلهاماً من ثورة تونس ومصر وليبيا في فترة ما عُرف بالربيع العربي، ها هو شعب البحرين يعود من جديد ليسرق الأضواء في مشهد الحراك الشبابي كبقية الدول العربية الأخرى التي شهدت «التمرد» بدءاً من مصر.
ونشأت حركة «تمرد» البحرينية من خلال جهود مجموعة من الناشطين في الخارج رفعوا شعار: «الشعب صاحب السيادة ومصدر السلطات جميعاً»، في تأكيد لاستمرار الحراك السلمي في الشارع البحريني، والذي يفترض أن يحتضن جميع الأطياف والتيارات الفاعلة في الساحة البحرينية.
المتحدث الرسمي لحملة «تمرّد» البحرين الناشط حسين يوسف، المقيم في القاهرة منذ أكثر من عامين، يقول لـ«الأخبار» إن الحملة حظيت بمشاركة ودعم عدة جهات سياسية وحقوقية، كما أن الأطياف الثورية الفاعلة ميدانياً قد انخرطت فيها، بما فيها ائتلاف شباب «ثورة 14 فبراير»، الذي يقود الاحتجاجات الميدانية والتظاهرات اليومية منذ أكثر من عامين بعد قمع المعتصمين في دوار اللؤلؤة في آذار 2011. ويؤكد أن الحملة نتاج طبيعي بعد نجاح حملة «تمرد» المصرية، وإسقاط أول رئيس منتخبٍ لها.
غير أن يوسف أشار الى أنها لم تجمع تواقيع على غرار «تمرد» المصرية، وقال إن البحارنة انتهوا من هذا الأسلوب منذ عام 2009، إذ سبق أن عمل الشعب البحريني على تنظيم عرائض شعبية منذ 1994، تطالب بالعودة الى الحياة الدستورية. وحول مطالب الحملة يقول: «أن تكون البحرين دولة عربية مستقلة، وأن يكون الشعب مصدراً للسلطات، وأن يجري اعتماد آلية ديموقراطية لاستشفاف الرأي الشعبي، وأن يكتب الشعب دستوره». «تمرد» شعب البحرين لن يهتف «يسقط حمد» على وقع أربع نغمات، لكن لا يمكن تحديد ما يستطيع أن يفعله هذا الشعب؛ فهتاف «يسقط حمد» صرخت به والدة الشهيد الأول لانتفاضة اللؤلؤ علي مشيمع، ولم يكن في بال من تظاهروا حينها أنهم سيهتفون من أجل إسقاط الملك، لتردّد بعدها الجماهير الهتاف. وقد تبنّى «ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير» القيام بحملة تواقيع شعبية شبيهة بالحملة المصرية، غير أنها كانت على قماش تعدّى 230 متراً تقريباً، تضمنت الوثيقة تواقيع من نخب مختلفة، وفي مقدّمتهم عوائل الشهداء وذوو المعتقلين، والعمل جارٍ على جمع بقية القطع القماشية الموقّعة في مختلف البلدات والقرى البحرينية. وتشير المعطيات الأولى إلى أن التظاهرات ستكون على شكل مسيرات صامتة دون هتافاتٍ أو شعاراتٍ أو حتى إعلام، واتخاذ طابع النفير الشعبي سيراً على الأقدام في شوارع رئيسة باتجاه العاصمة المنامة، بدءاً من الساعة الثالثة بعد الظهر.
وأصدرت الحملة في بيان تعليمات لما سمّته المرحلة الأولى من التمرد ويتمثل في:
أن يكون النفير سيراً على الأقدام والكراسي المتحركة والدراجات وكل ما يتحرك للاستخدام الفردي في المسارات المحددة للمناطق، وأن يسير الجميع بطريقة فردية لا جماعية، دون شعارات، أو لافتات، أو رايات أو أي مظاهر أخرى، وأن يتجنب المشاركون الاحتكاك ومحاولات النظام افتعال أي مواجهة، وتفادي أي محاولة من عناصر النظام، مدنيين كانوا أو عسكريين، الاحتكاك بأي مشارك في فعالية النفير، وينبغي على بقية المشاركين احتواءها وعدم السماح بتضخيمها وجر المشاركين لأي مواجهة لتخريب خطة الحملة.
وتتضمن التعليمات أيضاً الالتزام بمسارات وساعات النفير وتعليماته التي ستعلن من حملة «تمرد» البحرين، والمشاركة من الآن في التحشيد بكل الوسائل الممكنة وحثّ الجماهير، نساءً ورجالاً وكباراً وصغاراً، على المشاركة، وتفعيل المشاركة في وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة أثناء النفير، وتدوين كل ما يرتبط بالمشاركة من مشاهدات في يوم 14 آب، وترقب تعليمات المرحلة الثانية والثالثة من النفير، والتي ستصدرها الحملة بعد بدء النفير الشعبي المدني السلمي العام.
من جهته، باراك الأمين العام لجمعية «الوفاق» الوطني الإسلامية، الشيخ علي سلمان، دعوات التمرد في أكثر من مناسبة ما دام الحراك سلمياً، كما أكد للسلطة أن الشعب سيتمرد في آب وفي الأيام والأشهر التي تتبعه.
إصرار الشعب البحريني يعود مجدداً إلى الساحة وبكل حماسة عبر تمرده اليوم ليقول للعالم إننا باقون في الساحات.