اجتماع أميركي ـــ روسي آخر تحضيري لمؤتمر «جنيف 2» المتعثّر، في وقت بدأت فيه اللجنة الأممية للتحقيق في احتمال استخدام السلاح الكيميائي عملها، في ظلّ استعدادات أردنية بدعم لوجستي أميركي لحرب كيميائية في المنطقة. وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، أنّ الاجتماع الروسي الأميركي للتحضير لعقد مؤتمر «جنيف 2» سيجري الأسبوع المقبل في لاهاي. في حين، شدّد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد على دعم بلاده لعمل بعثة التحقيق الدولية في استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، بينما أكّد رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور استعداد بلاده «لحرب كيميائية» في المنطقة مصدرها سوريا.
ونقلت وكالة «إيتار تاس» عن غاتيلوف قوله إن الاجتماع سيجري على مستوى نواب وزيري الخارجية الروسي والأميركي. وأشارت الوكالة إلى أنّ المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي سيشارك في هذا الاجتماع.
من جهة أخرى، أكد نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد أن دمشق «ستتعاون بشكل كامل مع الفريق الدولي (للتحقيق بشأن استخدام السلاح الكيميائي)، وستقدم له كل المعلومات التي بحوزتها وكل التسهيلات للوصول إلى نتائج منطقية».
وأضاف، في حديث إلى وكالة «أسوشييتد برس»، إن «هدفنا الرئيسي هو أن يصل هذا الفريق إلى الحقائق على الأرض، وخصوصاً ما حصل في خان العسل، لأنه ليس لدينا كحكومة معلومات عن أماكن أخرى استخدم الإرهابيون أسلحة كيميائية فيها».
وفي سياق متصل، بدأ فريق مفتشي الأمم المتحدة عن الأسلحة الكيميائية عمله أمس، وستقتصر مهمة اللجنة المؤلفة من 20 محققاً، على التحقيق في ثلاث مناطق، وخاصة في الهجوم الذي وقع في خان العسل. في السياق، أعلن رئيس الحكومة الأردنية، عبد الله النسور، أن «بلاده مستعدة لاندلاع حرب كيميائية مقبلة من الأراضي السورية». وقال النسور، في مؤتمر صحافي، «صرحنا علناً وقلنا بأن لدينا احتمالات حروب كيميائية، ولم نقل حروباً كيميائية ممن». وأضاف «يبدو أن هناك (سلاحاً) كيميائياً، وإذا كان سواء عند هذا الطرف أو ذاك، فيجب أن نخاف منه ومن واجبنا أن نحمي شعبنا وأن نحمي قرانا الحدودية وخاصة مخيم الزعتري حيث يقيم 130 ألف (لاجئ سوري)».
وأوضح أنّ «الطواقم الأميركية تساعد (المملكة) في هذا الموضوع، وتدرب في (كيفية) إعطاء الإسعافات لا قدر الله إن صار شيء»، مشيراً إلى أنه «ما دامت الحرب في سوريا موجودة، فنحن بحاجة إلى هذا السند الفني».
وبشأن علاقة المملكة مع المعارضة السورية، لفت النسور إلى أنها «علاقة نابعة من موقف المجموعة العربية لا تزيد متراً ولا تنقص شبراً».
وأضاف إنّ «علاقة الأردن بسوريا والقائمة على التاريخ والجغرافيا والنسب والدم تحتم على البلاد أن تتعامل مع الأزمة السورية، لا كحقل ألغام وإنما كحقل قنابل ذرية، ما يجبرنا على أن نقيس مواقفنا قياساً دقيقاً».
كذلك، شدّد على أن «طائرات الاستطلاع التي طلبها الأردن، خلال زيارة رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي الأخيرة للأردن، هدفها حماية الشعب الأردني من أية أخطار».
في سياق آخر، أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أنّ أكثر من 30 ألف لاجئ سوري دخلوا شمال العراق منذ يوم الخميس الماضي في واحدة من أكبر عمليات النزوح منذ اندلاع الأزمة في سوريا قبل عامين.
10 آلاف مقاتل أجنبي في سوريا
إلى ذلك، نقلت صحيفة «التايمز» البريطانية عن مصادر استخبارية أميركية أن «ما يصل إلى 10 آلاف أجنبي يقاتلون إلى جانب المتمردين في سوريا لإطاحة نظام (الرئيس بشار) الأسد، ما جعلها تتحول إلى الأرض الرئيسية لتدريب الإرهابيين في العالم». وأشارت الصحيفة إلى أنّ «خبراء مكافحة الإرهاب أقروا بأن سوريا حلت محل أفغانستان وباكستان والصومال كالأرض المفضلة لتدريب الجهاديين والإرهابيين في العالم».
إلى ذلك، أعلن مسؤول في اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنّ التشرذم في المجموعات المسلحة المعارضة يعيق العمل الإنساني في المناطق الواقعة تحت سيطرتها.
وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان، يورغ مونتاني، «عندما يكون الأطراف المتنازعون مشرذمين، فهذا يعني أنّ علينا أن نكسب (ثقة) كل مجموعة موجودة في المناطق التي نريد الذهاب إليها».
وقال مونتاني إنّ الحكومة السورية تسمح للصليب الأحمر «من حيث المبدأ» بالعمل في المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، إلا أنها تفرض قيوداً على دخول المناطق التي تشهد معارك.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)