حلب | قتل وأصيب عشرات المسلحين في سلسلة غارات نفذها سلاح الجو السوري مستهدفاً مقار وآليات للجماعات الإسلامية التي صعدت من محاولاتها للتقدم على محاور عدة في الريف والمدينة. وتركزت الهجمات في اليومين الأخيرين على مطار كويرس، الواقع شرقي مدينة حلب، والسجن المركزي الواقع شمالها، حيث استهدف سلاح الجو منصات لإطلاق الصواريخ، ومدافع هاون في مناطق قريبة من المطار في بلدة كويرس، وقرى كويرس الغربي، وعين الجماجمة، وشربع، والجديدة، والجابرية، ونصرالله، وشاحنات كانت تنقل السلاح بين دير حافر ورسم الإمام، في حين قضت وحدة من الجيش على مجموعة مسلحة في قرية الدويرينة، كانت قد اقتربت من مطار حلب الدولي. وفي محيط سجن حلب المركزي، استهدف سلاح الجو تجمعاً لمسلحين كانوا يقطعون طريق حيان ـــ المسلمية، ومقرّيْن للمسلحين في بلدة حريتان، وخمس سيارت كانت محملة بالأسلحة والذخائر بين الكاستيلو وحريتان، موقعاً عشرات الإصابات بين قتيل وجريح، وفق مصدر عسكري. كذلك أغارت الطائرات الحربية على تجمع للمسلحين على طريق حلب ــ أعزاز بالقرب من مفرق قرية بيانون، كما استهدفت مواقع أخرى في كفر حمرة والليرمون وعندان. وفي حلب المدينة، أحبطت وحدات الجيش محاولات تسلل في مناطق عدة، كان أعنفها في حيّ صلاح الدين، في وقت دمر فيه الجيش مقراً للمسلحين في السكن الشبابي في الأشرفية المتاخمة لحي بني زيد، ومقراً آخر بالقرب من مستشفى العيون في حيّ قاضي عسكر.
وأكد مصدر في مديرية صحة حلب نبأ اختفاء رئيس الطبابة الشرعية عبد التواب شحرور، مرجحاً أن يكون قد نقل إلى مناطق سيطرة الميليشيات عبر مسلحين تابعين للواء التوحيد، ومشيراً إلى مسوؤلية المذكور عن عينات تتعلق بالهجوم الكيميائي الذي نفذته المجموعات المسلحة على بلدة خان العسل جنوبي حلب.
يذكر أن شحرور هو ابن لأحد أعضاء حزب البعث العربي الاشتراكي الذين اغتيلوا على أيدي مسلحي الإخوان المسلمين في عام 1980 في مدينة حلب.
إلى ذلك، توقفت حركة السير، صباح أمس، على الخط العسكري الذي يربط حلب بالمحافظات الأخرى جنوباً، إثر استهداف مسلحي المعارضة السيارات العابرة، في وقت تتضارب فيه قرارات المسلحين المهيمنين على معبر بستان القصر بين إغلاق تام، وبين سماح لمرور الأفراد فقط دون السماح بحمل المواد الغذائية. الأمر الذي انعكس مضاعفة في أسعار الخضر واللحوم ومشتقات الألبان في الجزء الغربي من المدينة.
كذلك كُشف في بلدة نبل المحاصرة عن هوية المراهقين المخطوفين الذين بثّت الجماعات التكفيرية في قرية ماير المجاورة تسجيلاً مصوراً لقتلهما بالرصاص، وهما وهاب عليق شربو (15 سنة)، وزكريا حميدي شربو (14 سنة).
وفي السياق نفسه، بثّ ناشطون معارضون تسجيلاً لعملية قطع رأس أحد العسكريين من أبناء مدينة أعزاز، حيث أقدم عناصر من «لواء عاصفة الشمال» المتورط في خطف الحجاج اللبنانيين على ذبح العسكري بعد خطفه من بيته الذي عاد إليه إثر انسحاب وحدته من مطار منغ.
وفي إدلب أعلنت جماعات مسلحة بدء غزوة «كسر القيود عن أريحا» التي استعادها الجيش السوري قبل أكثر من أسبوع.
وقال مصدر في «اللجان الشعبية» إنّ «تعزيزات من الجيش وصلت لمؤازرة المدافعين عنها، وتمكنت من طرد المسلحين الذين وصل بعضهم إلى مركز المدينة».

«سلمى» آخر معاقل المسلحين في ريف اللاذقية

في موازاة ذلك، استعاد الجيش السوري السيطرة على قرى كان استولى عليها مقاتلو المعارضة أخيراً في محافظة اللاذقية.
وأكد مصدر عسكري سوري، أمس، لوكالة الأنباء السورية «سانا»، أنّ وحدات من الجيش «تحكم سيطرتها على جبل النبي اشعيا والمنطقة المحيطة به بالكامل في ريف اللاذقية الشمالي». وذكر مصدر أمني سوري لوكالة «فرانس برس» أنّه لم يتبق تحت سيطرة المعارضة المسلحة في منطقة ريف اللاذقية إلا منطقة سلمى، التي سيطرت عليها المعارضة في نهاية عام 2012، وذلك بعد إعادة السيطرة على تسع قرى في الريف الشمالي.
في هذه الأثناء أوقعت وحدات من الجيش قتلى ومصابين بين أفراد المجموعات المسلحة في قرى وبلدات في ريف دمشق، من بينهم متزعم «لواء جيش المسلمين»، مهند جنيد في حيّ القابون، وآخر من الجنسية الباكستانية في بلدة الحسينية.
كذلك دمّر الجيش، خلال عملياته المتواصلة في الريف الجنوبي لدمشق، مراكز لـ«جبهة النصرة».
إلى ذلك، تمّ تدمير رشاشات ثقيلة وتجمّع للمسلحين في مدينة الزبداني، وإيقاع قتلى بين صفوفهم، في حين تمّ القضاء على 7 مسلحين من «جبهة النصرة» في حيّ القاعة في مدينة يبرود.
في سياق آخر، قتل مواطن وأصيب عدد آخر بجروح جراء اعتداء بقذائف على شرق حيّ التجارة السكني في دمشق.
وذكر مصدر في قيادة الشرطة أنّ قذيفتي هاون أطلقهما مسلحون سقطتا شرق حي التجارة، ما أدى إلى استشهاد ناطور أحد الأبنية وإلحاق أضرار مادية بالمكان.
وأضاف المصدر أنّ «إرهابيين استهدفوا منطقة الزبلطاني بأربع قذائف هاون ما أدى إلى إصابة 15 مواطناً بجروح، إصابات بعضهم متوسطة الخطورة تم نقلهم إلى مستشفيي دمشق والمواساة لتلقي العلاج، إضافة إلى إيقاع أضرار مادية في المنطقة».

«النصرة» تغتال قيادياً لـ«الحر»

واغتال تنظيم «جبهة النصرة» في مدينة سلقين الحدودية القيادي في «لواء صقور سلقين» محمد كرجية، إثر خلافات بينهم على تهريب المحروقات،
في وقت تواصلت فيه الاشتباكات بين مجموعات مسلحة و«دولة العراق والشام الاسلامية» في بلدة الدانا الحدودية في ريف إدلب، ما أدى إلى مقتل ما يزيد على 10 مسلحين من الطرفين وجرح آخرين.
من جهة أخرى، استهدفت عمليات الجيش في إدلب مواقع للمسلحين في قرى بداما، الناجية، القساطل، العالية في ريف جسر الشغور، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من المسلحين، وتدمير عدد من الآليات التي كانت في حوزتهم.