القاهرة - في ظل تواصل حملة اعتقالات القيادات «الإخوانية»، حيث ألقي القبض، أمس، على العشرات منهم، كشفت مصادر «الأخبار» عن الاتهامات الموجهة الى هؤلاء وتتراوح بين التحريض والتخابر مع الجهات الأجنبية، وعن مخططات أعدّوها لتشكيل حكومة موازية في الخارج.
وبحسب تقرير التحريات الأمنية الذي حصلت «الأخبار» على نسخة منه، فإن المرشد العام للجماعة، محمد بديع، قام بالتحريض وآخرين على تصعيد أعمال العنف في مصر، الى جانب الاستعانة بجنسيات غير مصرية لقنص المتظاهرين، والتنسيق مع آخرين لتوريد أسلحة الى البلاد، منها أسلحة متطورة تم استخدامها في مناطق تجمعات سكنية، منها محيط الاتحادية وميدان التحرير.
ويوضح التقرير تنسيق المرشد مع نائب رئيس ديوان الجمهورية السابق، أسعد الشيخة، حيث أعطى الأول تعليمات للثاني بأن يكون موجوداً في منطقة الاتحادية وباستخدام العنف ضدّ المتظاهرين وتخصيص جماعات إخوانية منهم لحماية القصر ومنع أي مخاطر قد تنتج من المتظاهرين أو قد تقترب من الرئيس بالقوة، وذلك بناءً على مكالمة هاتفية أجراها الشيخة ببديع. هذه التحريات الأولية كانت بداية الخيط لشبكة أوسع من المخططات التي تنوي الجماعة وأنصارها تنفيذها في مصر، على أن يكون مسرح العمليات الخاص بهم الميادين المختلفة والعاصمة وبعض المحافظات. وكشفت مصادر «الأخبار» عن مخططات ضبطت بحوزة قيادات من «الإخوان المسلمين» لتدمير مصر وحرقها يوم 30 آب المقبل، الذي أعلنوه يوماً لتنظيم مسيرات تطالب بعودة محمد مرسي والتنديد بالقبض على القيادات من الصفوف الأولى والثانية.
وتعتمد هذه المخططات، بحسب المصادر، على الخلايا النائمة داخل الجماعة وأنصارهم من «الجماعات الموالية من السلفيين وبيت المقدس والجماعة الإسلامية المسلحة من الجنسيات المختلفة»، حيث يتولى كل من «محمد علي بشر ومحمود غزلان ومحمد البلتاجي»، تنسيق مهمات إدارة أعمال العنف والتصعيد داخل محافظة القاهرة. فيما يتولى القيادي الهارب محمود عزت، الذي تردد أخيراً أنه نُصب مرشداً عاماً مؤقتاً للجماعة بعد اعتقال بديع، الاتصال بالعناصر الخارجية للبدء بتشكيل حكومة مؤقتة، بعد أن تتمكن باقي القيادات من الهرب في حال عدم تمكن وزارة الداخلية من إلقاء القبض عليهم.
وتقول المصادر إن «الخطة الشيطانية هي محاولة الحصول على تأييد شعبي وعالمي، بعد قيامهم بتشكيل حكومة موازية خارج البلاد، على أن يتم الإعلان عن هذه الحكومة في تركيا». إضافة الى وجود مخطط لتكرار سيناريو أحداث الفوضى الذي شهدته البلاد عام 2011، على أن يتم تهريب القيادات الإخوانية ومواليهم المحتجزين في سجن طرة كي يشاركوا في عملية تشكيل الحكومة الموازية. تحديد ساعة الصفر، وفق المصادر، يعلنه محمود غزلان بعد تلقي تعليمات من محمود عزت.
اجتماعات المسلحين، الذين أفرج عنهم الرئيس المعزول أثناء فترة ولايته، رُصدت في إحدى فيلات منطقة التجمع الخامس، وتم التعامل مع هذه القيادات فور انتهائهم من الاجتماع. وانطوت تفاصيل هذه الاجتماعات على مواصلة استهداف أكمنة الجيش في العاصمة والمحافظات، على أن يتم البدء بعمليات اختطاف واسعة بين صفوف قيادات المؤسستين العسكرية والأمنية، ليتسنى لهم التفاوض عليهم في حال تعثر تنفيذ تهريب قيادات الإخوان.
في غضون ذلك، تواصلت حملة الاعتقالات ضد قيادات الإخوان، حيث اعتقل أمس المتحدث باسم الجماعة أحمد عارف، إضافة الى المستشار القانوني أحمد أبو بركة، والقيادي عبد المنعم محمد أمين، و75 آخرين من قيادات المكتب الإداري بمختلف المحافظات. وكان وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم، قد أعلن أنه «تم استهداف محمد البلتاجي، القيادي في جماعة الإخوان في محافظات عدة، إلا أن قوات الأمن لم تتمكن من ضبطه لعدم وجوده فيها». غير أن مصادر إعلامية ذكرت أنه تم تحديد موقعه، وهو قيد الملاحقة.