يواجه البيت الأبيض ضغوطاً ودعوات جديدة لاتخاذ موقف حاسم من الوضع في سوريا بعد الهجوم الكيميائي المفترض في البلد المضطرب.
وقال المرشح السابق للرئاسة، السيناتور الجمهوري جون ماكين، إنّ الرئيس باراك أوباما، من خلال عدم استخدامه القوة للرد على هجمات سابقة، فإنه أعطى الرئيس السوري بشار الأسد «الضوء الأخضر» لارتكاب الفظائع.
وينتقد ماكين، في العادة، تردّد أوباما في إرسال القوات الأميركية لحماية المدنيين في سوريا.
ورأى في حديث إلى شبكة «سي ان ان» أنّه «عندما يقول رئيس الولايات المتحدة الأميركية أنّه إذا استخدم (الأسد) هذه الأسلحة فإن ذلك سيكون خطاً أحمراً، وسيغيّر قواعد اللعبة، فإن الأسد يرى ذلك الآن بأنّه ضوء أخضر».
وأضاف إنّ «كلمة رئيس الولايات المتحدة لم تعد تؤخذ على محمل الجد بعد الآن».
وقال ماكين إنّ القوة الجوية الأميركية تستطيع الاستيلاء «خلال أيام قليلة» على مدرجات القوات الجوية السورية والطائرات التي يصل عددها إلى خمسين «والتي تستخدم للهيمنة على أرض المعركة ضد المسلحين المعارضين».
وأضاف «نستطيع أن نقدم الأسلحة المناسبة للمسلحين، وأن نفرض منطقة حظر جوي بنقل صواريخ باتريوت إلى الحدود... يمكن القيام بذلك بسهولة بالغة».
في هذا الوقت، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤول لم تكشف عن هويته قولها إنّ هناك «مؤشرات قوية» على أن القوات الحكومية السورية هي التي شنت الهجمات الكيميائية المفترضة.
ورفض البيت الأبيض تأكيد تلك التقارير، وقال إنّه يسعى إلى التحقق من صحتها.
في موازاة ذلك، رأت نشرت صحيفة «ذي دايلي تلغراف» مقالاً لديفيد بلير بعنوان: «لم يتم فقط اختبار الخطوط الحمراء التي وضعها أوباما، بل تم تجاهلها بالكامل».
وقال بلير إنّ «التحذيرات التي أطلقها الرئيس الأميركي باراك أوباما كانت واضحة للغاية، إذ إنه أكد منذ عام تقريباً أنه في حال استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية فإنها بذلك تكون قد تجاوزت الخطوط الحمراء وإنه سيكون هناك إعادة للحسابات في المنطقة».
وأوضح بلير أن تصريحات أوباما حول هذه الخطوط «لم تكن ذات أهمية تذكر في الحقيقة»، فبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة أقرت خلال العام الماضي باستخدام الأسد للأسلحة الكيميائية، فما كان من واشنطن إلا أن أعادت رسم «خطوطها الحمراء».
وفي حال أثبتت التقارير الأخيرة صحة استخدام الأسلحة الكيميائية على نطاق أوسع، فإنه بذلك يكون بلا شك تجاوزاً «للخطوط الحمراء» أو تجاهلها تماماً، متحدياً عدوه بفعل الأسوأ، يضيف الكاتب.
ويختم بلير أنّه في حال ثبات تسمم مئات السوريين بالغاز، فإن صدقية أوباما حول الخطوط الحمراء قد تكون الضحية التالية.
في السياق، رأت صحيفة «ذي غارديان» في تحليل لبيتر بيمونت بعنوان «نظام الأسد لا يخاف من رد فعل الغرب»، يقول فيه إنّ «هناك الكثير من القرائن التي تثبت استخدام الأسلحة الكيميائية في قصف منطقة الغوطة بالقرب من دمشق».
ويرى أنّ «عوارض الضحايا أيضاً تؤكد استخدام الغازات السامة بصورة كبيرة».
ويتساءل عن سبب استخدام الحكومة السورية للسلاح الكيميائي الآن بعد أيام من وصول الفريق الدولي لمفتشي الأسلحة الكيميائية.
وينسب الكاتب إلى محللين القول إنهم لمسوا في الآونة الأخيرة تراجعاً في استخدام الأسلحة الكيميائية المزعومة في سوريا.
وأشار الكاتب في الصحيفة البريطانية إلى أنّ هناك تفسيراً محتملاً ألا وهو أن القوات النظامية، التي استطاعت إحراز العديد من الانتصارات في الآونة الأخيرة، كانت تحتفي بهذه الإنجازات بهذه الطريقة. وأوضح أن «صمت المجتمع الدولي حول الانقلاب في مصر، والتوتر في تونس، وازدياد حالة عدم الاستقرار في ليبيا، لربما شجع الجيش السوري على استخدام الأسلحة الكيميائية».
وأضاف إنّ «الغوطة لطالما كانت مشكلة لا تنتهي بالنسبه إلى النظام السوري نظراً إلى قربها من العاصمة دمشق ومقاومتها ومساندتها للمعارضة... وهو ما قد يكون قد شجّع على اتخاذ خطوات مبالغ فيها».
وختم بيمونت بالقول إنّه «مهما كانت الأسباب التي تقف وراء استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، فإنها بلا شك ستغذي الصراع الدائر في البلاد ليتسع شيئاً فشيئاً إلى الدول المجاورة، وهذا أمر مخيف بلا شك».
(الأخبار، أ ف ب)