في أعقاب نذر حرب في المنطقة، رفعت تل أبيب من مستوى استعداداتها، إن كان على المستوى العسكري أو اللوجستي المتعلق بأمن سكانها، في وجه هجمات صاروخية أو كيميائية. وذكرت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي أنّ المؤسسة الأمنية رفعت من مستوى استعداداتها على الحدود الشمالية لإسرائيل، في ضوء التقارير التي تحدثت عن تزايد احتمالات شنّ هجوم على سوريا.

وأضافت القناة أنّ شعبة الاستخبارات العسكرية تتابع عن قرب ما يجري في سوريا، وحركة الجيش السوري على نحو أخص. كذلك لفتت القناة إلى أنّ تقديرات الأجهزة الأمنية تفيد بأنه في حال حصول هجوم أميركي على سوريا، فإنّه لن يؤدي إلى كسر الحياة الروتينية لسكان إسرائيل أو إلى معركة واسعة، طالما أنّ الهجوم سيكون موضعياً.
ونقلت القناة عن ضابط رفيع في الجيش الإسرائيلي، قوله إنّ الجيش مستعد لمواجهة أي سيناريو، وأنّ قيادة المنطقة الشمالية ستنتقل إلى منظومة عمل خاصة تستنفر فيها حميع منظوماتها الدفاعية لاعتراض أي تهديد محتمل من جهة سوريا. وأضاف الضابط «نحن مستعدون لاعتراض عمليات اطلاق الصواريخ بواسطة منظومات صواريخ «تامير» التابعة للقبة الحديدية، وكذلك التهديدات الجوية بواسطة صواريخ «باتريوت» وطائرات سلاح الجو».
في موازاة ذلك، قررت قيادة المنطقة الشمالية تعزيز عديد قواتها البرية وطواقمها الطبية المدنية ما من شأنه أن يزيد من استعدادها في أعقاب التصعيد في سوريا.
من جهة أخرى، ذكر موقع «يديعوت أحرونوت» أنّ قوات «الأمن والإنقاذ» الإسرائيلية ستبدأ مناورة في منطقة هضبة الجولان تمتد ليومين، موضحاً أنه «سيتخلل المناورة حركة يقظة لقوات الأمن وسيسمع أصوات إطلاق نار وانفجارات». وأوضح، في هذا السياق، المتحدث باسم الجيش يوآف مردخاي أنّ «المناورة تم التخطيط لها مسبقاً كجزء من برامج التدريب للعام 2013، وتهدف إلى الحفاظ على أهلية واستعداد قوات الأمن والإنقاذ». من جهته، حذّر المدير العام لوزارة حماية الجبهة الداخلية السابق، الون روزن، من أنّ الجبهة الداخلية ليست جاهزة لمواجهة عدد من الهجمات الكيميائية، وأنه في حال اندلاع حرب مع سوريا فإنه سيسقط على إسرائيل عدد أكبر من الصواريخ التي سقطت خلال حرب لبنان الثانية وعملية عمود السحاب مجتمعتين. وأضاف، في حديث مع موقع «واللا» الاخباري، «يمنع على إسرائيل التساهل بالمس بالأمن الشخصي لمواطنيها، ولذلك يجب عليها أن تكمل استعداداتها في تأمين الكمامات الواقية لجميع السكان»، مشدداً على أنه «كما أن لدى الدولة التزاماً بحماية بيوت السكان، كذلك أيضاً لديها التزام بتوفير الأمن الشخصي للمواطن، ويجب أن لا تسمح لوضع يحدد فيه مستوى الأمن الشخصي للمواطنين وفقاً للقدرة الاقتصادية للمواطن وإنما وفقاً للقواعد التي تحددها الدولة».
وأشار روزن إلى أنّ إسرائيل ناورت على حروب مثل حرب لبنان الثانية وعلى عمليات موضعية مثل عمود السحاب والرصاص المسكوب، وفي أي حرب مع سوريا سيسقط عدد أكبر من الصواريخ التي سقطت على الجبهة الداخلية في كل هذه الحروب والعمليات، ومنظومة القبة الحديدية يمكنها أن تحمي منشآت استراتيجية لا المدنيين وذلك من أجل تأمين التواصل العملياتي. ولفت الموقع نفسه إلى أنّه يتبيّن من معطيات الجيش الإسرائيلي أنّه لا يوجد حل آني لأكثر من ثلث السكان لمواجهة خطر الصواريخ، مشيراً إلى أنّه بالرغم من اجراء السلطات المحلية مناورات عدة على كيفية التعامل مع سقوط صواريخ كيميائية وسط التجمعات السكانية، إلا أنّه عملياً، وبحسب تقدير الجهات الأمنية، فإن إسرائيل غير مستعدة لمواجهة سقوط عدد كبير من الصواريخ غير التقليدية.
وشدّد الموقع على أنّ «النظرية الأمنية الإسرائيلية تنصّ على أن مهاجمة الجبهة الداخلية الإسرائيلية بأسلحة غير تقليدية هو بمثابة خط أحمر، وإذا ما حصل فعلاً فإن المستوى السياسي، سيأمر الجيش بشنّ هجوم واسع وعنيف من أجل إيقاف عمليات العدو».
وبحسب مصدر أمني إسرائيلي مطلع على تفاصيل جهوزية الجيش لمواجهة خطر استخدام السلاح الكيميائي، فإن «مخازن الطوارئ لدى الجيش تحتوي على عدد محدود من الوسائل لتطهير المناطق المقصوفة بالكيميائي، لذلك بمعزل عن الخبرة والتدريب، فإن هناك قيوداً من حيث الكمية لا تتلاءم مع سيناريو سقوط عدد كبير من الصواريخ الكيميائية في إسرائيل».
في السياق نفسه، ذكر موقع صحيفة «معاريف» أنّه في أعقاب التوتر مع سوريا وفي أعقاب التقارير التي تحدثت عن استخدام أسلحة كيميائية، «تداعى الشعب الإسرائيلي اليوم على طلب الأقنعة الواقية»، مشيراً إلى أن كميات الأقنعة الموجودة في المخازن، يمكن أن تكفي لـ 60% فقط من السكان. وبحسب شركة «بريد إسرائيل»، فقد بدأ الطلب منذ ساعات صباح الأولى في المراكز الصحية على الاقنعة الواقية. وأشارت الشركة إلى أنه قبل ثلاثة أشهر، وفي أعقاب التوتر في الشرق الأوسط، حصل ارتفاع كبير في الطلب على الأقنعة الواقية في مراكز التوزيع التابعة لها.