ريف دمشق - لم تستثنِ المعارك الدائرة في ريف دمشق بلدة معلولا الأثرية. ففي الساعة السادسة صباحاً من أول من أمس، قام مسلّحون تابعون لحركة «أحرار الشام» و«جبهة النصرة» بشنّ هجوم على «حاجز التينة» في أول البلدة، وقتلوا كل الجنود فيه، ثم دخلوا إلى البلدة وانتشروا في ساحتها وشوارعها.
يروي سليم دحدوح (32 عاماً، مقيم في معلولا) لـ«الأخبار»: «بُعيد بدء الاشتباك، دخل الأهالي إلى بيوتهم، فيما المسلّحون يصولون ويجولون في شوارع البلدة ومبانيها الأثرية، فدخلوا إلى كنيسة مار إلياس ومار جرجس»، ويضيف: «وجود المسلحين في المنطقة ليس بجديد، فكل حدود البلدة مفتوحة باستثناء الحاجز في أولها، وكان المسلحون يقيمون منذ أشهر في فندق السفير (مغلق بسبب الأحداث) الذي يقع على أطراف البلدة»، إلا أنهم لم يهاجموا المدينة من قبل، لأنها نأت بنفسها منذ بداية الأحداث عن كل الصراعات في محيطها. أما اليوم فلم يعد المسلّحون يلتزمون بحسن الجوار، ولا باحترام الشواهد التاريخية في الريف، بسبب انتشار المدّ التكفيري بينهم. وفي محاولته صدّ الهجوم عن البلدة، أرسل الجيش السوري طائرات إلى الموقع بشكل سريع، ما دفع بالمسلّحين للهروب إلى الجبال المحيطة بالبلدة، بحسب الأهالي، فيما أعلنت المعارضة المسلّحة أمس انسحابها من المدينة حفاظاً على معالمها الأثرية من الدمار.
تلا ذلك إطلاق قذائف هاون من جانب المسلحين على البلدة، يروي حنا شنّيص أنّه: «سقطت إحدى القذائف على دير مار إلياس، وظنّ الأهالي أن الدير قد أحرقه المسلّحون بسبب الدخان المتصاعد، ولحسن الحظ أن النيران انطفأت من تلقاء ذاتها». وتستمرّ قذائف الهاون بالسقوط على البلدة، دون خسائر بشرية، بحسب الأهالي المحاصرين هناك، فيما استهدفت مساء أمس وحدات من الجيش السوري، موجودة على مقربة من المنطقة، تجمّعات المسلّحين شمال شرق معلولا، ما أدى إلى مقتل بعضهم وفرار الآخرين. ولا يزال الأهالي تحت الحصار.