نتيجة التوتر الحاصل بين السلطة المصرية الحالية وجيشها من جهة، وقطاع غزة وحركته الحاكمة من جهة، وما أُثير حول إمكانية تطوره الى احتكاك عسكري، أكّد رئيس الحكومة المقالة، اسماعيل هنية، أمس، أن قطاع غزة يتعرض لحملة ظالمة وغير مسبوقة من التحريض والحصار، ومحاولات لجرّه وجرّ مقاومته إلى معارك جانبية بعيدة عن العدو، من دون أن يسمي من هي الجهات التي تسعى إلى جرّهما.
وقال هنية خلال جلسة خاصة للمجلس التشريعي لبحث اعتداءات الاحتلال بحق القدس «رغم الحملة الظالمة التي تمر بها قضيتنا على نحو عام وغزة على نحو خاص، إلا أننا نقود شعبنا نحو القدس ومقاومة المحتل». وأشار إلى محاولات لجرّ المقاومة وغزة إلى معارك جانبية وبعيدة عن العدو، مشدداً على أن الحكومة لا تقود الشعب إلى محاربة مصر، ولا إلى استعداء أي دولة، رغم كل الضغوط والظروف التي لم تمر على الشعب الفلسطيني سابقاً.
وتابع «رغم كل ما نمرّ به إلا أننا نعيش كثيرا من الطمأنينة، لأن الشعب الذي فجر المقاومة منذ 100 عام، منذ ثورة البراق هو شعب قادر على إفشال كل المخططات التي تحاك ضده». وأضاف «نحن كفلسطينيين رغم ما نعيشه من ظروف صعبة إلا أننا لا ننسى القدس ولا ما يجري فيها، ونرحل إليها كل يوم بمشاعرنا وجهدنا وجهادنا».
ودعا رئيس الوزراء إلى عمل مختلف واستراتيجية جديدة لمواجهة الأحداث الراهنة، مشدداً على أن «غزة لن تنكسر، وأهلها لا يركعون إلا بالصلاة، غزة عصية على الكسر». وعبّر عن فخره بالمرابطين المقدسيين وفلسطينيي الـ48، مشيداً بالنفير لنصرة القدس أول من أمس، وإفشال مخططات اقتحام الأقصى وصد المستوطنين وجنود الاحتلال.
وفي سياق الاعتداءات على المسجد الأقصى، اقتحمت مجموعة من اليهود المتدينين «الحرديم» صباح أمس، المسجد الأقصى المبارك لأداء صلوات تلمودية، عشية ما يسمونه «رأس السنة العبرية».
وقال شهود عيان إن حوالى 30 مستوطناً ومستوطنة يرتدون اللباس الأسود، اقتحموا الأقصى، ضمن برنامج السياحة الذي يبدأ في تمام الساعة السابعة والنصف صباحاً، وينتهي عند الحادية عشرة قبل الظهر يومياً، وحاولوا تأدية صلواتهم وشعائرهم التلمودية، غير أن المرابطين في المسجد تصدّوا لهم بالتهليل والتكبير، حتى أُخرجوا من باب السلسلة، لافتين إلى أن حالة من الهدوء الحذر تسود المسجد في هذه الأثناء.
وينظم العشرات من المستوطنين والمتدينين اليهود مسيرات استفزازية تجوب أنحاء البلدة القديمة في القدس المحتلة ومحيط الأقصى في ساعات مختلفة من اليوم، وخصوصاً في ساعات المساء، احتفالاً بالأعياد اليهودية خلال الشهر الجاري.