القاهرة - نجا وزير الداخلية المصري، محمد ابراهيم، أمس، من محاولة اغتيال عبر استهدافه بسيارة مفخخة رُكنت بالقرب من منزله في مدينة نصر بالقاهرة، أسفر عن وقوع عشرات الإصابات. وهي المرة الأولى التي تُستهدف القاهرة بسيارات مفخخة منذ سنوات، فيما كشفت مصادر «الأخبار»، أن الجهات الأمنية رصدت مخطط غرافيتي على رقعة شطرنج، لاستهداف وزير الداخلية، وقد رُسم قبل 14 ساعة من الهجوم، ونشرته بعض المواقع المقربة من جماعة «الإخوان المسلمين».
وكشفت مصادر عسكرية مطلعة لـ«الأخبار» أن عناصر تحليل المعلومات في وزارة الداخلية رصدت رسم «غرافيتي» بميدان رمسيس عبارة عن «رقعة شطرنج» يوضح استهداف العناصر المسلحة والخارجة على القانون لإحدى الشخصيات المسؤولة في الدولة. وتم تحديد الهدف وفق المخطط «بشخصية الوزير» التي توسطت الرسم، وبعد مرور 14 ساعة فقط قاموا بتنفيذ المخطط الإرهابي وتفخيخ سيارة بالقرب من مسكن وزير الداخلية.
وبحسب المصادر، فإن تحليل رسم الغرافيتي يكشف أن «الوزير المرسوم على رقعة الشطرنج والمصوب نحوه هدف القناص»، كان اللواء محمد إبراهيم، يحيط به عدد من عساكر الشطرنج. وأضافت أن تحريات قطاع البحث الجنائي تأكّدت أن صورة الغرافيتي رُسمت قبل تنفيذ محاولة اغتيال وزير الداخلية بقرابة 14 ساعة فقط. اضافة الى ذلك، تم رصد رسم «غرافيتي» آخر على جدران وزارة الداخلية، يتضح من التحليل الأولي أنه استهداف مباشر لشخص وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي.تجدر الإشارة الى أن «غرافيتي» الخاص باستهداف وزير الداخلية تم نشره على عدد من المواقع المعروف بأنها تابعة لجماعة «الإخوان»، وأن بدايات لجوء النشطاء السياسيين الى رسوم «غرافيتي» كانت عقب تلقي عدد منهم دورات تدريبية على المعارضة السلمية واكتساب خبرات الاحتجاج بشكل سلمي في صربيا، وفقاً لرؤية حركة «أوتبور» الشهيرة.
من جهة ثانية، أوضح مسؤولون في جهاز الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية لـ«الأخبار»، أن هناك أكثر من تقرير رُفع الى اللواء محمد إبراهيم، لتحذيره من استهدافه من قبل عناصر إرهابية ومحاولة اغتياله. وأضاف أحد المصادر أن جهاز الأمن الوطني تمكن خلال الفترة السابقة من إحباط عدد من محاولات اغتيال وزير الداخلية، غير أنهم اليوم تمكنوا من تفجير سيارة كانت تقف بالقرب من منزل الوزير في شارع مصطفى النحاس في محاولة لاغتياله.
وبناءً عليه، قامت أجهزة الأمن بتمشيط المنطقة وفحص موقع انفجار السيارة المفخخة التي استهدفت موكب الوزير، وتم انتداب رجال المعمل الجنائي والحماية المدنية وخبراء المفرقعات والكلاب البوليسية لتمشيط المنطقة وحصر التلفيات، فيما انتقل فريق من نيابة أول مدينة نصر إلى مكان الحادث بصحبة فريق المباحث من قيادات المباحث بقيادة قادة الألوية أحمد حلمي، مساعد أول وزير لقطاع الأمن الوطني وأسامة الصغير، مدير أمن القاهرة، وجمال عبد العال، مدير الإدارة العامة للمباحث، وخالد ثروت، رئيس قطاع الأمن الوطني.
وأضافت المصادر أن الانفجار أدى إلى إصابة عدد من المواطنين منهم طفل بترت ساقه إثر تفخيخ السيارة، إضافة الى إصابة عدد من حرس الموكب الوزاري، فيما بترت ساق أحد الضباط المكلفين بحراسة إبراهيم، الى جانب تهشم عدد من واجهات المنازل القريبة من منطقة استهداف الموكب.
ورجح مصدر الأمني لـ«الأخبار» أن تكون محاولة الاغتيال قد شاركت فيها عناصر جهادية، لكنه رفض الإفصاح عن خطة الوزارة لملاحقة العناصر المسلحة التي نفذت هذا الهجوم المفخخ، مؤكداً أن متاريس بشرية وأمنية ستقام عند مداخل ومخارج مدينة نصر حيث منزل الوزير المستهدف لمحاصرة منفذي العملية، إضافة الى فرض «كوردونات» (حائط بشري) مسلحة في منطقة عابدين وسط البلد، حيث مقر وزارة الداخلية، مع إغلاق كل الممرات والطرق المؤدية لها.
وعقب الهجوم، قال إبراهيم إن التفجير الذي استهدف موكبه هو بداية لموجة إرهاب جديدة. وشدد على أن محاولة الاغتيال لن تثنيه عن «مواصلة حربه الشرسة ضد قوى الإرهاب التي تحاول العبث بأمن واستقرار مصر». وأشار إلى أنه «حتى لو أنا استشهدت هييجي وزير داخلية تاني ويكمل الحرب على إرهاب الشر لحد ما نأمن البلد».
وكانت وزارة الداخلية المصرية قد أكدت أن الهجوم الذي تعرض له الوزير نجم عن انفجار عبوة ناسفة أثناء مرور موكب الوزير في مدينة نصر شرقي القاهرة. فيما قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن السيارة انفجرت أثناء سير الموكب بشارع مصطفى النحاس عندما كان الوزير آتياً من منزله ومتجها إلى وزارة الداخلية وسط القاهرة.
من جهة ثانية، أرسل وزير الدفاع رسالة إلى وزير الداخلية عقب الحادثة أعرب فيها عن إدانة «القيادة العامة للقوات المسلحة قادة وضباطاً وصفاً المحاولة الآثمة التي قامت بها بعض العناصر الإرهابية لاغتيال وزير الداخلية اللواء؛ تلك المحاولات الغاشمة التي ترفضها كل الأديان السماوية». وأكد أن «مثل هذه المحاولات الغادرة لن تؤثر على الروح المعنوية لرجالنا الأبطال بل تزيدهم إصراراً على إصرارهم وواثقين من قدرة رجال القوات المسلحة ووزارة الداخلية في مواصلة تنفيذ الإجراءات الأمنية للقضاء على كل البؤر الإجرامية والتعامل بحزم وحسم مع العناصر الإرهابية».
من جهة ثانية، أدان «التحالف الوطني لدعم الشرعية» الحادث الذي تعرض له موكب وزير الداخلية.
وتوقع استخدام مثل هذه الأحداث لمد حالة الطوارئ والتوسع في استخدام البطش والقمع والاعتقال التي تنتهجها «سلطة الانقلاب». وجدد تأكيد تمسكه بسلمية كافة فعالياته حتى تعود الشرعية.