القاهرة | لعلّ المواد الحسية التي تمتلكها أجهزة التحقيق لإدانة القيادي الإخواني صفوت حجازي، الوجه الأبرز في أحداث اعتصام «رابعة العدوية»، من فيديوات مسجلة لخطاباته الرنانة والتحريضية من على منصة «رابعة»، وتسجيلات صوتية من هواتف محمولة، واتفاقاته مع عناصر تكفيرية في شبه جزيرة سيناء رصدتها أجهزة الأمن الوطني، وتسجيلات لكل لقاءاته مع العناصر الأجنبية العربية والأوروبية، هي الأكثر دلالةً على الاتهامات الموجهة اليه.
مع ذلك، قد يفاجئ حجازي جهات التحقيق الأمنية والمعلوماتية بإنكار كل التهم الموجهة إليه، ويستميت في إقناع القيادات الأمنية، بأن غالبية الفيديوات «فوتوشوب» ليس لها أساس من الصحة.
وفي محاولة للتعرف إلى أبرز الاعترافات التي أدلى بها حجازى، كشفت مصادر أمنية لـ«الأخبار» عن ملخص إجابات القيادي الإخواني عقب عملية اعتقاله مباشرة، بعد تحقيق سريع استمر لقرابة ساعة ونصف الساعة، من قبل أحد الضباط، الذين قاموا بعملية القبض عليه. جاء نصها كالآتي:
«النقيب: الى أين كنت هارب يا صفوت في اتجاه الغرب، وما الأسباب التي دفعتك للهروب في ظل الأوضاع الساخنة التي تمر بها البلاد؟
حجازي: كنت ذاهب الى ليبيا للاستراحة هناك، ولم أكن هارباً البتة.
النقيب: ما هي الأسباب التي دفعتك الى تغيير شخصيتك (التخفي)؟
حجازي: خوفاً وتخفياً من اعتقال الجيش لي وسوء المعاملة أو التعذيب والقتل.
النقيب: أين ذهب كل قادة «الأخوان»؟
حجازي: لا أعلم
النقيب: ما النية المبيتة لدى «الإخوان» في الفترة المستقبلية؟
حجازي: لا يوجد تواصل مع قيادة «الأخوان» بعد اعتقال المرشد محمد بديع.
النقيب: من وكيف قُتل الجنود المصرين في شمال سيناء؟
حجازي: نحن سلميون وغير مسلحين وليس لنا أي علاقة بذلك.
النقيب: أين توجد أسلحة «الإخوان»؟
حجازي: لا يوجد أي سلاح لدى «الإخوان» ونحن قلنا من بداية الأمر اعتصاماتنا سلمية سلمية، ونحن نخشى على أي قطرة دم من الدم المصري».
تعلق القيادات الأمنية على اعترفات حجازي، وتقول لـ«الأخبار»: «في اليوم التالي للتحقيق الرسمي معه، الذي حضرته جهات أمنية وسيادية رفيعة المستوى، اعترف القيادي في جماعة «الإخوان المسلمين» على بعض الشخصيات الإخوانية البارزة، وأوضح ضرورة أن يتكتم الجميع على خبر إلقاء القبض عليه كي يتسنى له مساعدتهم بشكل أكبر بعد الانخراط مجدداً في صفوف قيادات الجماعة الإخوانية. وأقرّ بأنه تولى مع خيرت الشاطر، النائب الأول للمرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين»، بإتمام الصفقات الخاصة لتحويل سيناء إلى إمارة إسلامية من خلال تمكين الجماعات التكفيرية والجهادية والمسلحة من إدارة زمام الأمور هناك، مع تفويض الخارجين عن القانون بإشاعة الفوضى بين قرى المنطقة الشرقية مقابل مبالغ مالية يقوم بتسليمها لنواب جماعة «الاخوان» في شمال سيناء».
تضيف المصادر أن «معضلة حقيقية أثبتت أن حجازي انخرط في جماعة «الإخوان» لتحقيق مكاسب مالية، وذلك عندما سجلت جهات التحقيق اعترافات تقول إن قيادات «الإخوان المسلمين» وبعض القيادات السلفية والجهادية هم شركاؤه في صفقات السلاح، التي جُلبت الى مصر بهدف تهريبها الى سوريا لمساندة الجيش الحر هناك، وهو الاعتراف الذي سجلته إحدى الفضائيات الدينية خلال حوارها مع حجازي في شهر أيار الماضي.
وأخبر حجازي بأماكن تمركز الأسلحة الخاصة باعتصام «رابعة العدوية» وجنسيات القناصة، الذين تولوا مهمات التخلص من معارضيهم داخل مقر الاعتصام، مع تطوعه بالكشف عن بعض المخططات التي يدبرها «الاخوان»، وكشف خطوات التعامل مع الدول العربية التي ساهمت بشكل واضح في زعزعة الاوضاع في البلاد. وبحسب المصادر نفسها، فإن التبريرات التي لجأ اليها صفوت لن تقصيه عن تحمل المسؤولية الجنائية التي وجهت له من خلال اشتراكه مع آخرين فى اشاعة الفوضى والتحريض المباشر ضدّ المصريين، وتوجيه تهم وإهانات الى ضباط الجيش والشرطة والتحريض المباشر للاحتكاك بهم والمشاركة في استهدافهم وتعذيب مواطنين حتى الموت.