تنفيذاً لقرارات المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر «الكابينت»، بإغلاق الوسائل الإعلامية «المحرضة على العنف»، دهمت قوات من الجيش والشرطة الإسرائيلية فجر أمس، مكتب قناة «فلسطين اليوم» الفضائية في رام الله، واعتقلت مديرها فاروق عليات واحتجزت مصور الفيديو محمد عمرو وفني البث شبيب شبيب، وأغلقت القناة بتهمة «التحريض على العنف». كذلك صادرت شرطة العدو معدات البث من مكاتب شركة «ترانس ميديا للإنتاج الإعلامي»، التي تقدم خدماتها لعدد من القنوات الفلسطينية والأجنبية.
16 صحافياً فلسطينياً يقبعون في السجون بينهم 9 محكومون

وجاءت هذه العملية في إطار حملة مركزة جديدة ضد وسائل إعلام فلسطينية داعمة لـ«انتفاضة القدس»، تتهمها الحكومة الإسرائيلية بتغذية «موجة العنف المستمرة منذ خمسة أشهر». وقالت أجهزة أمنية إسرائيلية إن «فلسطين اليوم محسوبة على حركة الجهاد الإسلامي المسلحة». وأضاف «الشاباك» في بيان أن «القناة كانت تخدم الجهاد الإسلامي بكونها أداة مركزية لتحريض سكان الضفة والدعوة إلى شنّ هجمات إرهابية على إسرائيل ومواطنيها». وبرر الجهاز اعتقال عليات بأنه «عنصر في الجهاد الإسلامي سجن في إسرائيل بسبب أنشطته». وقبل مغادرة عناصر الجيش المبنى، علقوا على باب القناة بياناً قال إنه «تم إغلاق القناة وفقاً لقانون الطوارئ»، الموروث من الانتداب البريطاني في عام 1949.
وفي وقت لاحق، أوقفت الشركة المسؤولة عن القمر الصناعي «يوتلسات» بث فضائية «الأقصى»، التابعة لحركة «حماس»، بدعوى أنها تحرض على قتل «اليهود». وبعد مرور ساعة على إيقاف البث، غيرت الفضائية شعارها وترددها وعادت إلى البث مجدداً.
وبرغم الخلاف القائم بين السلطة و«حماس»، استنكرت وزارة الإعلام الفلسطينية ما جرى، قائلة إن «إسرائيل تضرب عُرض الحائط بكل الاتفاقات الموقعة بينها وبين السلطة الفلسطينية». وقال وكيل الوزارة محمود خليفة، إن «إسرائيل تتجاوز وتتجاهل وجود مؤسسات السلطة الفلسطينية (مكاتب القناة تقع ضمن مناطق «ألف» التي هي تحت السيطرة الأمنية والإدارية الفلسطينية)».
وفي خطوة تضامنية، بثت فضائية «الميادين» نشرتها الإخبارية من مكاتب «فلسطين اليوم» في بيروت، فيما أصدرت مجموعة من القنوات، في مقدمتها «المنار»، بيانات تضامن واستنكار. كذلك أصدرت «الجهاد الإسلامي» بياناً نددت فيه بإغلاق مكاتب القناة، معتبرة أن «العدوان على فضائية فلسطين اليوم هو استهداف للخط الوطني الملتزم نهج الانتفاضة ومشروع التحرير المدافع عن الشعب والأرض والمقدسات». وأضافت أن «هذا العدوان لن يفلح أبداً في تحييد دور الإعلام الحر عن دوره وثوابته والتزاماته».
وكانت قوات العدو قد اعتقلت المحرر في تلفزيون «الفجر الجديد» ومراسل إذاعة «القدس»، الزميل سامي الساعي (36 عاماً)، من منزله في مدينة طولكرم، شمالي الضفة. ووفق «نادي الأسير الفلسطيني»، فإن 16 صحافياً فلسطينياً، يقبعون في السجون الإسرائيلية. وقال النادي إن «9 صحافيين، من بين الـ16، صدرت بحقهم أحكام متفاوتة، و3 حُكم عليهم بالسجن إدارياً، و4 بينهم عليات، والساعي، موقوفون دون محاكمة، حتى اليوم».
إلى ذلك، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أن شاباً فلسطينياً «طعن يهودياً في أزقة البلدة القديمة في القدس المحتلة وأصابه بجروح وصفت بين الخفيفة والمتوسطة، قبل أن تلقي الشرطة القبض عليه». وقالت المتحدثة باسم الشرطة إن «المهاجم هرب من المكان وعثرت الشرطة على السكين قرب مكان الطعن، ثم قامت الشرطة وقوات حرس الحدود بالبحث عنه وتمشيط المنطقة. واعتقل المهاجم الفلسطيني الذي كان مختبئاً في أحد أزقة البلدة القديمة، وهو من سكان بلدة قبلان شمال مدينة رام الله في الضفة».