منذ الإعلان السعودي عن اتفاق التهدئة مع حركة «أنصار الله» الذي اقتصر على الشريط الحدودي بين البلدين قبل أيام قليلة، تسارعت الأحداث السياسية والعسكرية. وعادت الاتصالات الدولية الخاصة باليمن إلى الواجهة بعد تأكيد وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، ليل الخميس، مواصلة التعاون بشأن الأزمة اليمنية مع جميع الأطراف المعنية ومع المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ من أجل البحث عن تسوية سلمية، معبّرين عن «قلقهما» من العواقب الانسانية الوخيمة للحرب الدائرة.
ووصل كيري أمس إلى السعودية لبحث الأزمتين السورية واليمنية، في إطار الضغوط الدولية التي من المرجّح أنها خلف التسريع في اتفاق التهدئة التي لا تزال صامدة على الحدود. أما على الجبهات الداخلية، فلا تزال المعارك مستعرة بين طرفي الصراع، لا سيما في غرب تعز الذي شهد تقدماً للمجموعات المسلحة المؤيدة للتحالف السعودي أمس، مقابل تقدم الجيش و«اللجان الشعبية» في شرق صنعاء.
وقال مصدر عسكري لـ«الأخبار» (علي جاحز) إن المجموعات المسلحة التي كانت تسيطر على مناطق وسط مدينة تعز، تقدمت باتجاه مناطق غرب المدينة في الدحي وبير باشا وجامعة تعز التي كانت تحت سيطرة الجيش و«اللجان الشعبية». ونفى المصدر الأنباء التي تحدثت عن سيطرة المجموعات المسلحة التابعة لـ«الاصلاح» على «اللواء 35» والمطار القديم حيث لا تزال المعارك دائرة، مشيراً إلى أن الجيش و«اللجان الشعبية» منعا أي تقدم في تلك المنطقة.
في مقابل ذلك، حقق الجيش و«اللجان» تقدماً في منطقة نهم شرقي محافظة صنعاء. وأفاد مصدر عسكري «الأخبار» بأن قوات الجيش و«اللجان» أحرزت تقدماً في مناطق كانت قد سقطت في أيدي المسلحين في نهم. وسيطر الجيش و«اللجان» على نجد وملح وقرود ومنيف المحاذية لمأرب من جهة الغرب، فيما استعادوا جبل الشبكة الاستراتيجي.
أما في مأرب، فقد دارت مواجهات في التلال المطلة على معسكر الجدعان شمالي مدينة مأرب. وتأتي هذه المواجهات في ظل غارات مكثفة لطائرات العدوان على أكثر من منطقة، أهمها مديرية صرواح.
وفي مكان آخر من جبهات تعز، أكد مصدر عسكري أمس مقتل 23 مسلحاً، بينهم قائد فصيل «اللواء 4 حزم» العقيد سالم مبارك، وجرح نحو 50 آخرين، في قصف استهدف تجمعاً لهم جنوبي ذو باب. وكان قد سقط مساء أول من أمس قتلى وجرحى في صفوف المسلحين إثر قصف صاروخي استهدف تجمعات لهم في المنطقة نفسها.
في غضون ذلك، شنّت طائرات «التحالف» غارات مكثفة على أكثر من منطقة في تعز، حيث كثفت غاراتها على مناطق التعزية وجبل حبشي والضباب والجامعة وعصيفرة وبوابة المطار غربي تعز في إسناد للمسلحين، إضافة إلى غارات استهدفت مسجد الوراق في مديرية المسراخ.