القاهرة | وجه المتحدث العسكري، العقيد أحمد محمد علي، اتهامات مباشرة إلى حركة «حماس»، بالتورط في أحداث سيناء، وذلك خلال مؤتمر صحافي عقده لاستعراض العمليات العسكرية الجارية في سيناء، التي أكّد أنها لن تتوقف الا بعد تطهير المحافظة من البؤر الارهابية.
وبحسب بيان إدارة الشؤون المعنوية، فإن «عناصر حرس الحدود في الجيش الثاني الميداني في نطاق مسؤوليتهم بالتعاون مع عناصر من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة أحبطوا محاولة لتفجير أحد ابراج المراقبة بحي البرازيل غرب خط الحدود الدولية بمسافة 20 متراً بمدينة رفح، وذلك بعد اكتشاف أحد الانفاق الحدودية أسفل نقطة المراقبة، كان العناصر الارهابيون المسلحون قد زرعوا فيه 3 عبوات ناسفة تحتوي على 150 كيلوغراماً من المواد المتفجرة، ومجهزة بدوائر كهربائية للتفجير عن بعد متصلة بقطاع غزة بطول اكثر من 800 متر».
وقد أوضح المتحدث العسكري أن «عمليات رصد عناصر الجيش المصري اكتشفوا أسلاكاً متصلة بدوائر الكترونية مثبتة عليها قنابل مختلفة الأنواع على طول الشريط الحدودي بين مصر وغزة، وأن عمليات التحكم في هذه الدوائر والمتفجرات موجهة من جانب قطاع غزة، بما يعني أن هناك عناصر تابعين لحركة «حماس» يعملون على استهداف كمائن الجيش المصري».
وعن عملية نقل الأسر المصرية المنتشرة على طول الخط الحدودي الملاصق لغزة، قال المتحدث العسكري إن «القوات المسلحة استعدت لبناء أكبر مدينة سكنية تناسب الطبيعة الديموغرافية لنقل الأسر المصرية من الحدود وترحيلها مسافة 500 متر الى العمق، ونقلهم من مناطق صلاح الدين وغيرها»، وذلك بسبب انتشار الأنفاق التي تعمل على تهريب السلاح والسلع والأشخاص الخارجين على القانون، والتي تهدد الأمن القومي لمصر. وأكد أنّه لا بديل عن نقل هذه الأسر لحمايتها أولاً من استهداف بعض التكفيريين لهم، وخصوصاً بعد اكتشاف قنابل ومتفجرات مزروعة على طول الشريط الحدود الفاصل بين مصر وفلسطين، وثانياً للإسراع في ضبط العملية الأمنية، واستعادة هيبة الدولة ودك البؤر الاجرامية وتدمير الأنفاق الممتدة بين الأراضى المصرية والاراضي الفلسطينية المحتلة، واختتم قائلاً: «على الجانب الحمساوي أن يراعي حدود الجيرة، وخاصة بعد القبض على عناصر تابعين لهم تخطوا 150 فرداً تقريباً، منهم من قتل أو يعالج فى مستشفيات القوات المسلحة إثر إصابته في المداهمات، ومنهم المقبوض عليهم ويمثل للتحقيقات. على «حماس» أن تعود مجدداً الى قضيتها الاساسية، وأن تراعي أن الجانب المصري قدم الكثير إليهم، ولن يتخلى عن الفلسطينيين مهما كانت الظروف، لكنه أيضاً لن يقبل تهديد الأمن المصري تحت أي اعتبار».
وقال المتحدث العسكري إن «إجمالي عدد شهداء القوات المسلحة بسيناء منذ كانون الثاني 2011 حتى الآن بلغ 125 شهيدا، بخلاف 996 إصابة بين صفوف القوات»، فيما بلغ «إجمالي عدد قتلى العناصر الإرهابيين بدءاً من هذه الفترة 134 عنصرا، بينهم 32 فلسطينيا، كما جرى تدمير 154 نفقاً».
وأشار إلى أن العملية العسكرية في سيناء وصلت إلى معدلات أداء قوية خلال الفترة الأخيرة، وأنها ستزداد قوة وحسماً خلال المرحلة المقبلة.
وأكد أن «القوات المسلحة لن تعود من سيناء إلا بعد تطهيرها كاملاً من براثن الإرهابيين والخارجين على القانون، وتهيئة أفضل الظروف لإطلاق عملية تنمية شاملة وحقيقية برعاية القوات المسلحة لمصلحة أبناء سيناء».
وبخصوص الانتهاكات التي يرتكبها الجيش واعتقال صحافيين، قال أحمد علي إن أحمد أبو دراع، مراسل «المصري اليوم» في شمال سيناء، ليس مسجلاً في قوائم نقابة الصحافيين، وإن محاكمته عسكريا تعدّ حقا أصيلاً للقضاء العسكري لا القضاء المدني.
وقال إن ألقي القبض على أبو دراع في 4 كانون الأول الجاري في منطقة عسكرية محظور الوجود فيها، موضحا: «وجدنا أن أحمد أبو دراع عنده بعض التهم، التي تتمثل في أنه ادعى كذباً قيام القوات المسلحة بهدم المساجد واستهداف النساء والأطفال عمداً خلال العملية العسكرية، وأذاع في الخارج والداخل بيانات كاذبة حول الأوضاع في سيناء ومصر، ووُجد في منطقة عسكرية لا يصرَّح للمدنيين بالتواجد فيها إلا بتصريح».
من جهة ثانية، أعلن تنظيم «الجهاد»، عن مبادرة جديدة لوقف العنف واحتواء الأزمة ما بين الجيش والجماعات الجهادية بسيناء، مؤكدا استعداده للتوسّط بين الطرفين لوقف العنف، فيما أكدت «السلفية الجهادية» تضامنها مع المبادرة «حقنا لدماء الطرفين سواء الجيش أو أهالي وقبائل سيناء»، وطالبت بتشكيل لجنة من الإسلاميين للتواصل مع الجهاديين بشرط موافقة رسمية من الحكومة الحالية.
وقال المتحدث باسم «الحزب الإسلامي»، الذراع السياسية لتنظيم الجهاد، محمد أبو سمرة، لصحيفة «المصري اليوم»، إن الحزب تقدم بمقترح عبارة عن مبادرة لإحدى الجهات السيادية التابعة للقوات المسلحة، ترمي إلى التوسط لدى الجيش والجماعات الجهادية لوقف العنف في سيناء.
وأضاف «الوضع أصبح خطيرا، فوجود عملية انتحارية هو أمر ليس من أدبيات الجهاد، إضافةً إلى حديث الدكتور أيمن الظواهري (زعيم تنظيم القاعدة) وتدخله في الشأن المصري».