في موقف يتعارض مع الأجواء التي أشاعها الفلسطينيون خلال الأيام والأسابيع الماضية بشأن المفاوضات، قال وزير العلوم والتكنولوجيا الإسرائيلي، يعقوب بيري، أمس، إن أجواء المفاوضات جيدة وبناءة. واعتبر بيري أن العودة إلى المفاوضات هي «طلقة البداية في مسار طويل وصعب ومرصوف بالأزمات، إلا أنه قد يؤدي إلى تفاهمات وربما إلى تسوية سياسية تاريخية». وأشار إلى أن الوقت ينفد لدى إسرائيل والفلسطينيين «ولن يكون هناك فرص كثيرة لحل هذا الصراع». وفي السياق، ذكرت صحيفة «معاريف» أن إسرائيل ستعلن قريباً جملة من التسهيلات الاقتصادية للجانب الفلسطيني في إطار بادرة حسن النية. وبحسب الصحيفة، فإن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، يوفال شطاينتس، سيُعلن هذه الخطوات خلال اجتماع الدول المانحة الذي سيُعقد الأسبوع المقبل في نيويورك، بحضور وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، وعلى ما يبدو أيضاً الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وقالت الصحيفة إن الحكومة الإسرائيلية رفضت الإفصاح عن طبيعية هذه التسهيلات والخطوات الرامية إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية للسلطة الفلسطينية. وأوضح مقربون من شطاينتس لموقع «معاريف»، أن الوزير سيحرص على ألا تكون للخطوات الاقتصادية المزمع الإعلان عنها أية دلالات سياسية. ويعتزم شطاينتس، بحسب المقربين منه، لفت أنظار المجتمع الدولي إلى استمرار «عملية التحريض ضد إسرائيل في وسائل الإعلام التابعة للسلطة الفلسطينية.
إلى ذلك، قال المفاوض الإسرائيلي السابق، جيلعاد شير، إنه يتعين إجلاء مئة ألف مستوطن من الضفة الغربية من أجل تنفيذ حل الدولتين. ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» تصريحات شير في مؤتمر نظمه معهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب لمناسبة الذكرى العشرين لتوقيع اتفاقات أوسلو.
وقال شير، الذي كان مفاوضاً رئيسياً أثناء حكومة إيهود أولمرت، بين عامي 1999 و2001، إن أي خلاصة لتنفيذ حل الدولتين تتطلب إجلاء المستوطنين، وقدر عدد من يفترض أن يتم إجلاؤهم بمئة ألف مستوطن، وهو رقم أقل من نصف عدد المستوطنين المقيمين في الضفة الغربية. ورأى أن من غير المحتمل اليوم أن يتوصل الجانبان الفلسطيني والصهيوني الى اتفاق نهائي، مشيراً الى أن بالإمكان جسر الفجوة بين الجانبين، لكن من المتعذر أن يتم ذلك الآن.
وبينما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مجتمعاً بوزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أصدر ستة عشر عضو كنيست من كتلتي «البيت واليهودي والليكود ـــ بيتنا» بياناً دعوا فيه نتنياهو إلى إبلاغ كيري بأن إسرائيل لن تعود إلى اتفاق أوسلو. وجاء في البيان «مع مرور عشرين عاماً على اتفاقيات أوسلو البائسة، ندعو رئيس الحكومة إلى عرض موقفنا الواضح أمام وزير الخارجية الأميركي وهو أن إسرائيل لن تعود إلى مخطط أوسلو ولن تسلم أية أجزاء من الوطن إلى الفلسطينيين».
من جهة ثانية، أكدت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة «حماس»، أن العروض والمناورات العسكرية التي تقوم بها في غزة، هي رسالة للاحتلال الصهيوني.
وقال المتحدث أبو عبيدة «الأولى بكل الجيوش العربية أن تستعرض قوتها ضد العدو المشترك»، وإن «عروض ومناورات القسام في غزة هي رسالة للاحتلال». ونظمت «كتائب القسام» عرضاً عسكرياً شرق مدينة غزة، والذي جاء بعد قيامها بعدد من العروض العسكرية في مناطق مختلفة من القطاع.
(الأخبار)