شدد «الائتلاف» السوري المعارض أمس على ضرورة أن يمتد حظر الأسلحة الكيميائية، ليشمل استخدام الصواريخ البالستية والطائرات ضد المناطق الحضرية، وفيما لم يتطرق بيان «الائتلاف» مباشرةً إلى الاتفاق الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا، بشأن التخلص من أسلحة سوريا الكيميائية، وصف «الائتلاف» قبول دمشق المبادرة الروسية بأنه يُنبئ عن «الخوف من ضربة عسكرية». وأضاف البيان إن «نظام (الرئيس بشار) الأسد لديه سجل طويل من المراوغة في التعاطي مع الاتفاقيات والتفريط بالوعود، أو القبول بها من أجل كسب الوقت وتمييع المواقف». وطالب الائتلاف «الأشقاء العرب ومجموعة أصدقاء سوريا بتعزيز قدرات المعارضة العسكرية لتتمكن من تحييد سلاح جو نظام (الرئيس بشار) الأسد ودباباته لإجبار النظام على إنهاء حملته العسكرية، وقبول حل سياسي يؤدي إلى التحول الديمقراطي في سوريا».
من جهته، رفض رئيس اركان «الجيش الحر» اللواء سليم ادريس الاتفاق الروسي - الأميركي حول السلاح الكيميائي السوري، رفضاً قاطعاً، مؤكداً أن «الجيش الحر» سيستمر في القتال حتى اسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وأوضح ادريس «نرفض المبادرة الروسية لأننا لا نثق بنظام (الرئيس بشار) الأسد ولا نثق بالادارة الروسية... ونرى في هذه المبادرة محاولة لكسب الوقت وايجاد مخرج للمجرم».
وأكد أن «كل ما في هذه المبادرة لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد، وسنواصل القتال حتى اسقاط (الرئيس بشار) الأسد».
وأعرب ادريس عن الخيبة والخذلان الشديد، موضحاً أن «الجيش الحر» فقد الأمل في أن يقدم المجتمع الدولي المساعدة إلى شعب سوريا، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن « (وزير الخارجية الأميركية جون) كيري أكد لي أن الضربة العسكرية على النظام السوري ما زالت خياراً مطروحاً على الطاولة».
ونصح ادريس «اصدقاءنا الاميركيين بأن لا ينخدعوا بهذه المبادرة»، منوهاً بأن المعارضة لن تذهب إلى المفاوضات في مؤتمر «جنيف 2» إلا «إذا جرى استبعاد (الرئيس بشار) الأسد ونظامه من العملية السياسية».
وفي السياق، انتقد قائدا كتيبتي «لواء التوحيد» و«كتيبة الفتح» على نحو لاذع الرئيس الاميركي باراك اوباما، بعد الاتفاق الروسي الاميركي حول الاسلحة الكيميائية السورية، وتراجع واشنطن عن الضربة العسكرية ضد سوريا.
واتهم قائدا الكتيبتين بعد توحيدهما في مدينة حلب، المجتمع الدولي بعدم الاكتراث للشعب السوري، مشيرين إلى أن الرئيس بشار الاسد وحليفته موسكو يعملان على كسب الوقت ليواصل النظام السوري حملاته العسكرية ضد معارضيه.
ورأى قائد «لواء التوحيد» في حلب عبد القادر صالح لوكالة «فرانس برس» أن «الولايات المتحدة قالت للعالم إنها ستضرب سوريا، وعندما حان الوقت، خافت».
من جهته، اتهم القائد الميداني في اللواء عبد العزيز سلامة روسيا وسوريا «بوضع خطة متكاملة لوقف التهديد بضربة غربية»، منتقداً اوباما «الذي اثبت أنه رجل لا يلتزم بكلمة شرف».
في اطار آخر، انتخب «الائتلاف» المعارض الإسلامي المعتدل أحمد طعمة رئيس وزراء مؤقتاً خلفاً لرئيس الوزراء المستقيل غسان هيتو، خلال اجتماعات «الائتلاف» في اسطنبول.
وفي اول تصريح له عقب انتخابه، اكد طعمة أن الحكومة الانتقالية تأتي لخدمة أهالي سوريا، وستضع خطة استراتيجية لإدارة المرحلة المقبلة، حيث ستقوم بدعم الجيش الحر المعارض، وتنظم المساعدات الإنسانية. وأوضح أن «أمامنا واجبات عاجلة، أولها وقف القتل والتدمير والعدوان»، مضيفاً «علينا أن نصبر لتحقيق الأهداف الكبرى للثورة السورية».
يذكر أن طعمة المنحدر من محافظة دير الزور مواليد عام 1965 يعمل طبيب أسنان، وهو سجين سياسي سابق، وأحد مؤسسي «إعلان دمشق» عام 2005، وانتخب أمين سر في كانون اول 2007، وبعدها بأسبوع اعتقل مع زملائه في قيادة إعلان دمشق، وأفرج عنه في حزيران عام 2010.
اعتقل في تموز 2011 لأكثر من شهر لاتهامات بالتحريض على التظاهر وانتقاد النظام، كما اعيد اعتقاله مرة أخرى بسبب العمل الإغاثي في محافظة الحسكة في أواخر عام 2012.
إلى ذلك، صوتت الهيئة العامة لـ «الائتلاف» المعارض على اتفاق انضمام المجلس الوطني الكردي إلى «الائتلاف» بالأغلبية، عدا البنود التي تتعلق بعدد المنضمين من الاكراد، لكونها تحتاج إلى موافقة الثلثين من اعضاء «الائتلاف».
وحصل اقرار انضمام المجلس الوطني الكردي لـ «الائتلاف» على 52 من اصل 80 عضواً حضروا التصويت، واعتراض 25 عضوًا على الاتفاق على نحو مجمل.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)