نشرت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية أمس تقريراً من إعداد المحلل المتخصص بشؤون الشرق الأوسط آرون دايفد ميلر، يعرض فيه جدول الخاسرين والرابحين من اتفاق جنيف على النحو الآتي: الرابحون: 1ـ التفكير السليم والمنطقي، بما أن الضربة العسكرية على سوريا كانت غير مضمونة النتائج وتحمل مخاطر عديدة. 2ـ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي حصل على كل ما يريد؛ فالأسلحة الكيميائية يجري علاج أزمتها، الضربة العسكرية الأميركية الأحادية استبعدت، اضافة الى ضمان عدم حصول انقلاب حكم في سوريا برعاية أميركية كما حصل في العراق وليبيا. بوتين نجح بتكريس فكرة أن الطريق الى حلّ الأزمة السورية يمرّ بموسكو. 3ـ الرئيس السوري بشار الأسد (مع وقف التنفيذ)، الذي ربح حتى الآن تجنّب ضربة عسكرية على بلاده والاحتفاظ بمنصبه؛ إذ إن عملية تسليم الترسانة الكيميائية تتطلب بقاءه على رأس نظامه. لكن الكاتب يشير الى أنه لا يمكن ضمان استمرار دعم حلفاء الأسد، أي روسيا وإيران، له وذلك مرتبط بحساباتهما الاستراتيجية. 4ـ الرئيس الأميركي ووزير خارجيته جون كيري (مع وقف التنفيذ)، اللذان يبدوان بحالة أفضل، وخصوصاً بعدما ظهر ضعف أوباما في فشله بالحصول على موافقة الكونغرس لطلب الهجوم العسكري. ولكن الكاتب يضيف أنّ على واشنطن أن تعمل على صيغة دبلوماسية تخرج منها رابحة كي لا تلحق ضرراً بصورتها. 5ـ إيران التي تفضّل بالتأكيد أي خيار دبلوماسي على الضربة العسكرية. 6ـ إسرائيل (مع وقف التنفيذ)، التي ارتاحت من همّ وقوع الأسلحة الكيميائية بيد حزب الله أو الجهاديين، ولكنها تبقى قلقة بشأن البرنامج النووي الإيراني وكيفية التعاطي الاميركي المستقبلي معه. 7ـ المعلّقون والمحللون الذين سيجدون مواد وافرة للكتابة حولها. أما الخاسرون فهم: 1ـ المعارضة السورية، التي تخشى الآن أن يتحول الأسد الى جزء أساسي من الحلّ. 2ـ السعودية والخليج، وقطر تحديداً الذين دعموا المقاتلين وحاولوا إسقاط الأسد من خلال حرب بالوكالة، لكن السعودية كما إسرائيل تخشى الآن أن لا تتمكن واشنطن من وضع حدّ للبرنامج النووي الإيراني.
(الأخبار)