القاهرة ــ الأخبار «تطهير» منطقة مصرية من «الإخوان»؛ بعد قرية دلجا، التي اقتحمها الجيش وسيطر عليها بعدما استقل بها «الإخوان»، دخل الجيش أمس، الى حي الكرداسة في غرب العاصمة المصرية، واشتبك مع مناصري الاسلاميين، قبل أن يفرض سيطرته عليها، ما يعني أن العملية الأمنية ضدّ جماعة «الإخوان المسلمين»، دخلت في مرحلة «تطهير المناطق، بعد فض اعتصاماتهم واعتقال قياداتهم وكوادرهم، ومصادرة أموالهم، والتلويح بحظر عملهم السياسي».
وسيطرت قوات الأمن المصرية على حي الكرداسة بعد اشتباكات قوية مع مسلحين، أدت إلى مقتل مساعد مدير أمن محافظة الجيزة، اللواء نبيل فراج، فيما أكدت مصادر أمنية أن العملية أدت إلى اعتقال 48 من عناصر «الإخوان».
وبدأت قوات الأمن المصري، بالتنسيق مع قوات الجيش في مداهمة منطقة كرداسة لضبط الخارجين على القانون والمتهمين المطلوبين من قبل النيابة العامة، بسبب تورطهم في مهاجمة قسم شرطة كرداسة، وقتل ضباطه الـ11 والتعدي على رجال الشرطة وسحلهم والتمثيل بجثثهم.
وقال مسؤول أمني إن «تبادلا كثيفا لاطلاق النار وقع بين الشرطة والارهابيين الذين كانوا يسيطرون على البلدة» الواقعة بالقرب من اهرام الجيزة. وأوضح أن قرار مداهمة بلدة كرداسة «لتطهيرها من الارهابيين» اتخذ خلال اجتماع طارئ عقده ليلا مسؤولون في وزارة الداخلية.
واضاف ان الهدف من العملية هو توقيف «140 شخصا مطلوب القبض عليهم» والعثور على منفذي «مذبحة» كرداسة. وافاد المسؤول الامني بأن قوات من الجيش انتشرت لمساعدة الشرطة في عملية المداهمة، كما ان مروحيات عسكرية تحلق فوق البلدة، وانه جرى توقيف 32 شخصا بحوزتهم اسلحة.
وبعد قرابة خمس ساعات من بدء العملية، أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية، اللواء هاني عبداللطيف، أن «قوات الأمن تواصل تقدمها بكرداسة»، مضيفا ان «القوات لن تتراجع الا بعد تطهيرها من كافة البؤر الارهابية والاجرامية». واضاف، في تصريحات للصحافيين، إن «اقتحام كرداسة اعتمد على شقين أساسيين، الأول يتعلق بحصار كرداسة من الخارج ومن ناحية مدخل البلدة على طريق القاهرة ـ الاسكندرية الصحراوي، وهو الشق الذى تنفذه القوات المسلحة»، وأن «الشق الثاني يتعلق بالمواجهة المباشرة مع العناصر الارهابيين والاجراميين، وهو الشق الذي تقوم به المجموعات القتالية التابعة للعمليات الخاصة» التابعة لوزارة الداخلية.
وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية أن «البؤر الاجرامية والارهابية ومن بينها دلجا وكرداسة هي من ضمن أبرز سلبيات نظام الاخوان، التي تعمل وزارة الداخلية على تصفيتها حاليا لتحقيق الأمن والاستقرار في الشارع المصري».
وبالتزامن مع بدء عملية اقتحام كرداسة، اغلقت السلطات المصرية عدداً من خطوط مترو القاهرة فترة وجيرة إثر الاشتباه في وجود قنبلة. وقال مصدر امني إنه أُبطل مفعول العبوتين المزروعتين قرب محطة حلمية الزيتون، ونشر خبراء متفجرات لتفحص مجمل خطوط سكك المترو. غير أن مسؤولا أمنياً عاد وأكد أن الاجسام المشبوهة التي عثر عليها صباحاً على احد خطوط مترو القاهرة لم تكن عبوات ناسفة.
في غضون ذلك، أعلنت الحكومة المصرية أنها قررت حفض عدد ساعات حظر التجوال ساعتين ليبدأ في منتصف الليل وينتهي في السادسة صباحاً باستثناء أيام الجمعة، حيث يظل كما هو من السابعة مساء الى الخامسة صباح اليوم التالي.
وكان حظر التجوال قد فُرض في 14 آب الماضي في القاهرة و13 محافظة من محافظات مصر الـ27 بعد ساعات من فض اعتصامي أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في القاهرة، الذي أدّى إلى سقوط مئات القتلى.
الى ذلك، قال محافظ البنك المركزي المصري، هشام رامز، إن مصر ردت ملياري دولار إلى قطر، كان البلد العربي الخليجي قد أودعها في البنك المركزي، وذلك بعد فشل مفاوضات لتحويل المبلغ إلى سندات لأجل ثلاث سنوات. كانت قطر قد قدمت إلى مصر ثلاثة مليارات دولار في أيار، منها مليار دولار جرى تحويلها إلى سندات لأجل ثلاث سنوات.
وقال رامز ان السلطات القطرية وافقت اوائل الشهر الحالي على تحويل مبلغ الملياري دولار بأكمله الى سندات، لكنها غيرت رأيها بعد ذلك و«لهذا قمنا برد الوديعة».
وتدهورت علاقات القاهرة مع قطر بعدما أطاح الجيش المصري الرئيس محمد مرسي في الثالث من تموز. وقطر داعم قوي لجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي، وأعطت مصر 7.5 مليارات دولار خلال العام الذي قضاه في السلطة، فيما تعهدت السعودية ودولة الامارات العربية والكويت لمصر أن تقدم إليها منحا وقروضا بلا فوائد قيمتها الاجمالية 12 مليار دولار بعد عزل مرسي.
الى ذلك، رأى مبعوث الاتحاد الاوروبي في مصر، برناردينو ليون، أنه «لا بد» من تحقيق مصالحة في هذا البلد، في اطار عملية تضم الاطراف كافة، معترفا في الوقت نفسه بانه امر بالغ «الصعوبة».
وقال «تسلمت من ممثلي الطرفين الذين التقيت بهم الرسالة نفسها: يجب العودة الى عملية تشمل الاطراف كافة»، وذلك في اليوم الثاني من زيارته للقاهرة، حيث التقى خصوصا وزير الخارجية نبيل فهمي والقيادي الاخواني عمرو دراج.
واضاف «جئت بدون أي نية للتدخل في شؤون البلاد او لاعطاء دروس، ولكن للاستماع الى جميع الاطراف ومحاولة التعرف عما اذا كان باستطاعة الاتحاد الاوروبي أن يساعد بأي طريقة ما المصريين على مواجهة التحديات» التي يخوضونها.
وشدد المبعوث الاوروبي على ان «مستقبل مصر لا يقرره سوى المصريين» واضاف «يجب ان تكون المصالحة ممكنة حتى وان كانت تبدو اليوم بالغة الصعوبة».
ورأى ان «نقص الثقة بين الاطراف اعمق مما كان عليه قبل شهر» اي وقت عملية فض اعتصام انصار مرسي في القاهرة، التي سقط خلالها مئات من القتلى معظمهم من الاسلاميين، لكنه اشار الى وجود «بوادر امل، حيث شدد كل من تحاورت معهم على ضرورة العودة الى عملية تشمل كل الاطراف».