القاهرة | «استقواؤه بالخارج والتحريض على زعزعة أمن البلاد»، تهمة دوّنها موظف التحريات بناءً على تقرير تحريات جهاز الأمن الوطني، الذي رصد تحركات مسؤول الاتصال الخارجي في حكومة الرئيس المعزول محمد مرسي، جهاد الحداد، الذراع الأساسية لجماعة «الإخوان المسلمين»، للاتصال بالدول الخارجية. تقول مصادر أمنية مطلعة لـ«الأخبار» إن المعلومات التي جاءت في تقارير الرصد، والتي عملت عليها مجموعات أمنية مهمتها تتبع كل الأجهزة الإلكترونية التي يستخدمها الحداد، أفادت بتورطه مع مسؤولين أجانب «في تدمير البلاد من خلال رسائل سجلت له بالصوت والصورة بضرورة التدخل العسكري في مصر». إلى جانب إجراء اتصالات مع شخصيات دبلوماسية رفيعة المستوى في قطر وتركيا لوضع الخطط التي تؤدي بالبلاد إلى أزمات من العنف الدموي، بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
وكشف تقرير التحريات الذي أُودع ضمن أوراق القضية التي سجلتها نيابة أمن الدولة العليا وعدد من دوائر التحقيق السيادية، أنّ عمل الحداد اتسم بالسرّية طوال فترة وجوده في القصر الرئاسي وتوليه شؤون الاتصال الخارجي لدرجة تخطيه مهمات وزير الخارجية نفسه، «وكأنه كان يدير وزارة موزاية لإدارة شؤون الإخوان المسلمين الخارجية مع الدول التي تجمعهم بها مصالح مختلفة»، فضلاً عن رصد معلومات عنه تفيد بتوليه مهمة التنسيق مع القيادي الإسلامي الموالي لجماعة «الإخوان»، عاصم عبد الماجد، بغرض تنفيذ مخططات استهداف الكنائس والتمثيل بجثث الأقباط في قرى صعيد مصر، وتحريك الشارع نحو العنف الممنهج لإظهار صورة سلبية عن مصر وعن أقباطها وإشاعة الفوضى وتوضيح أن هناك اضطهاداً واضحاً للأقليات.
الأدلة التي أرفقتها «أجهزة معلومات سيادية» في التحقيقات أوضحت تورط الحداد في تهم التخابر مع دول أجنبية والتحريض لإسقاط الأمن وإحداث الفوضى في الشارع المصري، بعدما تولى مهمة إبرام الصفقات السياسية، التي تتسم بالطابع الدموي لتمكين الإخوان من الحكم.
وتقول المصادر إنّ من ضمن أدلة الثبوت المرفقة، خططاً مكتوبة بخط اليد تبين تولي الحداد رسم عمليات الهجوم على عناصر القوات المسلحة ورجال الشرطة ووضع الأساليب المختلفة لاستخدام العنف حيال المواطنين ونقاط التفتيش المختلفة.
وأشارت إلى أن مكان اختباء الحداد كان المركز الرئيسي لتجميع الفيديوات، التي يقوم شباب «الإخوان المسلمين» وكتائبهم الإلكترونية بتسجيلها وتصويرها، ليقوم بمراجعتها شخصياً وإعادة بثها عبر أجهزة حاسوب ذات تقنية عالية لعدد من الفضائيات.