القاهرة ـــ الأخبارلا يظهر حتى اللحظة أن علاقة القاهرة المتوتر بحركة «حماس»، قد شهدت اختراقاً من أي نوع، رغم محاولات الأخيرة تلطيف الأجواء وتقديم مبادرات حسن نية، كمنع شيوخها من التعرض لمصر وجيشها، بل على العكس، يبدو أن مصر متمسكة بروايتها القائلة بتورط الحركة بأحداث العنف في ديارها، وضرورة رصّ الصفوف لتأديبها ونهيها عن مخططاتها لكن دون تصفيتها، فيما تتمسك «حماس» بالنفي وعبارات الأخوة والجيرة.

وكشفت مصادر دبلوماسية مصرية لصحيفة «الرأي» الكويتية، أن «القاهرة تلقت من الأردن ملفاً أمنياً خاصاً بمئات الجهاديين الذين دخلوا سيناء منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي، ويضم أسماء الإرهابيين وكيفية دخولهم وأهدافهم ومخططاتهم».
واكدت المصادر أن «هناك تنسيقا أمنيا إقليميا لتقويض إرهاب الإخوان وحركة «حماس»، ويضم هذا التحالف مصر والأردن والسعودية والإمارات، فضلا عن السلطة الفلسطينية».
ونفت أن يكون لدى التحالف الإقليمي نية لتصفية حركة «حماس»، موضحة أن «مصر تصر على أن يكون تعاملها مع الفلسطينيين عبر السلطة الفلسطينية من دون أن يكون هناك أي تعامل رسمي مع الحركة التي طلب قادتها اخيرا عقد لقاءات مع مسؤولين مصريين، إلا أن طلبها قوبل بالرفض».
وأوضحت المصادر أن «القاهرة تصر على أن يكون فتح معبر رفح بعيدا عن حركة «حماس»، وأن يكون تأمين تسيير المعبر من جانب السلطة الفلسطينية، وفقا لما تنص عليه اتفاقية المعابر التي نقضتها حماس بعد انقلابها على السلطة الفلسطينية».
وكان وزير الخارجية المصري نبيل فهمي قد أكد في مقابلة صحافية أن رد مصر «سيكون قاسياً إذا شعرنا بأن هناك أطرافاً في «حماس» أو أطرافاً أخرى تحاول المساس بالأمن القومي المصري»، مشيراً إلى وجود « مؤشرات كثيرة سلبية» في هذا الشأن. وقال إن الرد يتضمن «خيارات عسكرية أمنية، وليس خيارات تنتهي إلى معاناة للمواطن الفلسطيني».
بدوره، نفى نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، موسى أبو مرزوق، تورط الحركة في أحداث العنف الدائرة في سيناء، مشدداً على أنه ليس من مصلحة «حماس» معاداة مصر وخاصة الجيش المصري.
وقال لصحيفة «الفجر» إن ما تردد بشأن طلب «حماس» من قطر التوسط لدى مصر لتحسين علاقتها بها أو لفتح المعابر غير صحيح، وأن «حماس» لا تحتاج لوساطة قطرية للاتصال مع مصر.
وحول العمليات الإرهابية التي تجري في سيناء، قال أبو مرزوق إن «كل التنظيمات الدينية، سواء جماعة القاعدة أو الجهاد أو التكفيريون أو السلفيون، كل هذه الفئات مسؤولة عنها»، مشيرا إلى أن هذه الجماعات الاسلامية استغلت الفراغ الأمني في سيناء، بعدما غيرت سياستها التي كانت تهدف إلى مواجهة الأميركيين أينما كانوا، ثم تحولوا نحو مهاجمة الكيان الصهيوني. وأكد أن اسرائيل اخترقت تلك الجماعات وهي التي قتلت الجنود المصريين، ونفذت العديد من الهجمات في سيناء.
وحول المنطقة العازلة التي تقيمها مصر في محاذاة الحدود مع غزة، قال إن «مصر صاحبة السيادة على كل أرضها، لكن المنطقة العازلة تكون بين الأعداء، ونحن لسنا أعداء لمصر ومصر صاحبة فضل فى القضية الفلسطينية منذ زمن طويل، ولا يمكن لفلسطيني أن يتصور أن مصر تعتبر قطاع غزة أعداء أو منطقة معادية حتى تعمل منطقة عازلة، لكنها فى الأخير صاحبة سيادة تفعل ما تشاء على أراضيها».
من جهة ثانية، قال القيادي في حركة «فتح» وعضو مجلسها الثوري عبد الله عبد الله إن عودة النائب محمد دحلان إلى الحركة لن تتم إلا عبر المحاكم، مؤكداً أن «مسيرة فتح لا تتوقف على الأفراد».
وأضاف «في ملف دحلان، هناك قضايا ومحاكم يجب اللجوء إليها؛ لوضع حلول قانونية بشأن عودة النائب إلى حضن فتح». وشدد على أن «المخطئ سيحاسب».