سواء كان مصادفةً أم لا، تزامنُ إلقاء القبض على ما قال الشاباك الإسرائيلي إنه جاسوس إيراني، مع الهجمة السياسية المضادة التي تخطط لها تل أبيب في مواجهة «التسونامي الدبلوماسي» الإيراني، فإن الأكيد أن إسرائيل بأكملها تجندت أمس لتوظف الحدث، في خدمة هجمتها تلك. توظيفٌ لم يخلُ من ابتذال يذكّر بأساليب تعتمدها عادة دول العالم الثالث في مثل هذا النوع من القضايا، حيث العميل المزعوم «يمثل دليلاً على أن الكلام الصادر من إيران لا يتلاءم مع الأفعال الإجرامية التي يقوم بها الإيرانيون» على حد قول مصدر في حاشية رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
وكانت الاذاعة العبرية قد ذكرت أن «الشاباك كشف النقاب عن انه اعتقل قبل حوالى اسبوعين، مواطنا إيرانيا يُشتبه في ضلوعه في مخطط تجسسي في إسرائيل»، مشيرة إلى ان «الإيراني، الذي يحمل الجنسية البلجيكية، اعتقل لدى مغادرته مطار بن غوريون ». وبحسب بيان الشاباك، «اتضح من خلال التحقيق انه إيراني الاصل، ويدعى علي منصوري، وكان قد وصل الى إسرائيل في مهمة استخبارية لإقامة شركة وهمية، والحصول من خلالها على معلومات تمهيداً لتنفيذ هجمات ضد مصالح إسرائيلية وغربية في إسرائيل».
وبحسب الاذاعة العبرية، ضُبطت بحوزة الايراني صور لمواقع مختلفة في اسرائيل، ومن بينها مقر السفارة الأميركية، مشيرة الى ان «منصوري ابلغ المحققين معلومات عن مشغليه الايرانيين».
وتعقيبا على خبر « اعتقال الجاسوس»، أكدت صحيفة «هآرتس» انّ من الصعب تجاهل توقيت نشر خبر الاعتقال، «الذي يعد محاولة لتزويد نتنياهو بالمزيد من الذخيرة، خلال زيارته الولايات المتحدة، في ضوء الغرام المثير والغريب بعض الشيء، بين (ادارة الرئيس باراك) أوباما ونظام آيات الله في طهران».
(الأخبار)