نفت وزارة الخارجية المصرية أمس أن تكون ممثلة الشؤون الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون قد حملت أي مبادرة لحلّ الأزمة السياسية في البلاد، مشددةً على أن «مسألة الوساطة بين قيادات العمل السياسي في مصر مرفوضة شكلاً وموضوعاً وغير مقبولة على الإطلاق». وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير بدر عبد العاطي، أن لقاء آشتون مع وزير الخارجية المصري نبيل فهمي لم يتطرق إلى الشأن الداخلي المصري، ولكنه تناول العلاقات الثنائية بين مصر والاتحاد الأوروبي، وأوجه التعاون والاستثمار المختلفة بينهما.
ونفى عبد العاطي أن تكون آشتون تطرقت خلال محادثاتها إلى دور أو وساطة للاتحاد الأوروبي في إيجاد آلية للحوار بين المعارضة والسلطة القائمة حالياً في مصر، موضحاً في السياق عينه للتلفزيون المصري أن «مسألة الوساطة بين قيادات العمل السياسي في مصر مرفوضة شكلاً وموضوعاً وغير مقبولة على الإطلاق، والسيدة آشتون أكدت أنها لا تحمل أي مبادرات وأنها لا يمكن أن تتدخل في الشأن الداخلي المصري».
وفي السياق، ذكر بيان وزارة الخارجية المصرية أن اللقاء تناول مجمل العلاقات الثنائية بين مصر والاتحاد الأوروبي، خاصة الملف المالي في إطار برنامج المساعدات التي يقدمها الاتحاد لمصر، والعلاقات التجارية بين الجانبين، وسبل جذب الاستثمارات، وتوصيات مجموعة العمل المشتركة التي عقدت في تشرين الثاني 2012 بجوانبها المختلفة، كما ناقشا التعاون بين مصر ومؤسسات التمويل الأوروبية في الفترة المقبلة مع بنك الاستثمار الأوروبي والبنك الأوروبي للإعمار والتنمية.
وكانت آشتون قد استهلت جولتها الجديدة في مصر بمحادثات مع بعض المسؤولين المصريين وقوى المعارضة الرئيسة لبحث تطورات الأزمة السياسية. وبحثت آشتون مع رئيس لجنة تعديل الدستور، عمرو موسى، تطورات المشهد السياسي المصري وأعمال لجنة الخمسين وإعداد دستور جديد يضمن حقوق المواطنين. كذلك التقت بشيخ الأزهر أحمد الطيب، ومن المقرر أن تلتقي أيضاً البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
ولفتت آشتون خلال لقائها الطيب إلى أنها متفهمة لإرادة الشعب المصري، ولم تصف يوماً ما حدث في مصر بالانقلاب، مؤكدة دعم الاتحاد الأوروبي لاستقرار مصر سياسياً واقتصادياً، وسوف يستمر الدعم الأوربي لمصر في رحلة الديمقراطية والاستقرار.
من جانبه، أكد الطيب أن «الأزهر يرفض أي تدخل أجنبي لتحجيم إرادة الشعوب، وإن أي حل للأزمة المصرية يجب أن ينبع من داخل الارادة الوطنية للشعب المصري، وهو قادر بحيويته على تجاوز الأزمة والوصول إلى حلول نهائية»، لافتاً إلى أن موقف الاتحاد الأوروبي وأميركا من الشعب المصري «يحتاج الى تصحيح والوقوف مع الحقائق لا مع العواطف التي تنقلها بعض الفضائيات التي اعتمدت على الكثير من الأكاذيب».
وتستأنف آشتون أنشطتها اليوم بسلسلة من اللقاءات مع المسؤولين المصريين، من بينهم الرئيس المؤقت عدلي منصور، ورئيس الوزراء حازم الببلاوي، ووزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح السياسي.
كذلك يتوقع أن تلتقي آشتون اليوم مع وفد من الائتلاف الوطني لدعم الشرعية يضم ممثلين لجماعة الإخوان المسلمين، من بينهم عضو الائتلاف عمرو دراج، ووزير التنمية المحلية السابق محمد علي بشر.
من جهة أخرى، نفت جماعة الإخوان المسلمين ما جرى تناقله عن دعوة وجهها المستشار الإعلامي للرئيس المصري المؤقت عدلي منصور لمجموعة من «الإخوان»، قيل إنها منشقة عن الجماعة، لمناقشة مبادرة حول مستقبل الإخوان. وأضاف البيان أن تزامن الدعوة مع زيارة كاثرين أشتون يوحي بانفتاح «سلطة الانقلاب على الحوار مع القوى السياسية المختلفة، وهو عكس الواقع الذي تشهد به حملات الاعتقالات المستمرة».
إلى ذلك، أعلنت الولايات المتحدة أنها منحت مصر دفعة أخيرة بقيمة 584 مليون دولار كمساعدات عسكرية من أصل مبلغ إجمالي سنوي من 1,3 مليار دولار.
(الأخبار، أ ف ب)