أعاد «تنظيم القاعدة في بلاد الشام ــ جبهة النصرة» تنفيذ سيناريو إلغاء «جبهة ثوار سوريا» و«حركة حزم». هجوم واسع نفّذه مسلّحوه على مقار «الفرقة 13» التابعة لـ«الجيش الحر»، ليسيطر على معظم مقارها في ريف إدلب الجنوبي، ويقتل ويأسر العشرات من مقاتليها الذين تلقى معظمهم تدريبات أميركية على استخدام صواريخ «تاو» في معسكرات خارج البلاد.
وتطور الخلاف الذي بدأ منذ أسبوع، خلال تظاهرات خرجت في معرة النعمان وقرى أخرى في أرياف إدلب رُفع فيها «علم الثورة»، ما استفزّ أنصار «النصرة» الذين هاجموا المتظاهرين ومزّقوا الرايات ورفعوا مكانها الرايات السوداء.
ثمّ دخلت تلك القرى في دوّامة التظاهرات والتظاهرات المضادة، واعتقالات ومحاولات صلح ودمج الجميع في تظاهرات مشتركة، لتنتهي باشتباكات عملت على إنهاء وجود «الفرقة 13» من تلك القرى.
ومساء أول من أمس، اندلعت اشتباكات عنيفة في الحي الشمالي من مدينة معرة النعمان بين مسلحي «الفرقة» ومسلحين من «جبهة النصرة»، أدت إلى سقوط 6 قتلى من الطرفين وعدد من الجرحى. واستقدمت «النصرة» مؤازرة جديدة، لتبدأ بالهجوم على مقار «الفرقة»، حيث اندلعت أعنف الاشتباكات في محيطها، وانتهت بالسيطرة عليها، بعد قتل وأسر من بداخلها. وقال متابعون إنّ التوتر ساد المنطقة بعد استنفار «النصرة» وهجومها على مقار «الفرقة 13» في الحامدية والغدفة وحيش وخان السبل بمساندة «جند الأقصى». واستمرت الاشتباكات حتى ظهر أمس، لتنتهي بالسيطرة على كافة مواقع «الفرقة 13» والسيطرة على معسكر التدريب التابع لها في الحامدية والاستيلاء على مستودعات للأسلحة والذخائر وكميات من صواريخ «تاو». كذلك، أعلنت «تنسيقيات» معارضة أنّ مصير قائد «الفرقة»، المقدم أحمد المسعود، ما زال مجهولاً، بعد مقتل وجرح وأسر العشرات من مقاتليه، ومن بين الأسرى النقيب علي سلوم «قائد لواء الإمام البخاري» و«قائد لواء الغدفة»، بعد مقتل 5 من عناصره.
وفي خضم الاشتباكات، أصدرت «الفرقة 13» بياناً نفت فيه ما ورد في بيان «النصرة» التي أعلنت فيه أن «الفرقة 13 هاجمت مقارها واقتحمت منازل مقاتليها واعتقلت عدداً منهم بعد الاعتداء عليهم». كذلك، أفاد بيان ثان لـ«الفرقة» أنّ «النصرة» هاجمت «بشكل مباغت وغير مبرر مقر قيادة الفرقة في معرة النعمان، وسبقه هجوم على مقرات تابعة للفرقة في ريف المعرة، ما أدى إلى استشهاد عدد من خيرة المقاتلين واستولت الجبهة على مقرات وأسلحة واعتقلت المتواجدين فيها». وأكدت «الفرقة» في بيانها الذي حمل رقم 2 أنها «ما زالت متواجدة على جبهات القتال ضد الجيش السوري وداعش في حلب وحماة وريف اللاذقية».
وتشير المعلومات إلى أن عناصر «الفرقة» لا يزالون موجودين في بعض قرى ناحية خان شيخون وجسر الشغور، بينما توجه العناصر الهاربون من هجوم «النصرة» على معرة النعمان وريفها إلى ريف حلب.
واستنكر ناشطون صمت «حركة أحرار الشام» و«فيلق الشام» على اعتداءات «النصرة»، موجّهين رسالة لقادة الفصيلين «بأن الدور قادم عليهم إن استمروا في صمتهم». من جهته، أعلن «قاضي جيش الفتح»، السعودي عبدالله المحيسني، في تغريدات له على موقع «تويتر»، أنه فوجئ «بالتطور الحاصل بين النصرة والفرقة 13»، لكون «الظروف الصحية منعته من الدخول الى شبكة الانترنت في اليوم الذي حصل فيه الاقتتال». وأضاف «لست هنا أعلق على من المخطئ... لا بد أن يخضع الجميع في كل قتال أو خلاف لمحكمة شرعية، ولسنا ننظر للمجاهدين إلى مسلمين درجة أولى ومسلمين درجة ثانية».