واصلت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» جني ثمار المعارك التي أطلقتها في أرياف الشمال السوري. ورغم التقدّم اللافت الذي تحرزه «الدولة» ضد المجموعات المعارضة الأخرى، لا يزال التنظيم القاعدي يواجه مقاومة جدّية من «وحدات حماية الشعب الكردي»، خلال محاولاته السيطرة على قرى كردية. ونشرت مواقع موالية لـ«الدولة» بياناً لـ«والي إدلب» يوضح فيه «تراجع» قائد «حلف الفضول» صلاح حبلص عن قتال «الدولة»، وذلك بعدما تصدت له «الدولة بالسنان واللسان وإقامة الحجة والبيان».
وتابع البيان: «وعلى ما تقدم فالأخ الشيخ صلاح حبلص أخ لنا في الدين، له ما لنا وعليه ما علينا، ما دام متبعاً للحق».
وأرفق مع البيان بورقة نسبت إلى حبلص، مذيّلة باسمه وتوقيعه، وفيها أعلن: «لم ولن أقاتل الدولة الإسلامية في العراق والشام، وسلاحي موجه إلى أعداء الله عز وجل، ولإعلاء كلمة لا إله إلا الله. وهذا تصحيح لكل تصريحاتي التي نشرت سابقاً». وكانت الأيام الماضية قد شهدت معارك بين «الدولة» و«حلف الفضول» في بلدة حزانو في ريف إدلب.
في موازاة ذلك، قتل، أمس، 14 عنصراً من «الدولة» وتنظيمات اسلامية أخرى في اشتباكات ضد مقاتلين أكراد في محافظة الحسكة. وأفادت «تنسيقيات» معارضة أنّ هؤلاء قتلوا في محيط قرية صفا، القريبة من ناحية جل آغا (الجوادية) في محافظة الحسكة، كما لقي 4 مقاتلين من «وحدات الحماية» مصرعهم. ويذكر أنّ الاشتباكات بدأت في هذه المنطقة اثر هجوم شنّه فجر أمس مقاتلو «الدولة» على قرية صفا.
كذلك أُعلن عن مقتل أحد عناصر «لواء عاصفة الشمال»، حسين علي عموري، على يد «داعش»، في اشتباكات أول من أمس عند حاجز معرين، في ريف اعزاز.
وذكرت صفحات الكترونية معارضة أنّ «عموري قتلته يد الغدر والخيانة من دولة داعش، وهم يرفضون تسليم جثته لأهله ويقولون إنه كافر».
من ناحية أخرى، وبعد توالي اعلان فصائل اسلامية مختلفة رفضها الاعتراف بـ«الائتلاف» المعارض، أعلن الأخير أنّ قادة «المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر»، أكدوا تمسكهم بـ«الائتلاف الوطني كسلطة مدنية تمثل الشعب السوري»، مشددين على التزامهم الكامل بمبادئ «الثورة السورية وقيمها السامية».
وجاء في البيان أنّ «اجتماعاً عقد الخميس ضمّ رئيس الائتلاف أحمد الجربا وقادة المجلس العسكري للجيش الحر»، كذلك سيعقد الجربا «سلسلة اجتماعات مع قيادات عسكرية ميدانية في الجيش السوري الحر لرأب الصدع بين جناحي المعارضة السياسية والعسكرية على خلفية الخلاف في المشاركة في مؤتمر جنيف 2 المرتقب».
دمشق ــ حلب سالكة
وفي سياق منفصل، سيّرت السلطات السورية رحلات بين دمشق وحلب عبر بلدة خناصر، التي استعاد الجيش السوري السيطرة عليها أول من أمس. يأتي ذلك في ظل محاولة المجموعات المعارضة استعادة السيطرة على البلدة الاستراتيجية، الواقعة قرب معامل الدفاع وبلدة السفيرة في ريف حلب.
بالتزامن مع ذلك، أحبط الجيش السوري محاولتين لأفراد مجموعتين مسلحتين التسلّل من شارع الخضر نحو حيّ صلاح الدين في مدينة حلب، انتهت بمقتل 7 مسلحين وإصابة آخرين، فضلاً عن صد محاولة أخرى للتسلّل باتجاه سوق الخضر في حيّ الأشرفية.
كذلك، اشتبكت وحدة من الجيش السوري مع مجموعة مسلحة كانت تحاول دخول أحياء تحت سيطرته في منطقة الليرمون، فيما نفذت وحدة أخرى عملية، وصفت بالنوعية، استهدفت مجموعة مسلحة كانت داخل مستودع يحتوي على كميات من الذخيرة والوقود في حيّ بني زيد، ما أدى إلى وقوع جميع المسلحين في داخله قتلى.
إلى ذلك نفذ الجيش السوري عمليات عديدة ضدّ مقارّ المسلحين في قرى الجديدة، وكويرس، ورسم العبود، وعربيد.
(الأخبار)