حلب | يواصل الجيش السوري ملاحقة المجموعات المسلحة في حلب وريفها، فيما كان لافتاً انشقاق مجموعة من «الجيش الحر» في مدينة حلب والتحاقها بـ«داعش» التي أعلنت نقل عملياتها إلى قلب المدينة. وتابعت وحدات معزّزة من الجيش السوري و«قوات الدفاع الوطني» تمشيط التلال المحيطة ببلدة خناصر، والقرى الواقعة على طريق حلب _ خناصر، وخناصر _ أثريا، تمهيداً لإعادة فتحه أمام حركة السيارات والمواطنين.
مصدر ميداني قال لـ«الأخبار» إنّ «الطريق بات آمناً، وسيعاد فتحه في غضون أيام قليلة بعد إحكام السيطرة والانتشار في مسافة تبلغ نحو ستين كيلومتراً لمنع عمليات التخريب التي تقوم بها المجموعات الإرهابية، وتفخيخ الطريق وزرع العبوات الناسفة على جانبيه لاستهداف قوافل الغذاء والوقود والدواء وآليات الجيش».
وبالتزامن، أعلنت مصادر إعلامية معارضة أنّ الجيش السوري سيطر على جبل البوز القريب ومنطقة الحميرة، اللذين يعتبران شريان طريقه العسكري نحو حلب.
وأدى إغلاق ذاك الطريق بوجه عبور السلع الأساسية، وبالأخص الخبز والطحين، إلى ارتفاع سعر ربطة الخبز في الأحياء الآمنة إلى 250 ليرة سورية، وإلى ارتفاع أسعار الخضر والفواكه بنسبة تصل إلى 50%. من جهة أخرى، لاحقت عوامل التفسّخ المجموعات التابعة لـ«الجيش الحر»، حيث أعلنت في حلب مجموعات يتزعّمها المدعو إسماعيل قصاص، التي تنتشر في المدينة القديمة، انشقاقها عن «الحر» وموالاتها لـ«الدولة الإسلامية في العراق والشام». مقاتلو «الدولة» اقتحموا حيّ المرجة الحلبي، ودهموا مقرّ مجموعة يتزعمها مسلح يلقب بـ«البغل»، الذي لاذ بالفرار مع أفراد مجموعته بعد إصابته، وذلك بعد تصنيف «داعش» للمجموعة بأنها تستحق حكم «حدّ الحرابة»، بسبب قيامها بالسرقة والسطو.
الرعب الذي أدخلته «داعش» في قلوب معارضيها، نجحت عبره في التمهيد لقبول سيطرتها على بعض المناطق. ففي الحاضر، جنوبي حلب، تمكّن سبعة مسلحين فقط من «داعش» من السيطرة على مقر «الجيش الحر» في البلدة. كذلك شنّت مجموعات إسلامية، وفق مصدر عسكري، هجوماً في محور كفر حمرة _ معارة الأرتيق، استخدمت فيه دبابة ومدافع مختلفة وقذائف صاروخية، إلا أنها جوبهت بنيران كثيفة.
وصدّ حراس سجن حلب المركزي وحراس موقع مستشفى الكندي هجمات من محاور عدة بإسناد ناري من سلاحَي المدفعية والجو، اللذين استهدفا تجمعات المسلحين وآلياتهم ومنصّات لإطلاق الصواريخ.
وفي السياق، أغار سلاح الجو على مستودع للذخيرة في منطقة الإيكاردا على طريق حلب _ دمشق، حيث فرّ المسلحون المنتشرون في المنطقة إلى قرية تل حديّة المجاورة.
وفي محيط مطار كويرس، دمّر سلاح الجو منصّات إطلاق صواريخ وتجمعات للمسلحين في قرى كويرس، ورسم العبود، وعربيد والجديدة، وفق مصدر عسكري.
في المقابل، قصفت المجموعات المسلحة بلدتي نبّل والزهراء بقذائف الهاون وصواريخ محلية الصنع، ما أدى إلى مقتل شابين وجرح ثمانية آخرين.
وفي إدلب، استهدف سلاح الجو حاجزاً لمسلحي «الحر»، أدى إلى مقتل خمسة منهم، أحدهم ضابط صف منشق، في وقت عاد فيه الهدوء إلى حزانو وشمالها بعد جولة من الاقتتال بين الجماعات المسلحة.