القاهرة| أكدت مصادر مطلعة على زيارة الممثلة الأعلى للشؤون الخارجية والامنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون الأخيرة للقاهرة، لـ«الأخبار»، أن العلاقات الاقتصادية التي تحكم العلاقات السياسية بين مصر والاتحاد الاوروبي دفعت آشتون إلى الإسراع في زيارة القاهرة للقاء قيادات القوات المسلحة. وكشفت المصادر أن آشتون جاهدت في احتواء أزمة التصريحات المتعاقبة التي صدرت عن وفود الاتحاد الاوروبي، والتي أعلنوا فيها صراحة أن ما حدث في مصر في 30 يونيو كان انقلاباً عسكرياً، مشيراً إلى أن التراجع الواضح في نبرة حديثها والجمل المتبادلة مع السيسي جاء بعد أن باشرت الحكومة المصرية في تطبيق حكم محكمة القاهرة للأمور المستعجلة الصادر قبل اسبوعين والقاضي بحظر جماعة «الإخوان المسلمين»، ما يستلزم التحفظ على أموال الجماعة التي باتت تغدق على مصر عبر آلاف التحويلات البنكية من الخارج.
المتمعن في هذا الحكم يفهم غرابة توقيت الزيارة المفاجئة لآشتون التي لم يرتب لها سلفاً والتي لم تُعلَن مسبقاً، بعكس الترتيبات العادية للزيارات التي تسبق قدومها إلى مصر.
وتوضح المصادر أن توقيت البدء بالحجر على أموال تنظيم «الإخوان» تزامن مع وجود آشتون في مصر بساعات قليلة، لأن الإدارة المصرية قررت أن توجه ضربة استباقية لإفشال مهمتها.
وأضافت المصادر أن مهمه آشتون تتلخص في «تقديم الدعم المعنوي، والتشجيع لجماعة «الإخوان المسلمين»، بمناسبة إعلانها الحرب الإخوانية على الجيش والشعب من خلال مزيد من التفجيرات التخريبية المدمرة لينتقل مسرح العمليات من سيناء إلى داخل القاهرة. هذا السعي الإخواني المدعوم أميركياً وأوروبياً وقطرياً لضرب الجيش».
ولفتت المصادر إلى أن آشتون حاولت أداء «دور الوسيط لإصلاح الأوضاع بين الجيش والإخوان وطرحت العديد من المطالب، منها عدم اقصاء الإخوان من الحياه السياسية، والافراج عن بعض قياداتهم البارزين وعلى رأسهم النائب الاول للجماعة خيرت الشاطر ومرشده العام الدكتور محمد بديع، مع الالحاح على أهمية الافراج الفوري عن الرئيس المعزول محمد مرسي». وطالبت آشتون الحكومة المصرية بضرورة إعطاء ضمانات للمشاركة في الحياه السياسية من جديد مقابل تأكيد تواصل التعاون بين الجانبين الاوروبي والمصري واستمرار الدعم المقدم من الاتحاد الأوروبي لمصر.
وبحسب تعبير المصادر، فإن آشتون «حاولت أن تقوم بعملية الطبيب الذي يمنح مريضه قبلة الحياة ليضمن عملية تنفسه قبل الذهاب به إلى أقرب وحدة علاجية، نفس الحال ينطبق على أداء آشتون خلال اجتماعها بالفريق السيسي، حيث طالبته بضرورة إعطاء فرصة جديدة للإخوان لينخرطوا في الحياة السياسية مرة أخرى مع التعهد بإيقاف مسلسل العنف الدامي بعد إبرام تعاقد صلح شامل للبدء في إيقاف التظاهرات التي تجوب شوارع مصر وميادينها».
وأكدت المصادر لـ«الأخبار» أن وزير الدفاع المصري انصت بعناية إلى حديث آشتون، وفي نهايته أجهض كل محاولاتها بإقناعه وقال لها حرفياً «لا بديل من خريطة المستقبل ولا يمكن العودة للوراء و لا يمكن لنا أن نتدخل في أحكام القضاء ولا يجوز لي أن أتدخل فى الشؤون الرئاسية ولن تردعنا الضغوط»، كذلك وجّه رسالة إلى مسؤولي الاتحاد الاوروبي وعبرها إلى المسؤولين الأميركيين قائلاً: «محاولة التهديد بالمعونات اصبح غير مجد ومصر لديها صداقات مع دول الجوار وقادرة على تجاوز أزمتها المالية وعلى اعضاء الاتحاد الاوروبي احترام الارادة الشعبية للمصريين».