القاهرة ــ الأخبار سيّر أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، مسيرات متفرقة في القاهرة تمسكاً بالشرعية وتنديداً بما يرونه «انقلاباً»، غير أنهم تجنبوا ميدان التحرير «حقناً للدماء»، وفق ما أعلنوا. ومع ذلك، وقعت اشتباكات بين المشاركين في هذه المسيرات والأهالي، تدخلت على أثرها الشرطة، فيما لم يكن يوم المحافظة الحدودية سيناء هادئاً كما كل يوم، حيث وقع انفجار أدى إلى سقوط عدد من الجرحى. وتراجع «التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب» عن دعوة أنصاره إلى التظاهر في ميدان التحرير يوم أمس، «لتجنب إراقة المزيد من الدماء» بعد سقوط 77 قتيلاً ومئات المصابين عبر البلاد في أكثر الأسابيع دموية منذ شهرين. ودعا في بيان أنصاره إلى «تجنب أماكن إراقة المزيد من الدماء، سواء في ميدان التحرير أو غيره»، وذلك لأن «النظام الانقلابي لا يرعى ويسفك الدماء دون احترام للقانون أو القيم التى يتبناها شعبنا العظيم». وطالبهم بأن تقتصر فعاليات الجمعة على «مسيرات قصيرة تنتهي بوقفات احتجاجية نكثر فيها من الدعاء».
وكان التحالف قد دعا إلى التظاهر الجمعة في التحرير «مهما كانت التضحيات» وهي الدعوة التي كررها الأربعاء. لكن قرار التراجع جاء بعد «مناشدات الكثيرين من أبناء الأمة المخلصين والعديد من المفكرين والقوى السياسية لتجنب أماكن إراقة الدماء»، بحسب البيان، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن القرار يأتي مع «الاحتفاظ بحق المصريين في التظاهر بميدان التحرير ورابعة والنهضة في أسابيع قادمة». وقال القيادي في حركة «شباب ضد الانقلاب»، عضو التحالف الوطني، طارق حسين، إن «القرار جاء للتهدئة بعد ما حدث في 6 تشرين الأول. نحاول التقاط أنفاسنا، وخاصة بعد مجزرة الأحد الماضي». وأضاف: «تحدي الانقلاب مستمر. نحن في معركة إرادة لكسر إرادة الانقلاب». في المقابل، انطلقت مسيرات في مناطق أخرى بعيدة عن ميدان التحرير، حيث جابت مسيرة انطلقت من أمام مسجد الريان شوارع المعادي، رفع المشاركون فيها صور الرئيس المعزول وإشارات رابعة، مرددين هتافات «لا يا سيسي مفيش حصانة أنت مصيرك الزنزانة» وهتافات أخرى ضد وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، للتنديد بـ«الانقلاب العسكري».
وفي الإسكندرية، قالت مصادر أمنية إن الشرطة المصرية أطلقت الغاز المسيل للدموع الجمعة لفضّ اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين للرئيس المعزول محمد مرسي. وفي مدينة رفح الحدودية، أصيب خمسة أفراد في انفجار لغم أرضي في سيارة في نقطة تأمين حي البرازيل. وقال مصدر أمني لـ«بي بي سي» إن الإصابات متوسطة، وإن الانفجار وقع أثناء مرور السيارة التي تتبع القوات المسلحة بالقرب من نقطة التأمين. وتعليقاً على تجميد المعونة العسكرية الأميركية، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين عسكريين قولهم إن «القادة العسكريين في مصر تراجعت ثقتهم بالولايات المتحدة خلال الأزمة السياسية التي اندلعت بعد عزل مرسي، وثار غضبهم في وقت مبكر عندما بدأت الولايات المتحدة في التلميح باتخاذ إجراء لإظهار استيائها لعزل مرسي»، مشيرين إلى أن خفض المساعدات الأميركية لمصر لم يفاجئهم.
وقال مصدر عسكري: «لدينا قول مأثور نتداوله بيننا: المتغطي بالأميركان عريان». وأضاف: «الأميركيون يغيرون مواقفهم بناءً على مصالحهم ولا يتبعون مبادئ، لكننا نعلم كذلك أن ما يقولونه أو يلمحون إليه يمكنهم القيام به وفي نهاية الأمر هم لا يريدون أن يخسروا مصر».
وأكد أن «الجيش لديه خطط بالتأكيد لتنويع مصادر الأسلحة تشمل الذهاب إلى روسيا»، دون الخوض في التفاصيل.
في غضون ذلك، قال السفير بدر عبد العاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن «بلاده لن تسمح لأي طرف بالتدخل في شؤونها الداخلية»، غير أنه رأى أن دعوة بعض الأطراف الداخلية إلى الاستغناء عن المعونة الأميركية أو إلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل «أمور غير منطقية».