أعلن الجيش الإسرائيلي اكتشاف نفق بطول 2.5 كيلومتر على الحدود مع قطاع غزة، مرجحاً ان الهدف من حفره، هو شن هجمات ضد اهداف اسرائيلية، ومحاولة اسر جندي. وقال ناطق باسم الجيش إن قوة عسكرية اكتشفت فتحات للنفق قرب مستوطنة «عين هاشلوشا» المحاذية للشريط الشائك مع غزة، مضيفا إن النفق واسع جدا و«بالامكان استخدامه لنقل جندي بعد خطفه الى القطاع». وأثنى رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين تنياهو، على «اكتشاف النفق الارهابي»، مشيرا الى ان «ما حصل جزء من سياستنا، وهي سياسة متشددة ضد الارهاب على مستوى الاحباط، وايضا على مستوى النشاط الاستخباري والعمليات المبادر اليها، وعمليات الرد». واضاف ان «الدمج بين كل هذه النشاطات وبين سياستنا، ادى الى كون العالم اكثر هدوءاً منذ اكثر من عام، رغم اننا نشهد في الاسابيع الاخيرة، ارتفاعا في النشاط الارهابي».
بدوره، اكد وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعلون، أنّ اكتشاف النفق يدل على ان حركة حماس تواصل الاستعداد لخوض مواجهة مع اسرائيل و«لارتكاب اعتداءات» رغم التهدئة التي فرضت عليها. واضاف إن «قوة الردع التي يتميز بها الجيش، تمثل العامل الرئيسي في ضمان استمرار التهدئة مع غزة».
وشدد يعلون على ان اكتشاف النفق يستحق الثناء والتقدير، لانه منع تنفيذ اعتداء ضد الجنود والمدنيين الاسرائيليين في محاذاة الحدود، مشيرا الى ان «الجيش سيواصل نشاطاته للكشف عن محاولات حماس وتنظيمات اخرى، للإضرار باسرائيل».
وهدد قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الاسرائيلي، اللواء سامي تورجمان، حركة حماس وقطاع غزة، وقال إن النفق المكتشف على حدود القطاع «خرق واضح للسيادة الإسرائيلية»، مؤكدا ان «حماس ستدفع ثمنا باهظا جدا إن هي نفذت عمليات كهذه، وقطاع غزة سيبدو على نحو مختلف ». واضاف إن «حماس استخدمت على نحو ساخر نيات اسرائيل الطيبة، بإدخال مواد بناء الى القطاع، وحفرت بواسطة هذه المواد النفق».
واشار موقع صحيفة يديعوت احرونوت على الانترنت، إلى ان «الجيش اكتشف النفق يوم الخميس الماضي، عندما كانت وحدة خاصة من سلاح الهندسة تقوم باعمال التمشيط والفحص الامني على طول الشريط الشائك حول القطاع»، لافتاً الى ان «النفق الذي حفر على عمق 15 مترا، يصل حتى عمق المناطق الخاضعة للسيطرة الاسرائيلية، وهو ما دفع المؤسسة الامنية كي تقدر بانه كان سيُستخدم لشن اعتداء كبير، مع الاعتقاد ايضا بان حفر النفق يرمي ايضا إلى استخدامه في اي مواجهة جديدة قد تندلع مع قطاع غزة».
من جهتها، اشارت القناة العاشرة العبرية الى ان «التقديرات في المؤسسة الأمنية تشير الى ان النفق جزء من خطة معدة مسبقاً، لتنفيذ عملية كبيرة ومتعددة المراحل، لان عشرات المقاتلين الفلسطينيين قادرون على استخدام هذا النفق في الوقت نفسه، والعبور منه الى الجانب الاسرائيلي، وتنفيذ عملية خطف، او اي عمل عدائي اخر خططوا له»، مضيفا إن «التقديرات والفحص الامني، يشيران الى ان الفلسطينيين بدأوا بالعمل على حفر النفق قبل عامين على الاقل، لكنهم لم ينتهوا منه بعد».
واضاف المراسل إن «اكتشاف النفق منع تنفيذ عملية استراتيجية، كان من شأنها ان تغير كل الوضع الاستراتيجي لإسرائيل مقابل حماس والقطاع، وهو نفق يعد الافضل من كل الانفاق التي جرى اكتشافها في السنوات الاخيرة، إن لجهة الحجم او الجودة، وقد استخدم في بناء مقاطع منه، الاسمنت الذي ادخلته اسرائيل اخيرا الى قطاع غزة».
وردّت حركة «حماس» على الإعلان الإسرائيلي، بالقول إنه محاولة لتبرير استمرار الحصار والعدوان على قطاع غزة. وقال المتحدث باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، أبو عبيدة، إن «الإرادة المحفورة في عقول وقلوب رجال المقاومة أكثر أهمية بكثير من الأنفاق المحفورة في الطين»، مشيرا الى أن «الأولى تصنع الآلاف من الثانية».
و في إجراء انتقامي ضد قطاع غزة، منعت حكومة الاحتلال إدخال مواد البناء إلى القطاع، وأفادت الإذاعة العبرية بأن منسق شؤون الأعمال في الأراضي الفلسطينية الميجر جنرال ايتان دانغوت «أمر بوقف نقل مواد البناء الى قطاع غزة حتى إشعار آخر، عقب اكتشاف نفق فيه حُفر باتجاه أهداف إسرائيلية داخل الأراضي المحتلة عام 1948».
وكانت اسرائيل قد سمحت بإدخال مواد البناء إلى قطاع غزة منذ ثلاثة أسابيع فقط، بعد منع استمر من عام 2007.
وعلق المتحدث باسم حركة «حماس»، سامي أبو زهري، على منع إدخال مواد البناء بالقول ان إعلان الاحتلال منع توريد مواد البناء إلى قطاع غزة «دليل إضافي على خطأ إغلاق الأنفاق قبل توفير بديل عربي».