بينما تحتفل ليبيا بالذكرى السنوية الثانية لرحيل نظام العقيد معمر القذافي، يتّجه الوضع الأمني الليبي هذه الأيام نحو ذروة التأزم، حيث بات منطق قوى الأمر الواقع الميليشيوية هو السائد، في ظل استمرار الاغتيالات وعمليات الخطف التي كان ضحيتها الأسبوع الماضي رئيس الوزراء علي زيدان نفسه. فغداة اغتيال قائد الشرطة العسكرية الليبية أحمد البرغثي، لدى مغادرته منزله في مدينة بنغازي في شرق البلاد لأداء صلاة الجمعة، احتجزت مجموعات مسلّحة ليبية نحو ثمانين مصرياً للضغط على القاهرة كي تفرج عن ليبيين مسجونين لديها. ومساء أمس، أعلنت السلطات المصرية أنه جرى إطلاق سراح السائقين المصريين المحتجزين قرب مدينة أجدابيا في شرق ليبيا، لافتة الى أن السائقين في طريقهم الى مصر مع شاحناتهم.
وعلى صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك»، أعلن المتحدث باسم الجيش المصري، العقيد أركان حرب أحمد علي، أن «الاستخبارات الحربية نجحت في إنهاء أزمة السائقين المحتجزين في ليبيا بالتعاون مع وزارة الدفاع وأجهزة الأمن الليبية».
وفي بنغازي، قال مصدر أمني ليبي إن «السائقين الذين كان يحتجزهم مسلحون في أجدابيا تم الإفراج عنهم»، موضحاً أن «سائقي الشاحنات تمكنوا من المغادرة».
وفيما لم يشر بيان الخارجية المصرية الى عدد المخطوفين المحررين، أشار المصدر الليبي إلى أن عدد السائقين المصريين كان أكثر من ثمانين، مضيفاً إن «المجموعة المسلحة كانت تحتجز كل مصري يعبر هذه المدينة، وكان العدد يتزايد منذ الخميس».
وأكد السفير المصري لدى طرابلس، محمد أبو بكر، لوكالة «فرانس برس» الإفراج عن السائقين، موضحاً أن هؤلاء كانوا «محتجزين وليس مخطوفين».
وأضاف أبو بكر إن «السائقين كانوا محتجزين داخل شاحناتهم وقد تلقوا معاملة جيدة».
وقال أيضاً «لقد تمكنوا من المغادرة. بعضهم تابع طريقه في اتجاه الحدود، والبعض الآخر كان أصلاً متجهاً الى الغرب (الليبي) وتابع طريقه مجدداً».
وكانت صحيفة «المصري اليوم» المستقلة، قد أشارت إلى خطف خمسين مصرياً، وأكدت أنها تحدثت عبر الهاتف مع رجل يقدّم نفسه على أنه المسؤول عن الميليشيا المسلحة التي خطفت المصريين، ويدعى أحمد الليبي.
وقال الليبي في الاتصال مع الصحيفة، إنه أمهل السلطات المصرية عشرة أيام للإفراج عن أقرباء له اعتقلتهم قوات الأمن في مصر، مهدّداً بقتل المصريين المخطوفين إذا لم يُلَبَّ مطلبه.
(أ ف ب، رويترز)