بالرغم مما تواجهه عملية التسوية من عقبات تهدد فرص نجاحها في التوصل الى صيغة تحظى بموافقة الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني، استبعد وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعلون، أمس، نشوب انتفاضة ثالثة في المناطق الفلسطينية، مؤكداً في الوقت نفسه ان قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي مستعدة لمواجهة اي تصعيد.
وأشار يعلون، إلى أن عمليات رمي الحجارة تتعامل معها اسرائيل كما لو أنها موجة، بسبب أن اعدادها باتت استثنائية. أما بخصوص علاقة هذه الأحداث بالعملية السياسية، فقد اعتبر وزير الدفاع الاسرائيلي أن «الامر الوحيد الذي يمكن ربطه بالعملية السياسية هو الصراع الداخلي في السلطة الفلسطينية، بين الذين يتحدّون القيادة الفلسطينية، مثل رجال التنظيم أو شهداء الأقصى، او بين الجهات «الارهابية» الأخرى، التي تحاول تحدي القيادة الفلسطينية مثل حماس او الجهاد الاسلامي الفلسطيني، لكن حتى الآن من دون نجاح بسبب العمليات المحبطة التي نقوم بها».
رغم ذلك، حمَّل يعلون السلطة الفلسطينية في رام الله، المسؤولية عن الأحداث في الضفة الغربية، معتبراً ان ذلك يعود الى عمليات التحريض التي تقوم بها والذي يبدأ بتعليم الأطفال وتحريض الاعلام، اضافة الى لغة خطاب القادة والتي تشكل تحريضاً للجمهور فضلاً عن عدم شجب العمليات العسكرية، الأمر الذي يؤدي الى انتاج تعاطف جماهيري معها.
هذا ولمّح يعلون الى أن الحوادث الأخيرة التي شهدتها مستوطنة بساغوت والغور، فقد حصلت على خلفية جنائية، فيما الحوادث الأخرى حصلت على خلفية قومية.
في المقابل، ذكرت إذاعة جيش الاحتلال أن القوات الاسرائيلية رفعت مستوى جاهزيتها واستنفارها على حدود قطاع غزة بسبب تكرار الحوادث الأمنية في الأيام الاخيرة. واضافت الإذاعة أن جيش الاحتلال ينظر بخطورة بالغة الى ما يجري من تصاعد للأعمال المعادية على حدود قطاع غزة.

الى ذلك، جدّد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، رسائله التي تأخذ طابعاً استثنائياً لجهة تزامنها مع المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية، وفي ظل الحديث عما تواجهه من عقبات، اذ اكد خلال إدلائه بصوته في الانتخابات المحلية في القدس المحتلة، ان «المدينة المقدسة» ستظل العاصمة الموحدة لاسرائيل، طالما بقي في منصبه. يأتي ذلك مع ما أعلنه وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بأن اللقاءات التفاوضية بين اسرائيل والسلطة، تُعقَد بشكل مكثّف، مشيراً الى أن الأيام الأربعة الماضية شهدت ثلاث جولات تفاوضية بين الطرفين، اللذين عقدا حتى الآن 13 جلسة تفاوضية.
وأكد الوزير الأميركي أن جميع القضايا مطروحة على مائدة البحث، معلناً في أعقاب اجتماعه في العاصمة الفرنسية باريس، بنظيره القطري خالد ال عطية، ان قطر وافقت على شطب مئة وخمسين مليون دولار من ديون السلطة.
هذا وكانت أخر جولة تفاوضية بين الطرفين عقدت أول من أمس، ويتوقع أن تجري هذا الأسبوع جولة مفاوضات إضافية بين وزيرة القضاء الاسرائيلي، تسيبي ليفني، وكبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات.
ونقل موقع «واللاه» العبري، عن مصادر وصفها بالمطّلعة على المفاوضات، أن الجانبين ناقشا في الجولات الأخيرة القضايا الجوهرية وفي مقدمتها ملف القدس. وكان هذا الملف قد عاد لصدارة النقاش في إسرائيل مع طرح مشروع قانون إسرائيلي يدعو إلى وجوب الحصول على موافقة 80 من أعضاء الكنيست كشرط أولي للخوض في مصير القدس.
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة معاريف أن مواعيد تحرير 104 معتقلين فلسطينيين في اسرائيل، منذ اتفاقات اوسلو، منسّقة مع محادثات المفاوضات. ولفتت الى أن رئيس السلطة محمود عباس (أبو مازن)، لوح بقضية تحرير السجناء كورقة قد تخرب المحادثات، مشيراً الى انه في حال الغت اسرائيل هذه المبادئ فإننا سنستأنف طلبنا للاعتراف في المنظمات الدولية.