تدور اشتباكات عنيفة منذ يومين على مقربة من الأوتوستراد الدولي الذي يربط حمص ودمشق، وتحديداً في محيط بلدتي مهين وصدد، الواقعتين على بعد حوالى 50 كلم جنوبي شرقي حمص. وبدأت الاشتباكات عندما حاول عدد كبير من المسلحين فجر الاثنين السيطرة على بلدة صدد، البلدة القديمة التي تعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد وتقطنها غالبية كاثوليكية سريانية، وينتمي جزء كبير من أهاليها إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي، بهدف السيطرة على بلدة مهين والهجوم على مراكز للجيش السوري قريبة من البلدتين، تضم مستودعات أسلحة ضخمة للجيش بحسب مصادر معارضة. وأشار عدد من سكان البلدة لـ«الأخبار» إلى أن «السيطرة على صدد (عدد سكانها في الشتاء لا يتعدى ألفي نسمة، ويصل في الصيف إلى ستة آلاف) يسمح بالسيطرة على المنطقة المحيطة، ولا سيما مثلث صدد ـــ الشعيرات ـــ الحمرات بهدف أخذ التلال وقطع الطريق الدولي». وأشارت المصادر إلى أن «المسلحين القادمين من يبرود وجرود عرسال استطاعوا احتلال جزء من البلدة وقتلوا عدداً من عناصر الحاجز في أوّلها، وتمكن عناصر القومي ووحدات الجيش من استرداد بعض الأحياء التي سيطر عليها المسلحون الذين لا يزالون يحتلون الحي الغربي فقط». وقد أدت المعارك إلى تدمير العديد من المنازل الأثرية في البلدة. وعلمت «الأخبار» أن «مقرّ مطرانية السريان الكاثوليك كان قد انتقل إلى صدد بعد احتلال المسلحين لأحياء حمص القديمة، وأن عملية إخلاء كبيرة للبلدة قد تمت طيلة يوم أمس، ومن ضمنها مقر المطرانية الجديد، حتى يتمكن الجيش الذي استقدم تعزيزات كبيرة إلى المنطقة مدعومة بالدبابات والمروحيات من مطاردة المسلحين الذين انتشروا بين بيوت المدنيين وفي دور العبادة». وأشارت مصادر البلدة إلى أن المسلحين ينتمون بغالبيتهم إلى «الجيش الحر»، فيما ذكرت وكالات أجنبية أن المسلحين ينتمون إلى كتائب عدة في «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام».
(الأخبار)